عزا باحثون ومترجمون يشاركون في الملتقى الثالث للترجمة الذي أنهى
اعماله الثلاثاء الماضي في القاهرة، مشاكل نشر وتوزيع الادب العربي في
الغرب الى عدم اقبال القارىء الاوروبي عليه.
وفي طاولة مستديرة اعتبر الباحث والمترجم ماهر شفيق ان عدم الاقبال
الاوروبي والغربي بصورة عامة على المؤلفات العربية المترجمة الى اللغات
الاجنبية رغم الجهود المبذولة سببه "اكتفاء الغرب بالنتاج الادبي الذي
يملكه منذ فترة طويلة".
واضاف "الادباء العرب يميلون الى لغة تعتمد الصيغة البلاغية بعيدا
عن لغة الحياة التي اصبحت تميز الادب الغربي ولو استخدم العرب لغة
الحياة لتحسن توزيع الكتاب العربي بشكل كبير".
لكن الاديب السوداني الطيب صالح صاحب رواية "موسم الهجرة الى الشمال"
التي اعتبرت من اشهر الروايات العربية وترجمت الى عدة لغات اوروبية
اوضح ان عدم انتشار الرواية العربية في الغرب يعود الى "غياب حب
الاطلاع لدى شرائح واسعة من الشعوب الاوروبية". وقال صالح "نحن لسنا
مطالبين باقناع الاوروبيين والامريكيين بما نكتب. ان موقفهم من الرواية
العربية يعكس ابتعادهم عن التفاعل مع الناتج الانساني في مختلف فروع
الادب والمعرفة وهي معضلة تواجه الثقافة الاوروبية ويقع على عاتقهم
معالجتها".
من ناحيته قال استاذ الادب العربي الباحث والمترجم الالماني هارتموث
فاندريش ان "حكايات - الف ليلة وليلة- التي حققت انتشارا واسعا في
العالم الغربي وخصوصا في المانيا قد تكون احدى العوائق التي اثرت على
عدم اقبال القارىء الغربي على الادب العربي الحديث".
وقال فاندريش ان حكايات "الف ليلة وليلة" "لاقت صدى كبيرا في السوق
الالمانية والاوروبية والامريكية بشكل عام وهذا الصدى ساهم في انتشارها
الواسع وسمح بتعرف عدد كبير من الغربيين على احد ابداعات العالم العربي
والاسلامي الادبية". واضاف "ان الانتشار الذي شهدته هذه الحكايات اوجد
حاجزا بين القارىء الاوروبي والادب العربي الحديث لان توقعات القارىء
الاوروبي والغربي بالنسبة للادب العربي لا تزال تقليدية اذ يتطلع الى
ان تكون كل الكتب التي تترجم الى لغته مماثلة لحكايات الف ليلة وليلة".
لكن غالبية المتحدثين اشاروا الى ان ترجمة الادب العربي ضرورية
للغات الاخرى خصوصا ان الاهتمام بها بدأ متأخرا نسبيا لاسباب عدة اهمها
حداثة تاريخ الرواية العربية الذي يعيد البعض ميلاده الى مطلع القرن
الماضي مع رواية "زينب".
واضافوا ان الاهتمام العالمي بالرواية العربية جاء بعد فوز الروائي
المصري نجيب محفوظ بجائزة نوبل للاداب عام 1988 حين سجل ارتفاعا ملحوظا
لعدد الروايات والكتب الادبية المترجمة الى مختلف اللغات الاوروبية.
وحينها بدأ الجمهور الاوروبي يطلع على بعض الكتاب العرب الى جانب
محفوظ مثل جمال الغيطاني ومحمد البساطي وصنع الله ابراهيم ومن الشباب
هدى بركات ووميرال الطحاوي وغيرهم. يضاف الى هؤلاء الكتاب العرب الذين
يكتبون باللغات الاوروبية مثل امين معلوف وطاهر بن جلون ورشيد بو جدرة
الذين عسكوا الواقع الاجتماعي الذي انطلقوا منه وقدموا رؤيتهم
الابداعية من خلال لغة اخرى.
ونظم المؤتمر من قبل المجلس الاعلى للثقافة المصري لمناسبة صدور
الكتاب الالف في اطار المشروع القومي للترجمة الى اللغة العربية. وتم
في المناسبة تكريم عشرة مترجمين اجانب وعرب نقلوا مؤلفات عربية الى
لغات اجنبية من بينهم الفلسطينية سلمى خضراء الجيوسي والايطالية
ايزابيلا كاميرا دي فيلتو والاميركي روجر الن وفاليريا كيريتشينكو.
وشارك في الملتقى الثالث للترجمة اكثر من مائتي باحث ومترجم عربي
واجنبي للبحث في محاور عدة متعلقة بالترجمة وهي "المشروع القومي
والترجمة" "الشعر والترجمة" "اللغة العربية والترجمة" "مشكلات الترجمة"
"العلاقات الثقافية والترجمة" "الملكية الفكرية والترجمة" و"الترجمة
الالية".
من جهة اخرى حققت كتب الشباب والرسوم المتحركة في فرنسا قفزة كبيرة
حيث تعدت مبيعات ثلاثة كتب خلال العام الماضي أكثر من مليون نسخة طبقا
لاحصائية دار نشر (كتبـابدو).
وهذه الكتب هي (السماء تقع على رأسه) و(هاري بوتر والأمير ذو الدم
المخلط) و(شفرة دافنشي)، وقد تحولت هذه الكتب الى أفلام سينمائية جذبت
العديد من المشاهدين.
وبلغ حجم مبيعات هذه النوعية من الكتب خلال العام الماضي 13.3 مليون
نسخة مقابل 11.5 مليون نسخة في عام .2004
وتأتي الكتب الرومانسية في المركز الثالث بفرنسا حيث بيع منها 815
ألف نسخة، وقد احتلت دار (هاشيت لاتيس) المركز الأول بين دور النشر
التي حققت مبيعات مرتفعة بسبب كتب الشباب والرسوم المتحركة تلتها دار
نشر (روبير لافون) ودار نشر (جراسيه). |