إيران النووية فزاعة امريكا الجديدة لإلقاء الرعب في قلوب العرب

سلطت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية الضوء على مخاوف الولايات المتحدة من قيام إيران بزعزعة استقرار الشرق الاوسط في استراتيجية دبلوماسية جديدة للاستعانة بجيرانها العرب للمساعدة في الحد من طموحات طهران النووية.

وقالت رايس التي ستزور المنطقة الاسبوع المقبل انها ستحث على الضغط على إيران من خلال التشديد على القلق الذي من المرجح أن تثيره مع جيرانها وهو دعمها للجماعات المتشددة التي قالت انها تقوض الحكومات في المنطقة.

وقالت رايس لاعضاء الكونجرس إن الاستراتيجية الامريكية ضد برنامج الاسلحة النووية الايراني المشتبه به تهدف الى "تذكير العالم بانه يجب فهم ذلك في إطار السياسات الايرانية الاوسع.

"لن نستطيع معالجة البرنامج النووي الايراني والمشكلة الايرانية من فراغ.

"إنها سياسات إيران الاقليمية التي تثير قلقنا فعلا في الوقت الذي نراها ومعها شريكتها سوريا يزعزعان استقرار مناطق مثل لبنان والاراضي الفلسطينية وحتى جنوب العراق بالفعل."

وتقول إيران إن برامجها النووية سلمية وتنفي انها تمول منظمات إرهابية في المنطقة.

وكسبت رايس تدريجيا على مدى عامين قدرا اكبر من الدعم من أوروبا

وروسيا والصين للحملة الامريكية للحد من البرامج النووية الايرانية.

والان تريد رايس توسيع الجبهة الدولية للضغط على إيران لتشمل الدول العربية وستبدأ بزيارتها لمصر والسعودية ودولة الامارات العربية المتحدة.

وقال مسؤول كبير في الادارة الامريكية شارك في إعداد الاستراتيجية الجديدة "تم تركيز دبلوماسيتنا على دول الاتحاد الاوروبي الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) وعلى روسيا والصين والهند.

"وماتريد أن تفعله وزيرة الخارجية هو توسيع تلك المناقشات الدولية وان تناقش مع الدول العربية التي تشعر بشكل واضح بقلق كبير بشأن إيران ليس القضية النووية فحسب وانما قضية الارهاب ايضا."

وأعربت دول عربية عن قلقها من الطموحات النووية الايرانية. ولكن لم يتضح حجم الدعم الصريح التي تستطيع ان تقدمه للحملة الامريكية ضد إيران في الوقت الذي يشعر كثيرون في المنطقة بغضب مما يعتبرونه سياسات أمريكية مناهضة للمسلمين.

واختتمت الولايات المتحدة حملة استمرت أعواما في الشهر الماضي من أجل إحالة إيران الى مجلس الامن الدولي لاحتمال فرض عقوبات عليها.

ولكن رايس اعترفت أن الحصول على تأييد في مجلس الامن الدولي من اجل القيام بمزيد من التحركات الدولية ضد إيران سيكون صعبا وقالت إن واشنطن قد تضطر للاعتماد فقط على تلك الدول المستعدة لتأييد موقفها المتشدد بشأن فرض عقوبات.

وقالت "لا أستخف بالتحدي الذي نواجهه في القيام بعمل قوي إذا واصلت إيران تحدي المجتمع الدولي.

"اذا لم نستطع أن نجعل الجميع يوافقون فقد تكون هناك بعض الاجراءات التي يمكن لدول تتفق معنا في الرأي اتخاذها والتي سيكون لها تأثير كبير على الاقتصاد الايراني."

وحثت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس الدول العربية على التهديد بعزلة ايران اذا لم تذعن للضغوط الدولية لتقييد برامجها المشتبه بها لصنع أسلحة نووية.

وقالت رايس في مقابلة مع وسائل اعلام عربية بشأن محادثاتها المزمعة في رحلتها "انني امل في ان تكون هذه الدول التي تشعر بالقلق بشأن ذلك ... مستعدة لان تقول للايرانيين .. (ستتعرضون للعزلة من جانبنا ايضا اذا واصلتم السير في هذا الطريق."

واضافت "يوجد التزام الان لجعل الايرانيين يعرفون انه من المؤكد ان العزلة ستكون كاملة."

وفي اطار استراتيجية لاجتذاب الدول العربية برسالة تأمل ان تجد صدى لديهم سلطت رايس الاضواء على قلق الولايات المتحدة من ان ايران تزعزع الاستقرار في المنطقة من خلال تأييد جماعات متشددة في العراق ولبنان والاراضي الفلسطينية.

وأعربت الحكومات العربية عن قلقها بشأن طموحات ايران النووية.

لكنها تشعر بقلق بصفة عامة من تقديم تأييد واضح لاي سياسات امريكية بينما كثيرون في المنطقة غاضبون بشأن ما يرون انه سياسات امريكية معادية للمسلمين بسبب الحرب العراقية والمواقف المؤيدة لاسرائيل ضد الفلسطينيين.

وفي ضوء الفوضى في العراق فان الحكومات مترددة بوجه خاص لتأييد الضغوط الامريكية ضد جار اخر.

وقال جون الترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وهو مؤسسة ابحاث مقرها واشنطن "معظم الدول في الخليج لا يتعين اقناعها بأن ايران (التي لديها اسلحة) نووية تهددهم." واضاف "لكنها تتساءل عما اذا كان العلاج اسوأ من المرض."

وقال "يوجد تردد عربي معين لقبول حلول امريكية يمكن ان تزعزع استقرار السياسات في ايران وخاصة عندما تنظر الى العراق."

ووصف نايل جاردنر من منظمة هيريتيج فاونديشن التي تؤيد استراتيجية ضد ايران تشمل ايضا تهديدا يعتد به بتوجيه ضربات عسكرية نداء رايس بأنه "من الصعب (اقناع الدول العربية) به".

وقال "انه امر يستحق المحاولة لكننا يجب ان ندرك مدى صعوبة جعل الدول العربية تقدم على عزل ايران."

وسعت الولايات المتحدة الى التقليل من شأن مخاوف بأن وراء دبلوماسيتها جهودا لتوجيه ضربات عسكرية الى الجمهورية الاسلامية.

وقال الجنرال بيتر بيس رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة للصحفيين "أعتقد ان المجتمع الدولي لديه العديد والعديد من الفرص الدبلوماسية والاقتصادية والفرص الاخرى للتأثير على ايران." واضاف "ليست الولايات المتحدة فقط وانما كل المجتمع الدولي يمكنه ان يؤثر على الطريقة التي تتصرف بها ايران."

واضاف "من مكاني هنا اقول اننا نبتعد مسافة طويلة عن الحاجة إلى خيار عسكري."

ورايس متفائلة من ان الضغوط الدبلوماسية الدولية ستمنع ظهور ايران لديها اسلحة نووية. ورغم ان ايران تقول ان برامجها سلمية الا انها فشلت على مدى سنوات في تخفيف شكوك الغرب في انها تسعى لصنع قنبلة نووية.

وقالت رايس "أعتقد ان الوقت سينفد لأن العالم سيزداد اصرارا والاجراءات ستصبح أكثر صرامة ولا اعتقد ان ايران دولة يمكن ان تتحمل عزلة حقيقية."

وقال المتحدث باسم الخارجية شون ماكورماك ان الموضوع الايراني سيكون المحور الرئيسي لجولة رايس في الشرق الاوسط التي تشمل مصر والسعودية ودولة الامارات .

واوضح ماكورماك في ايجاز صحافي يومي ان وزيرة الخارجية الامريكية ستناقش ما اسماه "السلوك الايراني في المنطقة واثاره المحتملة على الدول المجاورة".

واضاف ان الولايات المتحدة "تريد التأكد من مدى التزام ايران بمطالب المجتمع الدولي بان تكون انشطتها النووية ذات اغراض مدنية بحتة" مشيرا الى ان طهران تسعى لاستغلال هذه الانشطة لامتلاك اسلحة ذرية.

وجدد المتحدث الاتهامات لايران بدعم الارهاب وانها "البؤرة المركزية للارهاب في الشرق الاوسط "عبر دعمها لحزب الله والقوى الفلسطينية المعارضة لاتفاقات اوسلو على حد تعبيره.

وقال ان رايس ستؤكد خلال جولتها ان من صالح دول الشرق الاوسط التحدث مع النظام الايراني بشأن سلوكه في الاقليم وكذلك "سلوكه مع الرعايا الايرانيين في الداخل".

شبكة النبأ المعلوماتية -الأثنين 20  /شباط /2006 -21 /محرم الحرام/1427