اعتبر الكاتب المغربي الشهير الطاهر بن جلون محنة الشبان المغاربة
المجازفين بحياتهم من اجل الهجرة الى اوربا بطرق غير مشروعة مأساة
انسانية ترجع الى "الظروف الاقتصادية" وليست ازمة ثقافية او ازمة هوية.
وقال بن جلون الذي صدر له مؤخرا عن دار (جاليمار) الفرنسية رواية (الرحيل)
التي تتحدث عن تفشي ظاهرة الهجرة غير الشرعية في اوساط الشبان المغاربة
العاطلين عن العمل "العالم اليوم يعيش مشاكل اقتصادية لم تكن في عهدنا.
جيلنا كان يناضل من اجل حقوق الانسان." واضاف بن جلون في لقاء خاطف مع
رويترز على هامش تقديمه لروايته الرحيل في الدورة الثانية عشرة لمعرض
الكتاب الدولي المنعقدة حاليا بالدارالبيضاء "الشغل غير متاح للجميع
فالشبان يدرسون ويكافحون لكن المغرب ليست له الامكانيات لتلبية
حاجياتهم."
ورواية الرحيل وهي اخر اصدارات الكاتب تقع في 270 صفحة من القطع
المتوسط وتركز على مجازفة الشبان بحياتهم من اجل الهجرة في رحلات
محفوفة بالمخاطر وخاصة الشبان حاملي الشهادات العليا الذين يئسوا في
بلادهم ويطرقون ابواب اوروبا الغنية. واضاف بن جلون الذي يقيم في فرنسا
منذ نحو ثلاثين عاما والحائز على جائزة (كونكور) سنة 1987 عن روايته (الليلة
المقدسة) "هذا الواقع عشته لاحظته وحاولت ترجمته في هذه الرواية لم
اخترع شيئا."
وفيما يتعلق بالمشروع الذي تقدم به اليمين الفرنسي مؤخرا عن الهجرة
والذي يفيد بالا تقبل فرنسا مستقبلا مهاجرين فوق اراضيها الا من
"النخبة" والمثقفين وحاملي الشهادات العليا قال بن جلون "هذا برنامج
خطير جدا الهدف منه هو التفقير المعنوي والثقافي لدول ترتفع فيها طلبات
الهجرة."
وصدر لبن جلون استاذ الفلسفة السابق والحاصل على دبلوم في علم النفس
الاجتماعي سنة 1975 اكثر من 30 مؤلفا ترجمت الى 44 لغة كما حصل على
جائزة ايمباك الادبية لسنة 2004 عن روايته (غياب هذا الضوء الخادع)
التي تتحدث عن تعذيب السجناء السياسيين في احدى معسكرات الاعتقال.
وبن جلون وان كان فرنسي الجنسية والاقامة لكنه في رأي النقاد ظل
مغربيا مرتبطا بقضايا بلاده في رواياته ومؤلفاته كما تطرق الى عدد من
الظواهر والمشاكل الاجتماعية منها رواية عن العنصرية قال ان ابنته هي
التي اوحت له بها عند التظاهر في فرنسا ضد قانون (دوبريه) الذي ينظم
دخول واقامة الاجانب. وبخصوص ما حدث في الشهور الاخيرة من شغب من جانب
شبان فرنسيين منحدرين من اصول مغاربية وافريقية قال بن جلون "اعتبر
ثورة الشباب الفرنسي في الضواحي الباريسية ازمة المجتمع الفرنسي لان
الشبان الذين فجروا هذه الاحداث هم فرنسيون لم تعترف بهم الدولة..
اهملتهم ولم تعطهم الاهمية اللازمة." |