من المسؤول عن القطيعة الثقافية بين ألبانيا والعالم العربي ؟!

يرى باحث ألباني أن عوامل تاريخية وجغرافية حالت دون التواصل الثقافي العربي الالباني منها محاولة تكرار تجربة تركيا في اقصاء الثقافة العربية ثم بمنع الاحتكاك بالثقافات الاخرى باستثناء الروسية تحت الحكم الشيوعي الذي استمر حتى عام 1992.

وقال بلدار مفتاري ان الثقافة العربية لم تجد "مكانتها الحقيقية" في ألبانيا حتى الان بسبب بعد بلاده عن العالم العربي الذي خضع لقرون مثل ألبانيا للسيادة العثمانية اضافة الى أن المملكة الالبانية التي تأسست بين عامي 1925 و1939 "منعت بشكل قانوني قدوم العرب من أية دولة عربية الى ألبانيا." وأضاف في بحث عنوانه( المطبوعات العربية في الترجمات الالبانية) يشارك به في الملتقى الدولي الثالث للترجمة الذي ختم أعماله الثلاثاء بالقاهرة أن وراء هذا المنع ملك ألبانيا في فترة ما بين الحربين العالميتين أحمد زوغو الذي رغب في التشبه بمصطفى كمال أتاتورك في نزعته الغربية "اضافة الى استفادته من الدول الغربية وخاصة ايطاليا التي تعتبر مركز الكاثوليكية العالمية."

وألغى أتاتورك (1881 - 1938) الخلافة الاسلامية في العشرينيات معلنا تأسيس تركيا الحديثة التي أصبح أول رئيس لها عام 1923 كما غير كتابة اللغة التركية من الحرف العربي الى الحرف اللاتيني.

وقال مفتاري ان الالبان كتبوا اللغة العثمانية والالبانية بالحروف العربية حيث "أثرت اللغة العربية في الالبانية وبعمق لدرجة أن اللغة الالبانية الرسمية اليوم تحتوي على ما يقرب من 1460 كلمة من أصل عربي" مقابل 1732 كلمة من أصل عثماني و505 كلمات من أصل فارسي. وأضاف أن الاعمال الادبية في القرن التاسع عشر كانت تكتب باللغة الالبانية بالابجدية العربية. وأشار الى أن الطلاب الالبان سمح لهم لاول مرة في القرن العشرين بالدراسة في جامعة الازهر بمصر عام 1938 لكن معظمهم لم يتمكن من العودة الى أن دخلت ألبانيا الحرب واحتلتها ايطاليا وبين عامي 1944 و1992 حكم الشيوعيون ألبانيا "ولم يقبلوا بدخول أية ثقافة أخرى سوى الثقافة الشيوعية والسوفيتية فحسب وانما وصلوا الى حد الغاء كل مظهر من مظاهر الاسلام قانونيا عام 1967 واعلان ألبانيا البلد الوحيد الملحد في العالم." وقال انه بعد عام 1992 انفتحت ألبانيا على الثقافات المختلفة مشددا على عدم وجود "أية محاولة جادة من أية دولة عربية لتقديم الثقافة العربية الحقيقية الى الالبان باستثناء بعض المؤسسات الخيرية الدينية غير الحكومية... مسؤول الشؤون الثقافية والدينية باحدى تلك المؤسسات كان يعمل في بلده خادم بوفيه (نادل) وكان مؤهله العلمي دبلوم زراعة."

واعتبر مفتاري الدور الثقافي العربي محدودا في بلاده مشيرا الى أن بها سفارات لاربع دول عربية منها ثلاث قال ان لديها امكانات وخبرات مناسبة هي مصر والسعودية وليبيا "ولم تقم أية سفارة من تلك السفارات بأية خطوة جادة لفتح معهد أو مركز لتدريس الثقافة العربية ومن غير المنتظر من سفارة دولة فلسطين أن تقوم بفتح مركز ثقافي." وفي المقابل أشار الى أن ايران "دعمت بشكل مباشر فتح مؤسسة للثقافة الفارسية في ألبانيا مع أنه ليس هناك ثقافة فارسية في ألبانيا." وأضاف أن النشاط الثقافي الايراني يشمل طباعة كتب ومجلات وصحف فارسية وتبادل الانشطة مع أكاديمية العلوم الالبانية "وكذلك مع كل المؤسسات الثقافية والعلمية الاخرى في ألبانيا كما أنشأوا مدارس غير دينية حيث تحتل الثقافة الفارسية أهمية خاصة في برامج هذه المدارس. هذه الانشطة تتم بدعم مباشر من دولة ايران وبخطة استراتيجية واضحة."

وحمل ملتقى الترجمة الذي افتتح يوم السبت الماضي عنوان (الترجمة ومجتمع المعرفة) ويعقد احتفالا بصدور الالف كتاب الاولى في مختلف مجالات المعرفة الانسانية من 30 لغة أجنبية الى العربية ضمن المشروع القومي للترجمة الذي يتبناه المجلس الاعلى للثقافة بمصر منذ عام 1995.

شبكة النبأ المعلوماتية -الأربعاء 15  /شباط /2006 -16 /محرم الحرام/1427