
حذر وزراء التعليم في تسع دول تضم أكثر من نصف سكان العالم من وجود
ما اعتبروه فجوات هائلة في أمية الكبار قائلين انها خطر يعوق خطط
التنمية كما حثوا على ضرورة وجود مسئولية كونية تجاه تطوير التعليم.
وبحث الوزراء الذين مثلوا الصين والهند واندونيسيا وباكستان
وبنجلادش ومصر ونيجيريا والمكسيك والبرازيل في مؤتمر أقامته منظمة
الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) مشاكل التعليم في
بلادهم التي تعد الاكثر كثافة سكانية.
واختتم المؤتمر في ساعة متأخرة يوم الاربعاء بمدينة مونتيري
المكسيكية الشمالية.
وقال الرئيس المكسيكي فنسنت فوكس في كلمة أمام المؤتمر الذي استمر
ثلاثة ايام ان التعليم هدف كل الديمقراطيات "والطريقة الوحيدة لكسر
الدائرة الجهنمية للجهل والفقر. لابد من وجود مسؤولية عالمية تجاه
التعليم وتوفيره للجميع."
لكن المندوبين من أعضاء مبادرة التسع التي انشئت عام 1993 عبروا عن
احباطهم لعدم وجود تمويلات جديدة من المانحين تشير الى وجود مثل هذه
المسؤولية الكونية تجاه تطوير التعليم.
وقال سفير الهند لدى المكسيك ار.كي باتيا الذي شارك في المؤتمر ضمن
وفد بلاده "نسمع الكثير من الكلام عن ضرورة الاعتماد على انفسنا
والتعاون ما بيننا لكن لا توجد تمويلات جديدة."
وناقش المؤتمر تطوير اليات لتدبير الموارد مثل مبادلة الديون مقابل
الانفاق على مشروعات التعليم وايضا فرض ضرائب دولية كوسائل لتمويل
مبادرة التعليم للجميع. لكن باتيا قال ان "المفاوضات حول مبادلات
الديون مسألة معقدة. لا بد من مواصلة الضغط على الجهات المانحة."
وقال بيتر سميث مساعد مدير العام اليونسكو للتعليم "لا يمكننا الضغط
على احد نحن نعمل على تسهيل وبلورة الافكار المطروحة من الدول الاعضاء
لتساعد نفسها بنفسها."
واكد البيان الختامي التمسك بمبادرة التسع "كاطار اساسي" للتعاون
بين الجنوب والجنوب محذرا من التهاون في مواجهة امية الكبار واعتبرها
عقبة امام مواصلة التنمية الاجتماعية والثقافية وتعليم الاباء
لاطفالهم.
واعترف البيان بأنه ما تزال هناك فجوات هائلة في امية الكبار في
الدول التسع الاعضاء.
وقال رأفت رضوان الرئيس التنفيذي لجهاز تعليم الكبار في مصر ان نسبة
الامية في بلاده تبلغ نحو 25 في المئة حاليا.
وعبر "اعلان مونتيري" عن الالتزام بسن "سياسات اقوى وبمزيد من البحث
عن طرق مبتكرة للوفاء باحتياجات محو امية الكبار في المجموعة المهمشة
من النساء والاقليات والسكان الاصليين وسكان الريف والبدو."
وقال محمد عبد الرزاق مدير مكتب اليونسكو في القاهرة "الامية مشكلة
في العالم العربي ولابد من اغراء الاميين بتدبير فرص عمل لهم اذا
تخلصوا من هذه الافة."
واطلقت مبادرة الدول التسع عام 1993 في نيودلهي اثناء قمة للدول
التسع الاكثر كثافة سكانية.
ويعقد وزراء التعليم في دول المبادرة اجتماعا دوريا كل عامين
لمراجعة التقدم في اتاحة التعليم وجودته. ومن المقرر عقد الاجتماع
القادم في اندونيسيا عام 2008. |