شبكة النبأ تستطلع آراء المواطنين حول القاضي الجديد في محاكمة الطاغية

خاص بشبكة النبأ /تقرير: رشا ابراهيم

·       هل قرَّت عيون امهات المعدومين بتولي القاضي رؤوف محمد محاكمة صدام؟

·       القاضي الجديد أكثر حزما مع المتهمين وقد أعاد للمحكة العراقية شيئا من هيبتها.

·       القاضي رؤوف محمد أفضل من رزكار لكن مازالت هناك هفوات يجب تصحيحها.

 

 

من خلال شاشات التلفاز، تابع العراقيون والعالم جلسات محاكمة الرئيس المخلوع وعدد من معاونيه الذين تلطخت أيديهم الآثمة بدماء الابرياء من العراقيين، وقد لمس كثيرون تغييرات جوهرية في مجريات وقائع المحاكمة بعد ان تسلم مسؤولية قيادتها القاضي الجديد رؤوف رشيد عبد الرحمن الذي حل محل القاضي السابق رزكار محمد أمين، حيث رأى المتابعون تطبيقا جيدا لقوانين ادارة مجريات المحاكم وقد اتسم القاضي رؤوف بالحزم وابتعد عن المحاباة او المجاملات المشوبة بالضعف كما كان يحدث في وقائع الجلسات السابقة التي ادارها القاضي( المستقيل) زركار محمد أمين.

وغالبا ما شكا العراقيون من الاسلوب الضعيف الذي اتسمت به ادارة جلسات المحاكمة السابقة حيث تحول المتهمون الى ابرياء وبالعكس، في الوقت الذي تتحرق فيه قلوب آلاف العوائل التي فقدت بنيها وذويها في الاعدامات الجماعية التي كانت تطول الابرياء بأوامر مباشرة من الطاغية ومن مساعديه الامر الذي خلف عشرات المقابر الجماعية وتلاشت آلاف الأجساد بلا قبور تدل عليها أهلها ومحبيها، والآن ربما تغيرت الحالة والمتابعون يرون قاضيا حازما(في حدود القانون) حيث أكد القاضي رؤوف للمتهمين (بأنني احاكمكم وفق القوانين التي وضعتموها انتم- ويقصد صدام_ ) ثم يضيف القاضي رؤوف وهو يخاطب صدام ومعيته من المتهمين( انني اتعامل معكم الآن كمتهمين، انت متهم وانا قاضي، وعليك ان تلتزم بالقانون الذي سننته انت بيدك، اما من لديه خطب سياسية فعليه ان يلقيها خارج قاعة المحكمة).

 ان هذا الاسلوب الجديد في ادارة جلسات محاكمة الطاغية أثلج قلوب ذوي المعدومين وغيَّر مجريات وقائع هذه الجلسات بصورة جذرية، حيث بدأت الجلسة الجديدة يوم الاثنين 13 /شباط  فبراير/ 2006، وقد تابعت شبكة النبأ هذه الجلسات ورصدت بعض ردود أفعال المواطنين وآراءهم عنها، حيث التقينا الصيدلي نعيم عبد الصياد وسألناه عن رأيه بالفرق بين القاضيين (السابق رزكار محمد امين والحالي رؤوف محمد عبد الرحمن) فقال:

اعتقد ان القاضي السابق رزكار محمد اميد وقع تحت ضغوط عديدة واهمها انه كان يشعر بثقل متابعة العالم أجمع لمجريات المحاكمة التي يقودها وانه وقع تحت امتحان عسير يتمثل بالشفافية التي يجب ان تتحلى بها المحاكم العراقية في العهد الجديد، لكنه تناسى ان المتهم متهم وان القاضي قاضي وكان عليه ان يوازن بصورة جيدة بين مامطلوب من الطرفين لكنه أخفق في ذلك الامر الذي ادى الى حصول ضعف واضح في طريقة استجواب المتهمين، مما أثار نوبة حزن وقلق لدى عائلات المعدومين من قبل صدام ومعيته، وعلى العموم ارى ان المحكمة الجديدة تسير في الاتجاه الصحيح حتى الآن.

والتقينا المخرج المسرحي مهدي هندو وقد حدثنا حول هذا الموضوع قائلا:

كنا نتحرق لمجيء اليوم الذي نقتص به من طاغية العصر صدام، ونثأر لشباننا وذوينا واصدقائنا الذين تلاشت اجسادهم في المقابر الجماعية، لقد اعدم صدام خالي(أبو علي) في عام 1991 لمشاركته في الانتفاضة الشعبانية المباركة ولم تجرَ له محاكمة على الاطلاق بل كان أعدم بأمر عشوائي صدر من احد مساعدي الطاغية تنفيذا لأمره مباشرة، وهكذا الحال مع جميع شهداء المقابر الجماعية الذين يقول عنهم الطاغية المجرم( انهم يستحقون الموت) ونحن نقول له هذه هي عاقبة من يقتل الابرياء ظلما وجورا وهذه هي نهاية كل طاغوت لا يضع مخافة الله في قلبه، فمن حفرة حقيرة لا تأوي سوى الجرذان الى قفص الاتهام الذي سينزل بك العقاب العادل ثأرا للشهداء الذين أعدمتهم بلا ذنب، ونحن من هذا الموقع ندعو القاضي الجديد السيد رؤوف محمد عبد الرحمن ان لا يرأف بحال المجرمين وان لا تأخذه في الحق لومة لائم وان يشفي غليل صدور الامهات والآباء الذين فقدوا فلذات اكبادهم بسبب وحشية هذا الطاغية المجرم.

وقال السيد نجاح الفتلاوي وهو صاحب محل في مركز مدينة كربلاء المقدسة فقد قال حول موضوع محاكمة الطاغية:

حتما ان القاضي الجديد أفضل بكثير من القاضي السابق رزكار محمد امين، ليس فقط لأن صدام مجرم هو واعوانه بل لأن المحكمة كانت في جلساتها السابقة(في وقت القاضي زركار) شبه مهزلة وساحة للترهات والفوضى حتى ان المحكمة فقدت هيبتها تماما لدرجة ان المجرم برزان وصلت به الجرأة ان يقول عن احد الشبان الشهداء( ليذهب الى الجحيم)، وما كان لهذا المجرم ان يتجرأ بهذه الطريقة على الشهداء لو انه لم يلمس ضعفا من القاضي، وكذلك بالنسبة لبقية المتهمين، حيث حاول الطاغية ان يستعيد (مجده) ويخطب على العالم في قاعة المحكمة، هذه الامور الشاذة لم يسمح بحدوثها القاضي الجديد رؤوف محمد عبد الرحمن وقد بدأنا كمتضررين ننظر بعين الرضى لما يدور في قاعة المحكمة ونتوقع الاعدام للطاغية المجرم ولزبانيته الذين عاثوا فسادا بارواح وممتلكات العراقيين الابرياء.

وتقول المدرسة (في إحدى ثانويات البنات) آمنة علي:

عندما بدأت جلسات محاكمة الطاغية كنا نتألم من طريقة تعامل القاضي السابق مع المتهمين، كانت طريقته (باردة) وكأنه يتعامل مع ابرياء لم تتلوث أيديهم بدماء الآلاف من شهداء العراق، وكان الغضب يغلي في صدورنا، نريد ان نثأر لشبابنا ولأهلنا، ما زلت اتذكر تلك الاجواء المشحونة بالرعب التي عاشتها مدينتي النجف بعد الانتفاضة الشعبانية المباركة عندما كانت ادوات الطاغية والدمى التي كان يحركها عن بعد لتطارد الشباب العراقي الذي هز اركان كرسي الطاغوت عندما ثارت عليه كل محافظات العراق باستثناء ثلاث او اربع محافظات، لقد اقترب الدكتاتور من حافة السقوط فجن جنونه وراحت يداه تتلطخان بوحشية هائلة بدماء الابرياء، والآن لا نجد أي مسوغ للتساهل مع القتلة، ولندع القانون يأخذ مجراه، القاضي الجديد أفضل من السابق لكن مازالت هناك هفوات يجب تصحيحها وعلى القاضي ان لا يسمح للمتهمين بتجاوز حدود القانون، اننا بانتظار نتيجة تشفي غليلنا قريبا ان شاء الله.

ويذكر ان جلسات محاكمة صدام ومعاونيه لا تزال مستمرة ويأمل المواطنون الذين تضرروا من النظام السابق ان تصل المحكمة الحالية الى مرحلة الحسم وتنزل القصاص العادل بصدام ومعاونيه الذين شاركوه بصورة مباشرة في ازهاق آلاف الارواح البريئة ظلما وطغيانا وتجاوزا لا يقبل الشك.

شبكة النبأ المعلوماتية -الأربعاء 15  /شباط /2006 -16 /محرم الحرام/1427