الأزمات القلبية خطر خفي مجهول يداهم ضحاياه

وبرغم ان النتائج التي تم نشرها في دورية القلب الاوروبية اعتمدت على 4 الاف رجل وامرأة في هولندا الا ان بويرسما قال ان تلك النتائج يمكن أن تنطبق على اي دولة متقدمة.

وازمات القلب سبب رئيسي للوفاة في الدول الصناعية. ويعد ألم الصدر اكثر اعراضها شيوعا لكنه بالتأكيد ليس العرض الوحيد الذي يلاحظه من يعانون منها.

وقال لرويترز "ربما يشعرون بألم في الكتف بدلا من ألم الصدر وربما يعتقدون انهم يعانون انفلونزا حادة ستستغرق وقتا طويلا حتى يبرأوا منها."

وشملت دراسة بويرسما وزملائه مرضى لم يسبق لهم أن أصيبوا بأزمات قلبية. وتم فحص الجميع واجراء رسم قلب كهربائي لهم.  وتابع الباحثون المرضى لمدة متوسطة بلغت اكثر من ست سنوات. كما تم اجراء رسم قلب لهم لمرة واحدة اخرى على الاقل لتقدير ما اذا كانوا اصيبوا بأزمات قلبية لم يتم تشخيصها. وتوصل الباحثون الى ان 43 في المئة من ازمات القلب لم يتم التعرف عليها. وبلغت نسبة الأزمات التي لم يتم التعرف عليها الثلث بين الرجال والنصف بين النساء. ومن المهم تشخيص من يعانون من ازمة في القلب لمنع حدوث مشكلات في القلب في المستقبل. وبمقدور الاطباء تقديم النصح بادخال تغييرات على اسلوب الحياة او النصح باستخدام الاسبرين او عقاقير لمنع الاصابة بأزمة أخرى. ويزيد التدخين من احتمالات الاصابة بأزمات قلبية بالاضافة الى ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدلات الكولستيرول والبدانة وقلة ممارسة الرياضة.

ووفقا لاحصاءات منظمة الصحة العالمية فان الامراض التي تصيب اوعية القلب الدموية تتسبب في 29.2 من الوفيات حول العالم. وينجو كل عام نحو 20 مليون شخص من أزمات قلبية وجلطات دماغية. لكن الكثير منهم يحتاجون الى علاج طويل المدى.

وقال بويرسما "يتعين علي النساء إدراك أنه مع تقدم العمر فان هناك بالتأكيد احتمال اصابتهن بازمة قلبية." وتابع قائلا "يتعين على المجتمع الطبي الاستثمار في تشخيص ازمات القلب الصامتة كي نتعرف على من يحدق بهم خطر الاصابة بمشكلات في القلب."

وفي هذا الصدد ذكرت دراسة أجريت في ايرلندا ان النساء المصابات بأعراض نوبة قلبية يأخذن وقتا أطول من الرجال للوصول الى المستشفى. لكن الباحثين وجدوا ان الرجال وليس النساء هم الذين قد يتخذون الخيار الخطير للقيادة بأنفسهم للوصول الى غرفة الطواريء.

وتوضح الدراسة ان جميع البالغين وخاصة النساء بحاجة لتدريب بشأن الوسيلة المناسبة للتعامل مع اعراض النوبات القلبية.

ونشرت نتائج الدراسة في عدد فبراير شباط من مجلة التمريض المتقدم. وشملت الدراسة 890 مريضا أصيبوا بنوبات قلبية واستقبلتهم ستة مستشفيات في دبلن في عام واحد. واكتشفت الدراسة انه من الناحية الاجمالية فانه بعد ظهور اول اعراض النوبة القلبية فان النساء استغرقن وقتا اطول للوصول الى المستشفى بمتوسط 14 ساعة مقارنة مع ثلاث ساعات للرجال. وتميل النساء اكثر من الرجال لتفسير أعراض النوبات مثل الشعور بضيق في الصدر وصعوبة التنفس والدوار الخفيف الى اسباب غير خطيرة مثل عسر الهضم.

وعلاوة على ذلك فان هناك مفاهيم خاطئة لدى الجنسين بشأن النوبة القلبية فالكثيرون يعتقدون انها ستأتي بشكل "درامي" وتسبب سقوطهم على الارض وهم يمسكون بصدورهم.

وقالت رئيسة فريق البحث شارون اودونيل من ترينتي كوليدج في دبلن ان التأخير الطويل في العلاج في حالة النساء على وجه التحديد يوضح ان هناك ضرورة لمراجعة مفهوم خاطي اخر وهو ان النوبة القلبية تصيب الرجال اكثر من النساء.

واضافت قائلة في بيان "هناك حاجة لان تصبح النساء اكثر ادراكا للاخطار التي يواجهنها بسبب الازمات القلبية وأهمية العلاج السريع."

وفي دراسة سابقة اكتشفت اودونيل وزملاؤها ان النساء يواجهن ايضا تأخيرا في العلاج عند وصولهن للمستشفى مما يوضح الحاجة لزيادة الوعي حتى وسط العاملين بالمستشفيات بخطر اصابة النساء بالنوبات القلبية.

وفي الدراسة الحالية طلب 60 في المئة من الرجال والناس سيارة اسعاف لتنقلهم الى المستشفى. والبديل الاكثر شيوعا كان ان يطلب من أحد افراد الاسرة او صديق ان يوصلهم الى المستشفى. لكن بعض المصابين بنوبات قلبية ومعظمهم من الرجال قادوا السيارة بانفسهم الى المستشفى. واجمالا فان سبعة في المئة من الرجال قادوا السيارة بانفسهم مقارنة مع واحد في المئة فقط من النساء.

وقال المرضى انهم فعلوا ذلك لانهم اعتقدوا ان تلك هي اسرع وسيلة للوصول الى المستشفى لكن الكثيرين اعترفوا ايضا انهم كانوا على وشك "الانهيار" بمجرد قيادة السيارة.

وقالت اودونيل "مما لا شك فيه ان القيادة اثناء النوبة القلبية تشكل خطرا داهما على كل من قائد السيارة وعامة الناس". وينصح الخبراء بطلب سيارة الاسعاف ليس فقط لانه الخيار الاكثر امنا لكن لان الاطقم الطبية يمكن ان تبدأ العلاج على الفور ولان المرضى الذين يصلون الى المستشفى بواسطة الاسعاف يحصلون على علاج على الفور.

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 16  /شباط /2006 -17 /محرم الحرام/1427