الفالانتاين: عولمة وتجارة وارهاب وهروب

 

 العشاق العراقيون يقولون بالحب نستطيع ان نهزم الارهاب

 اليابانيات مللن شراء الشكولاتة للرجال

الهنديات يحرقن بطاقات التهنئة في المتاجر العامة

 متحدين السيارات المفخخة والقتل وحوادث الخطف التي تحدث بشكل شبه يومي خرج العشاق العراقيون من منازلهم يوم الثلاثاء للاحتفال بعيد الحب.

وقال سيف الذي خرج مع خطيبته بيان لشراء ورود من متجر في وسط بغداد "الوضع الامني في العراق أثر في كل حياتنا لكن هذا لم يمنعنا من ان نأتي ونشتري الورد في مناسبة حلوة جدا وهي عيد الحب لنبرهن أن الحياة في العراق مستمرة." ولجذب الشباب العراقي فرش أصحاب المتجر بتلات الزهور الحمراء أمام المتجر ووضعوا لافتة كتب عليها "لنحتفل جميعا بعيد الحب نحن العراقيين والعالم أجمع."

وقالت بيان ان الاحتفال بعيد الحب في العراق طريقة لتحدي العنف. وقالت "علينا ان نتجاوز الظروف التي نعيش فيها. يجب ان تستمر الحياة بشكل طبيعي ويجب أن نتحدى الارهاب. نحن لا نفعل شيئا خطأ."

واتفقت سماح وهي شابة عراقية في العشرينات من عمرها مع بيان وقالت "بالحب نستطيع ان نهزم الارهاب. الحب شيء جميل وبدون الحب لا يمكن تحمل الحياة."

ولكن سرعان ما عاد العنف الى ساحة العراق يوم عيد الحب حيث وقع انفجار سيارة مفخخة في مكان لا يبعد كثيرا عن متجر الورود وأسفر عن اصابة شخص واحد.

وفي اليابان ضاقت النساء من العادة التقليدية التي تقضي بأن تشتري المرأة الشوكولاتة للرجل في عيد الحب دون أن تحصل على أي هدية بالمقابل. وأفاد استطلاع أجري على شبكة الانترنت أن 70 في المئة من اليابانيات العاملات اللائي شاركن في الاستطلاع قلن انهن سيسعدهن التخلي عن التقليد الذي يلزمهن بشراء الشوكولاتة لاصدقائهن أو أزواجهن أو زملائهن من الرجال.

وقالت نحو 60 في المئة من المشاركات انهن يشعرن بالتعاسة مع اقتراب عيد الحب بسبب التكلفة والوقت الذي تستهلكه عملية شراء الهدايا والتي تعبر قيمتها عن مشاعرهن نحو رئيس العمل أو الزميل أو الصديق. وأوجد هذا التقليد سوقا حجمها 50 مليار ين (424.6 مليون دولار) تذهب الى مصنعي الشوكولاتة الذي يحقق بعضهم ما بين 20 و 30 في المئة من أرباحهم السنوية خلال بضعة أسابيع.

وتشتهر شركة موروزوف للحلوى بأنها أول من أدخل احتفالات عيد الحب في اليابان من خلال اعلان في عام 1936 عن الشوكولاتة. لكن شركة ماري لصناعة الشوكولاتة هي التي بدأت استغلال يوم عيد الحب للترويج لمنتجاتها بعد ذلك بعقدين من الزمان. وقالت يوكو يوسامي المتحدثة باسم شركة ماري ان "رئيس شركتنا انذاك أعجب بطريقة تعبير المرأة الامريكية عن مشاعرها تجاه الرجل واعتقد انه سيكون أمرا طيبا أن تفعل المرأة اليابانية الشيء نفسه."

وبعد شهر من عيد الحب وفي عيد يعرف باسم (اليوم الابيض) يفترض أن يأتي دور الرجال في شراء الهدايا للنساء وعادة ما تكون من الحلوى. وهو الدور الذي أعرب الرجال عن ضيقهم به كما أفاد الاستطلاع. وقال 50 في المئة من الرجال المشاركين في الاستطلاع ان التسوق لرد الهدايا للنساء مهمة مزعجة كما أنهم لا يحبون أن يقارنوا بالاخرين.

وقالت يوسامي "بالطبع تغير الحال الان وتستطيع النساء أن يعبرن عن مشاعرهن بحرية. لذلك فان عادة يوم عيد الحب لم تعد ضرورية. "ولكنها تسمح للناس بالتعبير عن مشاعرهم لذلك فانا اعتقد أن استمرارها مستحب."

وفي انعكاس لتغير الاحوال قال التجار ان النساء اليوم أكثر ميلا لشراء الشوكولاتة مرتفعة الثمن قد يصل سعر الصندوق منها الى 200 دولار كهدية خاصة جدا .. ولكن لانفسهن."

وفي الهند أضرمت جماعات هندوسية ومسلمة متشددة يوم الثلاثاء النار في بطاقات التهنئة بعيد الحب وشنوا مظاهرات في أنحاء الهند احتجاجا على الاحتفال بعيد الحب. وقالوا انه تقليد مستورد من الغرب ينشر الرذيلة. واكتسب عيد فالانتين أو عيد الحب شعبية كبيرة في الهند في الاعوام الاخيرة في اتجاه يقوده التجار الذين يحققون أرباحا من بيع بالونات على شكل قلوب ودمى على شكل دببة صغيرة ذات فراء. لكن زيادة شعبية عيد الحب في الهند العلمانية رسميا والتي يشكل الهندوس أغلبية فيها أدت الى احتجاجات شابها العنف أحيانا.

وخرجت مظاهرات في العاصمة نيودلهي وبعض المدن في جنوب البلاد وبولاية جامو وكشمير الولاية المسلمة الوحيدة في البلاد والتي تنشط فيها حركة تمرد اسلامية منذ عام 1989. وقال شهود ان أكثر من 20 امرأة مسلمة يرتدين النقاب الاسود اقتحمن متاجر وأحرقن بطاقات التهنئة بمناسبة عيد الحب في سريناجار العاصمة الصيفية لكشمير.

وقالت اسيا اندرابي من جماعة (دوختاران-اي-ملت) أو بنات الاسلام وهي جماعة نسائية اسلامية تدعو لانفصال كشمير عن الهند في بيان ان "عيد الحب ينشر الرذيلة بين الشباب". وأضافت "نناشد أبناءنا الابتعاد عن هذه الحضارة الغربية."

وفي بنجالور عاصمة التكنولوجيا في الهند ومدينة هيبو وهما في ولاية كارناتاكا الجنوبية أحرق عدد من الشباب الهندوسي بطاقة تهنئة على شكل قلب كبير.

وقال مصور في رويترز ان نحو 50 نشطا هندوسيا ارتدوا الوشاح الاصفر المقدس لدى الهندوس نظموا مظاهرة اتسمت بالضجيج في سوق شعبية قرب حرم جامعة دلهي. وأحرق المتظاهرون بطاقات التهنئة التي كانوا يحملونها ورددوا "يسقط عيد الحب".

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة إن ضحايا زيجات فاشلة انتهت بالطلاق في الصين احتفلوا بعيد الحب بانشاء "ناد للمطلقين" في شنغهاي. وقال رئيس النادي ان مؤسسي النادي اختاروا يوم عيد الحب لاطلاق ناديهم لانه "أمر جيد أن تهرب من زواج ميت". وقالت الوكالة ان "135 رجلا وامرأة على الاقل من الاثرياء انضموا الى النادي بنهاية الاسبوع الماضي من بينهم مطلقون وآخرون يسعون للحصول على الطلاق." ويقدم النادي خدمات استشارية كما ينظم تجمعات واحتفالات بالطلاق.

وتغيرت النظرة نحو الجنس والزواج واصبحت أكثر تساهلا منذ بدأت الصين الشيوعية تطبيق اصلاحات السوق في نهاية السبعينات مما فتح الابواب لزيادة ضخمة في حالات الخيانة والطلاق. وتشير الاحصاءات الصادرة عن وزارة الشؤون المدنية الى أن 1.6 مليون زوج في الصين حصلوا على الطلاق في عام 2004 بزيادة بلغت 21.2 في المئة عن عام 2003.

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 17  /شباط /2006 -18 /محرم الحرام/1427