حرب الرسوم تضيف بعدا جديدا لحرب الحضارات الباردة

بدأ رسام كاريكاتير اسرائيلي "مسابقة لرسوم الكاريكاتير المعادية للسامية" للتهكم على اليهود ردا على الغضب الذي تفجر بين المسلمين بسبب نشر رسوم كاريكاتير للنبي محمد.

وقال رسام الكاريكاتير اميتاي ساندي انه استلهم هذه الفكرة من احتجاجات المسلمين العنيفة وبدء مسابقة رسوم كاريكاتير عن محرقة اليهود في صحيفة ايرانية يومية قالت انها تريد اختبار حدود حرية التعبير لدى الدول الغربية.

وقال ساندي لرويترز "اعتقدنا انه سيكون شيئا أكثر شجاعة ان ننشر رسوم كاريكاتير عن انفسنا بدلا من خصومنا."

واضاف "نريد ان نكافح النار بخفة الدم."

وستعرض رسوم الكاريكاتير في متحف تل ابيب وعلى موقعه على شبكة الانترنت.

واضاف انه لن تكون هناك قيود على المداخلات باستثناء ان تعكس ذكاء.

وكتب ساندي في موقعه على شبكة الانترنت "سنبين للعالم اننا يمكننا ان نصنع افضل رسوم الكاريكاتير واكثرها ذكاء وأبشع الرسوم كراهية لليهود التي نشرت حتى الان."

واضاف في اشارة الى مسابقة رسوم الكاريكاتير التي تنظمها أكثر الصحف مبيعا في ايران للسخرية من ابادة ستة ملايين يهودي في محرقة النازي اثناء الحرب العالمية الثانية "لا يوجد ايراني يمكنه ان يهزمنا في بلدنا."

وقالت صحيفة همشهري انها تجري هذه المسابقة لاختبار حدود حرية التعبير.

وقد وجهت دعوة الى الرسامين الدنماركيين الذين وضعوا الرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد للمشاركة في المسابقة الكاريكاتورية للهولوكوست التي تنظمها صحيفة ايرانية وذلك "للتكفير عن ذنوبهم".

وقال محمد رضا زائري رئيس تحرير صحيفة "همشهري" الايرانية الواسعة الانتشار في مؤتمر صحافي الثلاثاء ان "الرسامين الدنماركيين (..) يمكنهم المشاركة في مسابقة همشهري حول محرقة اليهود ليكفروا عن ذنوبهم عسى ان يغفر الله لهم".

واطلقت هذه الصحيفة مسابقة دولية للرسوم الكاريكاتورية عن موضوع محرقة اليهود.

وكان نشر في الاشهر الاخيرة 12 رسما كاريكاتوريا مسيئة للنبي محمد في عدة صحف اوروبية اولها كانت في الدنمارك الامر الذي اثار موجة غضب عارمة في العالم الاسلامي.

ونظمت عدة تظاهرات احتجاجية عنيفة في طهران تم خلالها التعرض لسفارات الدنمارك والنروج وفرنسا.

الا ان زائري لم يوضح ما اذا كان بامكان الرسامين الدنماركيين القدوم الى ايران لاستلام جائزتهم اذا ما فازوا في المسابقة.

وندد زائري بردة فعل الدول الغربية على المسابقة التي اطلقتها صحيفته معتبرة انها بمثابة "هجوم عسكري بينما الامر لا يعدو ان يكون عملا صحافيا".

واضاف زائري "نحن نريد ان نعلم ما هي حدود حرية التعبير لقد طرحنا سؤالا ونريد جوابا. فالغرب يؤمن بحقيقة محرقة اليهود واذا كان ذلك صحيحا فعليه ان يتقبل ان نطرح تساؤلات عن المحرقة واذا كان ما نقوله كذبا فان الحقيقة ستظهر في النهاية".

وتابع "نحن نامل ان تساهم هذه الرسوم في الوصول الى الحقيقة (..) نحن لا نريد ان نسخر من احد او ان نقلل من احترام احد".

وكانت الصحيفة اعلنت رسميا اطلاق المسابقة بالتعاون مع موقع "بيت الكاريكاتور" في ايران على شبكة الانترنت .

من جهته قال مدير "بيت الكاريكاتور" مسعود شجي طبطبائي "سنقبل ايضا الرسوم التي تؤكد ان المحرقة حدثت فعلا".

واضاف ان الموضوع الرئيسي للمسابقة هو "جانب المحرقة الذي ادى الى احتلال فلسطين وانشاء دولة اسرائيل". واكد ان المنظمين "سيتحملون مسؤولية نتائج عملهم".

واكد طبطبائي من جهة اخرى سحب رسوم الرسام الاسترالي مايكل لونيغ حول المحرقة بعد ان احتج على نشرها في الموقع. وقال "لقد طلب منا سحب رسومه لانه تلقى تهديدات".

ونفى الرسام الاسترالي ان يكون قد قرر المشاركة في المسابقة. وقال لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) "علمت ان بعض رسومي التي تعود الى سنوات عرضت في هذه المسابقة. هذا كذب وغش صادر على ما اعتقد من داخل استراليا".

واضاف لونيغ بعد ان علم من مسؤول في صحيفة "ذي ايدج" التي تصدر في ملبورن (جنوب شرق) حيث يعمل بنشر هذه الرسوم انه "ضحية تلفيق رهيب ومؤذي".

وكانت الصحيفة رفضت في 2002 نشر هذه الرسوم.

واكد لونيغ انه تلقى مؤخرا عددا من الرسائل الالكترونية المجهولة المصدر التي حثته على المشاركة في المسابقة الا انه اكد انه مصدوم ازاء التعليقات التي نسبت اليه في هذا السياق.

بدوره عرض رجل دين باكستاني واتباعه مكافآت تزيد على مليون دولار لاي شخص يقتل رسامي كاريكاتير دنمركيين رسموا رسوما مسيئة للنبي محمد أثارت غضب المسلمين في انحاء العالم.

وقال مولانا يوسف قريشي وهو رجل دين في مدينة بيشاور شمال غرب البلاد انه شخصيا عرض دفع مكافأة قدرها 500 الف روبيه (8400 دولار) خلال صلاة الجمعة وقدم اثنان من المصلين مكافات اضافية بقيمة مليون دولار ومليون روبية اضافة الى سيارة.

وكرر قريشي العرض خلال تجمع في المدينة في وقت لاحق احتجاجا على الرسوم.

وقال قريشي لرويترز "اذا كان بامكان الغرب وضع مكافاة (لمن يقتل زعيم تنظيم القاعدة) اسامة بن لادن و(نائبه ايمن) الظواهري فبامكاننا ايضا الاعلان عن مكافاة لقتل الرجل الذي تطاول على النبي الكريم".

ويؤم رجل الدين المصلين في مسجد محبات في قلب بيشاور. ويقع المسجد في شارع معروف بمتاجر المصوغات.

وفي وقت سابق من هذا الشهر ذكرت تقارير ان قائدا عسكريا من طالبان عرض 100 كيلوجرام من الذهب مكافأة لمن يقتل احد الذين رسموا الرسوم.

كما عرض القائد العسكري الملا داد الله خمسة كيلوجرامات من الذهب لمن يقتل جنديا دنمركيا او نرويجيا او المانيا.

وقال مولانا يوسف قريشي لرويترز "إذا كان بامكان الغرب وضع مكافاة (لمن يقتل زعيم تنظيم القاعدة) اسامة بن لادن و(نائبه ايمن) الظواهري فبامكاننا ايضا الاعلان عن مكافاة لقتل الرجل الذي تطاول على النبي الكريم".

واثارت الاحتجاجات المستمرة منذ اسابيع على الرسوم مخاوف من حدوث صدام حضارات بين الغرب والاسلام فيما تعالت دعوات إلى الهدوء من جميع الجهات.

وقال أحد الرسامين الذين اعدوا الرسوم مشترطا عدم ذكر أسمه "ليست هذه أول مرة يوجه إلينا تهديد. الرسم الذي أعددته كان يقصد به الدعابة.. لكن تم الزج بي في هذا الموقف السخيف."

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 19  /شباط /2006 -20 /محرم الحرام/1427