ألأعلب *
حالمٌ .. لا زلت أروي
من حكاياتي لأطفالي الصغار
كان يا ما كان من خلف الستار !
***
(( كانت الغابة .. بستان جميل
وورود حالمات بربيع ٍ
وطيور ضاحكات بين
ألوان النهار
وأمان هائم فوق البحار
***
أرنب جال صباحاً
جائعاً يبحث عن قوتٍ ليوم ٍ
وبقفزات ٍ قصار
وقعت عيناه قسراً
بين موتٍ وفرار
ثعلب قد صنعَ ألأفخاخ دهراً
جاءه الرزق سريعاً
دون جهد أو عناء
سقط ألأرنب مغشياً عليه
وصحى في نفس قيد ألأنهيار
لا يزال الثعلب الماكر ساكن !
لم يكن أي بديل أو قرار
هربَ المسكين فوراً !!
فكّرَ الأرنوب لحظه !
كيف للثعلب ِ أن يترك صيداً
كاملاً دسماً سميناً
دون أن ينزِلَ ريق ألأنتصار ؟
عادَ من حيث هرب .
وأذا الثعلب لازالَ وقوراً هاديءً
يجلس في أبهى وقار
ثعلب .. ! أي وقار ؟
ضحك الأرنوب في نشوة جبن ٍ
أنه’ صار فراءً بعدما
قطّعَ أذناب ملايين الصغار
فكّرَ المهزوز مرّات وألف
لم لا ؟
لبسَ الفروة من فور زمانه
أرنبُ .. ثعلب .. صار !
ــ ثعلبُ صرت من اليوم
فلا أهرب من صوت الثعالب
أو صراخ أو عواء أو خوار ــ
صدَّقَ ألأرعن أن الفرو
زياً ملكياً
بقصور ٍ وعبيداً تحرس المُلك
أرانب كلهم يلبسُ فروات الثعالب
كلهم .. أعلب صار
***
بقي ألأعلب .. رمزاً للأعالب
في ثلاثين وخمس ٍ من سنين الوهم
منبوذ الجوار
أطفأ الشمس وأقمار تهاوت
في ثلاثين وخمس ٍ من سنيِّ ألأنهيار
***
ذات يوم
طلبت حسناء ما خلف البحار
فروة أندر من خمر ٍ معتّق
لأنتعاله !!
حضر الكهّان والوعاظ
من كل الأماكن
فأشاروا لفراءٍ كان أصلا لجبان
يرتديه اليوم حاكم
أعلبُ يسكن دار
لم تبالي .. أرسلت
آلاف آلاف ألكلاب
لأصطياد ألأعلب المذكور
في وضح النهار
هرب ألأرعن مذعوراً ذليلاً
ناسياً حُكماً وقصراً وجيوشاً
بهوان ٍ وأنكسار
بحثت كل ألكلاب عن فراءٍ
عمرهُ من عمر تموز المجيد !
سألوا سيد سادات الثعالب
كشف السر أمير الخبثاء
قال .. إن ألأعلب المذكور
قد جاء صغيراً
قادماً من جحر أرنب
فأنبشوا في كل جحر ٍ
وأبحثوا في كل غار
***
وأخيراً وجدوه
كيفما كان قديما ً
أرعن مهزوز خائف
في جحور ٍ مظلمات
كان قد عاد لأصله
أرنب في جلد فــــــــــــار ))
* ( ألأعلب هو ألأرنب الذي لبِسَ جلد ثعلب ( |