نشرت "يلاندس-بوستن" الدنماركية اول صحيفة نشرت الرسوم المسيئة
للنبي محمد التي اثارت غضب العالم الاسلامي الاحد اعتذارا باللغة
العربية على صفحة كاملة في صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية التي تصدر في
لندن.
وتحت عنوان بالخط العريض "اعتذار" قالت الصحيفة في بيانها ان "هذه
الرسومات اساءت كما يبدو الى ملايين المسلمين في كل انحاء العالم لذلك
نحن الان نقوم بتقديم اعتذارنا واسفنا العميق لما حدث لان هذا بعيد كل
البعد عن قصد الصحيفة".
وجاء نص الاعتذار موقعا باسم كارستن يوست رئيس تحرير الصحيفة مع
التنويه الى انه نشر ايضا على موقع الصحيفة على الانترنت.
واضافت الصحيفة في اعتذارها "لم ولا نفكر بالمساس او الاعتداء على
اي ديانة. نأسف على اساءة فهمنا ونؤكد ان المقصود لم يكن ابدا النيل من
اي احد".
وختم رئيس التحرير اعتذاره بقوله "دعوني وعلى لسان صحيفة يلاندس
بوستن اعلن اعتذاري لما حدث واعلن استنكاري الشديد لاي خطوة تستهدف
النيل من اديان او قوميات او شعوب معينة وكلي امل ان اكون بهذا قد ازلت
سوء التفاهم وبالله التوفيق".
وكان العديد من الشخصيات الدينية والمدنية في العالم الاسلامي اكدت
ان مظاهر الغضب في الشارع الاسلامي لن تزول الا اذا قدمت الصحيفة
والحكومة الدنماركيتان اعتذارا واضحا لا لبس فيه عن نشر هذه الرسوم
المسيئة.
وقال آخرون ان الاعتذار جاء متأخرا جدا داعين الى اصدار تشريع
اوروبي يحرم التعدي واهانة الرموز الدينية.
وكان رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن اعرب عن الاسف لما
تسببت فيه الرسوم من عنف وغضب غير انه اكد ان حكومته لن تعتذر على ما
فعلته الصحيفة مؤكدا على تقاليد حرية التعبير في بلاده.
ونشرت الصحيفة في ايلول/سبتمبر الماضي 12 رسما اعتبرت مهينة للنبي
محمد. وقد نشرت اعتذارا في بداية شباط/فبراير الحالي على موقعها على
الانترنيت اوضحت فيه ان غضب المسلمين عبر العالم على الرسوم قد يكون
ناجما عن "سوء فهم فادح" لنواياها.
وقالت انها نشرت 12 رسما كاريكاتوريا للنبي محمد في ايلول/سبتمبر
بينها رسما يصور النبي وقد اعتمر قنبلة كجزء من "حوار حول حرية
التعبير".
وتم اثر ذلك نشر الرسوم في العديد من الصحف الاوروبية كما ان وزيرا
ايطاليا قام بطبع احد هذه الرسوم على قميص ارتداه قبل ان يقال السبت من
الحكومة.
وقال كورت ويسترغارد صاحب الرسوم في رسالة الكترونية نشرتها صحيفة
"هيرالد" الاسكتلندية الاحد انه غير نادم على ما رسمه وانه استوحى فكرة
الرسوم من "الارهاب (..) الذي يحصل على غذاءه الروحي من الاسلام".
كما وجه الاف الدنماركيين رسائل اعتذار وصداقة الى العالم الاسلامي
عبر شبكة الانترنت في محاولة لتهدئة الخواطر اثر ازمة الرسوم
الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد وفق ما افاد المسؤول عن موقع "دنمارك
اخرى".
واطلق هذا الموقع الاسبوع الفائت بمبادرة من خمسة طلاب وهو يحقق
نجاحا كبيرا مع 350 الف زائر حتى اليوم من كل انحاء العالم.
وقال نيكولاي كاي احد القائمين بهذه المبادرة لوكالة فرانس برس ان
الموقع يدعو الى توقيع رسالة صادرة من "دنمارك اخرى دنمارك لا تعادي
المسلمين وتدعو الى احترام وتسامح اكثر بين الاديان".
واضاف ان "13 الف دنماركي وقعوا حتى اليوم (الخميس) هذه الرسالة
الموجهة الى مسلمي العالم".
وقرر كاي بالتعاون مع اربعة طلاب دنماركيين مواجهة تصاعد العنف وعدم
التفهم حيال بلاده و"التحرك وايجاد مساحة للحوار والسلام حوار بناء بين
المجتمعات المدنية".
والرسالة متوفرة حاليا باللغات العربية والفارسية والاردية والتركية
والدارية (لغة تستخدمها اقليات في ايران وافغانستان) والاندونيسية
اضافة الى الانكليزية والفرنسية والدنماركية.
واثرى اصحاب المبادرة موقعهم منذ الاربعاء فاتيحت الفرصة للمسلمين
في الخارج للرد على التحيات الدنماركية.
وقال كاي "كثيرون يرحبون بمبادرتنا وهذا يثلج قلوبنا" ملاحظا ان "الموقع
تلقى الف رسالة تشجيع من المملكة السعودية والكويت وبنغلادش وتركيا
والولايات المتحدة وعدد من الدول الاوروبية".
وقدمت وكالة اعلان عربية الى المسؤولين عن الموقع عشرة الاف دولار
من المساحات الاعلانية على الموقع الالكتروني لمحطة الجزيرة القطرية
حيث يمكن مشاهدة رسالتهم بالعربية والدنماركية "احترام تسامح دنمارك
اخرى".
واستقبل موقع اخر عنوانه "مصالحة الان" اطلقه الطالب الدنماركي هانس
هوتل اكثر من 55 الف توقيع.
ويطالب الموقع ب"انهاء تصاعد النزاع" ويدعو الى المصالحة مع العالم
الاسلامي. |