معنى السعادة ومقوماتها

اعداد: المحرر الثقافي

بين الأمل والطموح تحلق روح الإنسان من أجل الظفر بالسعادة الحقيقية التي تبقى عائشة في آفاق حاضرة وهو يعتقد بأنه لا بد أن يصل إليها يوماً ما ولا يوقف هذا الشعور المخملي لديه إلا الموت وسخرية نهاية حياته.

فالشخص المحدود المالية يعتقد أن نعيم السعادة مقرون بمقوم المال في حين أن كثيراً من الأغنياء فاقدون للسعادة الحقيقية بسبب كون المال هو أحد أسباب القلق الدائم لدى أغنياء المال الذين يعانون بأغلب الأحيان من هاجس نفاذ ما يملكونه، لذا فهم يضعون من أعلن إفلاسه سابقاً أمام ناظريهم. والبحث عن السعادة هي قصة الإنسان التي ستبقى تسير مع خطواته خطوة بخطوة في حين أن ذوي العقول الراجحة هم أولئك الذين يستطيعون -برغم امتلاكهم للأشياء المتواضعة ومحدودية أموالهم أو جاههم- أن يصنعوا السعادة لأنفسهم حيث يلاحظ أن بيوت العوائل من ذوي الدخل المحدود هم الأكثر سعادة من طبقة الأغنياء أو ما يصطلح على تسمية غالبيتهم بـ (التجار). ومن جوانب السعادة ايضا الاستحصال المعنوي للفرد، فانتهال العلم وخوض إحدى مجالاته الحيوية ثم استحصال درجة علمية فيه تجعل الإنسان مسروراً وإذا ما أنجز ما يمكن أن يحتسب تفرداً له فإن سعادته ستزداد وتصبح غامرة، ولذلك فإن بشارات الخير أول ما تبرز على محيا من حصل على غايته أو جزء مهم منها ضمن طموحه الحياتي. أما النفس التي يكمن فيها الحزن فهي في حالة تطلع ومقارنات غير معلنة مع سواها، إذ أن محاكاة المرء مع ذاته لها من الفعل أكثر مما بينه وبين محيطه الاجتماعي، فلذلك نرى أن الإنسان لا يستقر على وضع معين، فإذا أستسلم لانتكاسة ألمت به، هذا يعني أنها نهايته وإذا ما تقاعس في بذل (الجهد الشخصي) لتجاوز الانتكاسة، فإن ذلك بداية الطريق نحو فقدان الفهم لمعنى السعادة. ومن تجارب كل منا يمكن استخلاص كثير من النتائج ولكن تبقى الإرادة وحدها هي التي تغير الهزائم في الحياة إلى انتصارات، فالمرء مجبول على الاعتكاف والتأمل مع نفسه أكثر مما لو شاركه بذلك الآخرون وكيف لا وهو غير قادر على صنع الظرف الشخصي بسهولة وهو الذي يفقد الاستمتاع بما كان يحصل عليه من سعادة لذاته بسبب خطأ بسيط بدر منه. وكلمة (السعادة) مفردة ذات أبعاد عديدة في معانيها ولذا ينبغي التفريق بين كلمة (السرور) ومفردة (السعادة) فالسرور يريح النفس لوقت أو أوقات محددة لكن السعادة تمثل فرحاً وابتهاجاً دائمين ومن هنا فمعنى السعادة يبقى نسبياً في مداه حيث لا توجد سعادة لإنسان تعادلها نفس السعادة ومن نفس الدرجة حتى بين الزوجين السعيدين سيما وإن كل نفس تختلف عن الأخرى في بعض الجزئيات على أقل تقدير.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 19  /شباط /2006 -20 /محرم الحرام/1427