يحكى أن أحد المتاجرين بالدين و المتلبّسين بالزي الديني ( الروحاني
) قد جعل من نفسه شيخاً و قاضياً و مفتياً, فالتفّ الناس من حوله
يستمعون إلى توجيهاته و نصائحه الدينية, اذ جلس للتصدّي لإجابات أسئلة
الناس الذين يرومون ان يتعلّموا تعاليم أمور دينهم على سبيل النجاة.
ومن ضمن ما كان قد قرأه عليهم من التوصيات الوعظيّة أن لا يجوز
للأنسان إذا ذهب إلى بيت الخلاء( التواليت ) اجل الله القارئين و
السامعين, لا يجوز له أن يتوجّه في جلوسه مستقبلاً القبلة أثناء تغوّطه
أو تبوّله .
و لمّا كان هذا الشيخ يعيش مع مريديه في نفس القرية, و كانت منازل
القرية هذه تتواجد بيوت الخلاء فيها بالعراء, مّما جعل البعض يشاهدونه
أثناء جلوسه ( الشيخ ) لقضاء حاجته مستقبلاً القبلة على خلاف ما كان
يعض به مريديه و طلاّبه .
وما أن حان وقت أداء دروسه الدينية الاّ و اعترضه الذين شاهدوه و هو
يستقبل القبلة أثناء التغوّط واتهموه بأنّه ينصح الناس بشيء هو يخالف
ما نصحهم به. فما كان من الشيخ المكّار الاّ و تملّص من مأزقه بأن
أجابهم قائلاً :
صحيح إني كنت جالساً مستقبلاً القبلة, ولكن للتبوّل و ليس للتغوّط,
لكني كنت ( حارف رويسه ) أي انه كان قد حرف رأس ذكره( قضيبه ) متجهاً
به الى غير اتجاه القبلة( اجل الله القارئين و السامعين ) .
و بذلك اخرج الشيخ نفسه من هذه الورطة التي كادت ان تؤدّي بصدقيّته
إمام الناس.
و ألآن عزيزي القارئ الكريم :
مع فائق احترامي و تقديري للسيّد رئيس جمهوريتنا العراقيّة( مام
جلال ) حفظه الله و رعاه, والذي أعتقد بأنّه يتقبّل النقد من مواطن
عادي بسيط مثل شخصي في عهد العراق الجديد , بعد ان ولّى العهد
الدكتاتوري البائد الذي كان العراقيون فيه لا يقدرون ان يفاتحوا
رؤسائهم بهكذا مواضيع .
أقول لقد احترنا معك يا استاذنا السيد الرئيس ؟
فحينما كنت معارضاً لنظام صدام حسين كنت تطالب مثلنا بالاقتصاص من
قتلة شعبنا و ممّن تسبّب باستشهاد خمسة آلاف مواطن عراقي كردي في مدينة
حلبجة الشهيدة, وانت محام( حقوقي ) و تعلم جيداً ان القاتل عقوبته
القتل, ولكن بعد ان اصبحت رئيساً للجمهوريّة قلت إني وقعّت على وثيقة
دولية تدعوا لتحريم الإعدام و سوف لن اوقّع على إعدام صدام أو ايّ من
الإرهابيين .
هذا اولاً , أما ثانياً: حينما حصلت الانتخابات الأخيرة للمجلس
النيابي وأنت محام و حقوقي وتعلم جيداً بأنّ المجموعة الفائزة هي التي
تشكّل الوزارة, وكنت تدافع عن هذا المبدأ . ولكن الذي حصل مؤخّراً هو
تصريحك الأخير بأنك سوف لن تشارك في حكومة يتم فيها استبعاد القائمة
العراقية, وظهرت بالمؤتمر المشترك مع السفير الأمريكي( زلماي خليل زاد
) لتؤكّد بان الخطوط الحمراء على القائمة العراقية تعني خطوطاً حمراء
على القائمة الكردستانية, علماً أنا بدوري كمواطن عراقي لا اناقش بهذه
الكتابة عن قناعتي باشتراك القائمة العراقية أو عدم اشتراكها مع كل
احترامي لأشخاصها, بقدر ما اريد أن تتّضح الصورة الضبابية و الغائمة
التي رسمتها لك مؤخراً, إذ بدت لي صورتك مشابهة لصورة الشيخ الذي كان(
حارف رويسه ) في الحكاية التي أوردتها أعلاه .
وكلّي أمل أن أجد نفسي مخطئاً بتصوّري هذا لك, راجياً من الله ان لا
اكون قد رتّبت اثراً يفسد الود بيننا انا كمواطن وانت كرئيس مرددّاً
بيتاً لقيس بن الملوّح يقول فيه :
لامني كلّ نساء العامريّة
ألانّي أنا شيعي و ليلى أموية
فاختلاف الرأي لا يفسد للودّ قضيّة .
ملاحظة هامة:
ارجو من الباحثين في التراث الشعبي و متتبعي الاثر ان يتابعونها
بعناية وهي :
صباح هذا اليوم 14-2-2006 و في الجلسة الثانية عشر لمحاكمة صدام و
اعوانه , ظهر برزان التكريتي في القفص و هو يحمل في يده خرقة صفراء و
اخذ يتمتم بكلمات ثم يقبّل هذه الخرقة الصفراء و لعدة مرات, وعلى اثرها
تذكرت حينما كنت صغيراً في السن وكانت هناك امرأه فقيرة, كانت تخدم في
البيوت و تدعي انها من مدينة تكريت, و كانت هذه المرأة تحتفط بمثل هكذا
خرقة صفراء تسميها ( خرقة عبد السطيح) والغريب انها( سواء خرقتها او
خرقة برزان ) ليست خضراء كالتي يجلبها رواد المراقد المقدسة لأئمّة اهل
البيت ع, كما انها ليست بسوداء كالتي يجلبها رواد التكايا مثل الشيخ
عبد القادر الكيلاني او الرفاعي او النقشبندي او الكسنزان .
و من ضمن ما علق بذهني منها( المرأة الفقيرة ) ان عبد السطيح هذا له
مدفن في مغارة في تكريت يزوره البعض منهم في مواسم خاصة بهم. لذلك ارجو
من الباحثين و من يملك معلومات لتلك الظاهرة ان يدونها للرأي العام
حتى يكون ابناء شعبنا على علم بمن كان يحكمه, و السلام عليكم و رحمة
الله .
امستردام في 14-2-2006
E-mail : [email protected] |