إثر فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية يسعي
الغربيون وخاصة الولايات المتحدة وبهدف مناصرة الكيان الصهيوني افتعال
اجواء خاصة كي تفقد حماس شعبيتها لدي الجماهير الفلسطينية.
حسب تقارير وسائل الاعلام بالرغم من التنسيق الذي كان قد جري بين
حماس والمسئولين الحكوميين في تركيا بهدف زيارة وفد حماس لتركيا
واللقاء مع المسئولين الاتراك رفيعي المستوي، إلا ان رجب طيب اردغان
رئيس الوزراء التركي امتنع عن اللقاء مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي
لحماس.
بغض النظر عن ان دعوة حماس لزيارة تركيا تعتبر نوعاً من الانتصار
لهذه الحركة الاسلامية التي فازت بأغلبية الاصوات في الانتخابات
الفلسطينية والتي أيد الجميع دمقراطيتها، إلا ان الغرب ينظر اليها بعين
الريبة لانها لم تأتي حسبما كان يتوقعه الغربيون. ويقول التحليل
السياسي الذي نشرته وكالة الأنباء الإيرانية " قدسنا " إن إمتناع
اردوغان من اللقاء مع خالد مشعل يظهر نوعاً جديداً من التحركات
الامريكية والكيان الصهيوني ضد حماس حيث تتلخص اهدافها بما يلي:
لاشك فيه من ان امتناع اردوغان من اللقاء مع خالد مشعل جاء نتيجة
للضغوط الامريكية والاسرائيلية من جانب والاتحاد الاوروبي من جانب آخر.
فأولاً: الحزب الحاكم في تركيا ( حزب العدالة والتطوير ) مع انه
يصطبغ بصبغة اسلامية وهويعتبر في الواقع من بقايا حزب الرفاه إلا ان
النظام العلماني الحاكم في ركيا والمسيطر عليه العسكريون
والاستخباراتيون ( الموالون لامريكا واسرائيل ) يسيطرون علي كافة
الاجهزة التنفيذية في الدولة ولا يستسيغون اغضاب تل ابيب وواشنطن ولذلك
يمكن اعتبار امتناع اردوغان من اللقاء مع حماس نوعاً من التعامل
المستتر مع امريكا واسرائيل من جانب ولمواجهة الضغوط الداخلية التي
تواجهها حكومته.
هذا في الوقت الذي كان يتوقع ان يعتبر فوز حماس في الانتخابات
التشريعية الفلسطينية بمثابة انتصار لحركة الاخوان المسلمين التي
يتبعها حزب العدالة والتطوير في تركيا كأفكار ومبادئ له.
وثانياً تعتبر تركيا من جانب عضواً في حلف الناتو ومن جانب آخر
تعتزم الانضمام الي النادي المسيحي المسمي بالاتحاد الاوروبي ايضاً.
وفي هذا المجال يطالب الاتحاد الاوروبي تنفيذ مجموعة من التغييرات
السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تركيا بحيث تساير الموازي
الموجودة في الدستور الاوروبي. وعلي سبيل المثال فيما يخص حماس لم يتخذ
الاوروبيون اي وقف تجاه حماس ويعتبرون اتخاذ موقف خاص في هذا المجال
يتبع تحقق قضيتين:
1 ــ الاعتراف باسرائيل من قبل حماس.
2 ــ تشكيل حكومة من قبل حماس ولكن في إطار السلطة الفلسطينية.
وفي جو هكذا لايمكن لتركيا ان تعارض المواقف الاوروبية. وهكذا يظهر
هذا السؤال علي الواجهة:" ماهو الهدف من دعوة قادة حماس لزيارة انقرة ؟
"
ان دعوة حماس لزيارة العاصمة التركية لم تكن سوي موقفاً دبلوماسياً
بحتاً من قبل الاتراك للتقارب مع البلدان العربية والاسلامية من جانب
وبعد ذلك ارضاءاً لامريكا واسرائيل والاتحاد الاوروبي من جانب آخر..!
اثر فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية سعي الامريكا
وبالتعاون الكيان الصهيوني ادخال حماس في اطار تفقد اثر ذلك مكانتها
لدي الجماهير الفلسطينية. افتعال هذا الجو تبين من خلال قطع المعونة
المالية للسلطة الفلسطينية وتهديد اعضاء فتح بعدم الائتلاف مع حماس
واخيراً امتناع البلدان الاوروبية واعضاء الناتومن الاعتراف بحماس.
ويمكن اعتبار هذا الموقف جزءاً من الجهود الاسرائيلية لارغام حماس
علي الانزواء علي الساحة الداخلية الفلسطينية والاقليمية والدولية.
إلا ان الاوروبيين يشعرون بجدية تامة انه وإذا لم يتعاملوا مع حماس
كممثلة للشعب الفلسطيني فإن هذه الحركة ستري امامها خيارات اخري تفرض
نفسها علي الساحة الفلسطينية وهذا ما لا يحبذه الامريكان ولا
الاوروبيون.
* صحفي من فلسطين |