إيران والمواجهة النووية النفطية مع الغرب.. تساؤلات عن مستقبل المنطقة

قال مسؤول إيراني رفيع يوم الاثنين إن بلاده لن تستخدم النفط كسلاح في نزاعها على برنامجها النووي مع الغرب وهي خطوة كانت أسواق النفط تخشى أن تؤدي الى رفع الاسعار الى مستويات قياسية.

وقال محمد هادي نجاد حسينيان نائب وزير النفط لرويترز في مقابلة "إيران لن تستخدم النفط كسلاح لاننا نعتقد أنه سيكون له أثر سيء للغاية على أغلب سكان العالم."

وكان بعض المسؤولين الايرانيين وبينهم الرئيس محمود احمدي نجاد قد أثاروا بلفتهم النظر إلى كون بلادهم رابع أكبر منتج للنفط في العالم مخاوف من أن تحد ايران من صادراتها النفطية ردا على اي عقوبات تفرض عليها.

وهون نجاد حسينيان من احتمالات فرض عقوبات على بلاده.

وقال "لا اعتقد أن هناك امكانية لفرض عقوبات على ايران بغير...عواقب سيئة جدا."

كما نفى وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي يوم الاثنين ان بلاده تريد "محو اسرائيل من الخريطة" وقال ان تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في هذا الشأن أسيء فهمها.

وقال متقي باللغة الانجليزية في مؤتمر صحفي بعد ان ألقى كلمة امام اعضاء لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الاوروبي "لا يستطيع احد ان يزيل بلدا من الخريطة. هذا سوء فهم في اوروبا لما صرح به رئيسنا."

واضاف "كيف يمكن ازالة بلد من الخريطة؟ انه يتحدث عن النظام. نحن لا نعترف بشرعية هذا النظام."

كما اقر متقي بمحرقة النازي التي قتل فيها ستة ملايين يهودي رغم وصف احمدي نجاد لها في ديسمبر كانون الاول الماضي بأنها "اسطورة".

وقال متقي متحدثا من خلال مترجم "اصدقاؤنا في اوروبا يشددون على ان هذه الجريمة وقعت وهم ذكروا ارقاما معينة لمن عانوا بالفعل ونحن لا نجادل في ذلك لكن ما نقوله في هذا الشأن هو تصحيح مثل هذا الحدث المريع فلماذا يجب على المسلمين ان يدفعوا الثمن."

وكان خالد مشعل القيادي في حركة المقاومة الاسلامية حماس التي فازت في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الشهر الماضي في طهران يوم الاثنين لاجراء مباحثات مع الزعيم الاعلى لايران اية الله علي خامنئي.

وقال متقي انه من الطبيعي ان تجرى مثل هذه المباحثات لكنه اوضح انه يرفض وصف الغرب لحماس بانها منظمة ارهابية.

وقال "نري ان من يبذلون جهودا لتحرير بلادهم يجب الا يوصفوا بانهم ارهابيون."

وأضاف قوله "الزعماء في تلك الحكومة والبرلمان دعتهم دول عربية كثيرة مثل مصر ودول اسلامية اخرى وحتى روسيا ولذا فمن الطبيعي ان يزوروا ايران ايضا."

ورفض ان يتكهن كيف ستتطور العلاقات بين حكومة فلسطينية تقودها حماس وبين طهران.

وياتي هذا كله فيما تواجه ايران ضغطا دوليا متناميا بشأن خططها النووية مع تراجع الامل في التوصل الى اتفاق مع روسيا لتخفيف المخاوف الدولية من سعي طهران لامتلاك اسلحة نووية.

واستبعد مسؤول ايراني كبير في طهران في وقت سابق عودة بلاده الى تعليق تخحصيب اليورانيوم كما طلبت روسيا.

وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء نقلت وكالة ايتار تاس الروسية للانباء عن سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي قوله "سأتوخى الحذر في استخدام تعبير (انهيار) او (فشل) حتى تنتهي المحادثات." ولم يتضح ما اذا كان لافروف قد ادلى بهذا التصريح بينما كانت محادثات يوم الثلاثاء جارية.

وتقول ايران انها تحتاج للطاقة الذرية من اجل الكهرباء لا انتاج القنابل.

وقال دبلوماسيون ان الازمة المتعلقة بجدول اعمال ايران النووي تتعمق لكن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حذر من انه قد لا يكون هناك خيار سوى قبول ان تقوم ايران بعمليات تخصيب محدودة.

وبالنسبة للغرب الذي يفتقر للثقة في ايران فان التسوية قد تكون ان يمنح مفتشو الامم المتحدة سلطات أوسع من خلال قرار لمجلس الامن لمنع مشروعات مشتبه فيها لانتاج قنبلة ذرية.

ويتعين على طهران في المقابل أن تتعهد بعدم تخصيب اليورانيوم بشكل يجعله يدخل في الصناعة.

ودعت الدول الاعضاء في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى احالة الجدل المثار حول ايران لمجلس الامن بحلول السادس من مارس اذار المقبل.

وردت ايران بكسر تعليق تخصيب اليورانيوم وهي عملية لانتاج الوقود لمحطات كهرباء تعمل بالطاقة الذرية أو يحتمل ان تكون لانتاج قنبلة نووية.

ويخشى خبراء الوكالة ان يكون تصويت مجلسهم قد دفع ايران الى وضع لا يترك لها خيارات تذكر تحت شعار الكرامة الوطنية ويهدد بشل حركة المجلس نظرا لان روسيا والصين اللتين تملكان حق النقض (الفيتو) ترفضان فرض عقوبات على طهران وهو ما تبحثه واشنطن.

ولن يصدر محمد البرادعي مدير الوكالة توصيات في تقرير المجلس عن عمليات تفتيش استمرت ثلاث سنوات الذي سيعرضه على اعضاء مجلس الوكالة يوم 27 فبراير شباط الجاري قبل اسبوع من اجتماعهم لبحث ما اذا كانوا سيحثون مجلس الامن الدولي على اتخاذ اجراء.

وقال دبلوماسيون ان البرادعي قال بالفعل داخل دوائر دبلوماسية ان احتمال التوصل لتسوية يتعلق بقبول عمليات تخصيب على نطاق محدود في ايران مقابل ضمانات بعدم انتاج وقود نووي على نطاق واسع قد يسمح بالتحول الى انتاج القنبلة.

وقال دبلوماسي مقرب من الوكالة طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع "انه ابلغ الدبلوماسيين كذلك ان نطنز (منشأة التخصيب الرائدة) هي الحد الادنى الذي ستقف عنده ايران فهو مسألة تتعلق بالسيادة وهو واقع يتعين علينا التعامل معه."

وقال الدبلوماسي عن الدولتين غير الغربيتين الحريصتين على حماية استثمارات ضخمة في مجال الطاقة والتجارة مع ايران "لن يحدث شيء ذو عواقب كبيرة داخل مجلس الامن لان الروس والصينيين سيعطلون فرض عقوبات."

وكحافز لايران على التخلي عن هدفها المتعلق بتخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي عرضت روسيا ان تعطيها اليورانيوم المنقى من خلال مشروع مشترك. وهذا قد يمنع تطوير الوقود الانشطاري على الاراضي الايرانية حيث يمكن توجيهه الى صناعة رؤوس حربية نووية.

وفي الاسبوع الماضي استأنفت ايران عمليات تجريبية تتعلق بادخال غاز سادس فلوريد اليورانيوم في عدد محدود من أجهزة الطرد المركزي التي تدور بسرعة تفوق سرعة الصوت لانتاج الوقود لمحطات توليد الكهرباء او اذا خصب بدرجة أعلى لانتاج الرؤوس الحربية النووية.

ويعتقد المحللون أن الامر قد يتطلب من ايران بضعة أشهر لاعادة تشغيل 164 جهازا للطرد المركزي مهملة بسبب عدم الاستخدام وفترة أطول بكثير للتغلب على عقبات تكنولوجية لتشغيل الف جهاز على الاقل مطلوبة لانتاج وقود كاف لصنع قنبلة نووية واحدة بدائية.

لكن زعماء الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يعترضون مشيرين الى سجل ايران السابق المتعلق باخفاء انشطة نووية عن الوكالة قائلين ان منح ايران أي فرصة للتحايل بزيادة انتاج غاز سادس فلوريد اليورانيوم سيمنحها المعرفة الفنية لان "تفلت" بترسانة نووية عندما تريد ذلك.

ويقولون انه عندئذ سيكون قد فات أوان منع ايران من تهديد السلام العالمي مشيرين الى دعوات الجمهورية الاسلامية لتدمير اسرائيل ودعمها المزعوم للجماعات الاسلامية المتشددة.

وقال ديفيد البرايت المفتش السابق بالوكالة في العراق ومدير معهد العلوم والامن الدولي في واشنطن "اقتراح البرادعي يبدو ساذجا... اذا حصل الايرانيون على التسوية التي يقترحها فانهم سيطالبون على الارجح بالمزيد من التنازلات خاصة فيما يتعلق بتشغيل المزيد من أجهزة الطرد المركزي."

وتشير ايران الى حقها في تطوير طاقة نووية مدنية باعتبارها طرفا في معاهدة منع الانتشار النووي.

ويقول بعض المحللين ان تشديد شروط المعاهدة قد يكون السبيل الوحيد للخروج من الازمة نظرا لتعثر مجلس الامن في فرض عقوبات وتعهد ايران بتخصيب اليورانيوم بمقتضى شروط المعاهدة.

وقال جوزيف سيرينسيوني مدير قضايا منع الانتشار في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي لرويترز "هناك أحاديث عن تمرير المجلس لقرار يعطي الوكالة سلطات أكبر بكثير للتفتيش في جميع الدول الموقعة على المعاهدة حتى لا تزعم ايران اي تمييز كما تفعل الان".

وأضاف "انها تسوية غير مثالية لكنها قد تكون الوحيدة المتاحة للغرب".

شبكة النبأ المعلوماتية -الأربعاء 22  /شباط /2006 -23 /محرم الحرام/1427