اذا تساءل خبراء دوليون عن مدى صعوبة توعية العراقيين بشان انفلونزا
الطيور، فيتعين عليهم ان يزوروا اراض تلقى بها النفايات في العمارة حيث
يلعب الاطفال بين الدواجن النافقة.
ويحقق مسؤولو صحة عراقيون في أربع حالات اصابة بشرية مشتبه بها
بفيروس انفلونزا الطيور في المدينة الواقعة بجنوب البلاد وامروا
بالتخلص من الطيور لاحتواء ظهور محتمل للمرض.
وفي منطقة مكبات للنفايات ألقيت فيها الوف الطيور التي جرى التخلص
منها كان نحو 15 طفلا يتقافزون ويربطون الدواجن في عصي ويلوحون بها في
الهواء غير مدركين للمخاطر.
وكان يعتقد في السابق ان فيروس انفلونزا الطيور الذي اودى بحياة
صبية عراقية مقصورا على القرية التي تنتمي اليها الفتاة في اقليم
كردستان الشمالي الذي يحظى بحكم ذاتي على نطاق واسع.
لكن منظمة الصحة العالمية قالت يوم الثلاثاء ان وزارة الصحة
العراقية ذكرت تقارير بشان حالة مشتبه بها في العمارة على بعد 365
كيلومترا جنوب شرقي بغداد.
وقال محافظ ميسان لرويترز ان ضحية انفلونز الطيور المشتبه به هو
بائع حمام يبلغ من العمر 24 عاما من العمارة توفي يوم الاحد. وقالت
منظمة الصحة العالمية في وقت سابق ان المسؤولين العراقيين حددوا هوية
الضحية على انه صبي يبلغ من العمر 13 عاما.
واخذت انفلونزا الطيور اسرة الضحية على حين غرة.
وقال جبار زاهوري (38 عاما) عم الضحية "كان يعاني من انفلونزا
مستمرة. وفي المستشفى ساءت حالته وبدا ينزف من فمه وانفه ثم لقي حتفه."
وكان بائع الحمام الذي قال المسؤولون ان اسمه مهند راضي يعيش في
منزل مع خمسة اشقاء وثمانية شقيقات. واخذ مسؤولون عينات منهم لاجراء
اختبارات للكشف عن الفيروس.
وحالة الاصابة المؤكدة الوحيدة في البلاد هي الصبية. كما توفي عمها
الذي كان يعيش في نفس المنطقة وتجرى اختبارات للتأكد مما اذا كان
الفيروس قضى عليه.
وفي حالة التأكد من ان بائع الحمام توفي بانفلونزا الطيور فان ذلك
سيحبط الامال في ان يكون فيروس (اتش.5.ان.1) مقصورا على منطقة صغيرة في
شمال العراق الذي يجتاحه تمرد دموي.
والقي باللوم على الطيور البرية في انتشار المرض باتجاه الغرب قادما
من اسيا. وقال وزير الصحة العراقي في وقت سابق من هذا الاسبوع انه في
حين انه واثق من ان البلاد المنكوبة بالحرب تتخذ الاجراءات الضرورية
لمحاربة اي ظهور لانفلونزا الطيور فانها ليست لديها وسائل دفاع ضد
الطيور المهاجرة.
ويصاب البشر بانفلونزا الطيور من خلال الاتصال المباشر مع الطيور
المصابة.
وقال زامل شياعا رئيس ادارة الصحة في العمارة لرويترز يوم الجمعة ان
هناك ثلاث حالات اصابة بانفلونز الطيور مشتبها بها في مستشفى العمارة
كلهم اقارب راضي وهم طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات وصبي عمره خمسة
اعوام واخر عمره سبعة اعوام.
وهناك فريق من منظمة الصحة العالمية في البلاد يحاول مساعدة مسؤولين
محليين في محاربة الفيروس لكن هناك مخاوف من ان يجعل العنف والبنية
التحتية المدمرة وقف انتشار الفيروس اكثر صعوبة من دول مثل تركيا
المجاورة.
وقتلت انفلونز الطيور 88 شخصا على الاقل في انحاء العالم منذ عودتها
للظهور في اواخر عام 2003. وهناك مخاوف من ان يتحول الفيروس الى سلالة
تنتقل بسهولة من شخص لاخر مما يتسبب في وباء يمكن ان يقتل ملايين
البشر.
وتستخدم المساجد اضافة الى سيارات الشرطة وسيارات الاسعاف لبث
التحذيرات لسكان العمارة مطالبة اياهم باعدام الطيور.
ويقول الناس مثل عزيز طه وهو سائق شاحنة انهم يخشون من ظهور
انفلونزا الطيور ويودون مغادرة المدينة التي تجري فيها مياه المجاري في
الشوارع.
وقال "نحن مذعورون جدا ونريد ان نغادر هذا المكان المشؤوم. لكنني لا
اقدر على تكاليف الانتقال. بدا الناس يصفوننا باننا حاملو انفلونزا
الطيور. اصبحنا غير مرغوب فينا. الناس يهربون عندما يروننا."
وقد طافت سيارات الشرطة والاسعاف شوارع مدينة العمارة العراقية
واستخدمت مكبرات الصوت لدعوة السكان في المدينة الجنوبية لاعدام طيورهم
في ظل مخاوف من أن مرض انفلونزا الطيور ينتشر في العراق.
ويصاب البشر بالمرض عن طريق الاختلاط المباشر بدواجن مصابة او حاملة
للفيروس. ويمكن أن تمثل عمليات اعدام الطيور دون اشراف خطرا في حد
ذاتها بعد أن حددت منظمة الصحة العالمية ذبح الطيور المصابة كأحد
المصادر المحتملة للعدوى بالمرض.
وقال حسين موسى (28 عاما) وهو أحد السكان لرويترز "نحن خائفون
وقلقون. ننتظر المساعدة من الخارج."
وعزا ساكن اخر ويدعى خضر جاسم محمد (33 عاما) انتشار الفيروس الى
منطقة الاهوار المحيطة بالعمارة حيث توجد الكثير من برك المياه
المناسبة للطيور المهاجرة.
وألقيت مسؤولية انتشار المرض غربا من اسيا على الطيور المهاجرة.
وقال وزير الصحة العراقي في وقت سابق هذا الاسبوع انه رغم ثقته في أن
العراق يتخذ جميع الاجراءات الضرورية لمحاربة أي تفش لانفلونزا الطيور
فانه لا يملك أي خطوط دفاعية ضد الطيور المهاجرة.
وأوفدت منظمة الصحة العالمية فريقا من خبرائها الى العراق لمساعدة
المسؤولين المحليين لكن هناك مخاوف من أن يؤدي العنف والدمار الذي لحق
بالبنية الاساسية الى جعل احتواء المرض في العراق أمرا أكثر صعوبة
مقارنة مع دول مثل تركيا المجاورة.
وقتلت انفلونزا الطيور أربعة أطفال في تركيا الشهر الماضي لكن يبدو
أنه امكن السيطرة على المرض.
وقتلت انفلونزا الطيور 88 شخصا على الاقل في جميع أنحاء العالم منذ
ظهورها مرة أخرى في أواخر عام 2003. وهناك مخاوف من احتمال تحور
الفيروس ليتخذ شكلا يسهل انتقاله بين البشر مما قد يؤدي الى وباء عالمي
يحصد أرواح ملايين الاشخاص.
وقال عبد الله عيسى حامد مدير مديرية الخدمات البيطرية في محافظة
ميسان ان فحوصا أجريت على حمام كان يملكه المتوفي أكدت اصابتها بسلالة
اتش5.ان1 من الفيروس.
وكان بائع الحمام الذي قال مسؤولون ان اسمه مهند راضي يعيش في منزل
مع خمسة أشقاء وثماني شقيقات. ولم يتضح بعد ان كانوا خضعوا لفحوص للكشف
عن الفيروس.
والحالة المؤكدة في العراق حتى الان هي المراهقة العراقية التي لاقت
حتفها في الشمال الشهر الماضي. وتوفي أيضا قريب لها كان يعيش في
المنطقة ذاتها وتجرى فحوص لتحديد ان كان أصيب بالفيروس المسبب للمرض.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية ماريا تشينج لرويترز في
جنيف يوم الثلاثاء دون الخوض في تفاصيل "هناك حالة مؤكدة وهي الفتاة
وثلاث وفيات مشتبه بها يجري التحقق منها وتشمل قريبها (الفتاة) وصبيا
في الجنوب وحالة أخرى."
واذا تأكدت وفاة بائع الحمام بانفلونزا الطيور فان هذا سيبدد الامال
بأن ظهور سلالة اتش5.ان1 القاتلة اقتصر على منطقة صغيرة في الشمال.
وقال حامد ان عينة من المتوفى أخذت الى مختبر في القاهرة وانهم
بانتظار النتائج.
وذكر مسؤول من منظمة الصحة العالمية في مصر أن فحوصا أولية أجريت في
العراق على قريب الفتاة الذي توفي الشهر الماضي ايضا أظهرت أنه كان
مصابا هو الاخر بالفيروس المسبب للمرض لكن المنظمة لم تتيقن من هذه
النتيجة بعد.
وانتقلت فرق اعدام الدواجن من منزل الى اخر في قرى الشمال الكردي
حيث جمعت الطيور من الافنية الخلفية للدور في أكياس والسكان يراقبون.
وجرى احتواء المرض الى حد بعيد في تركيا. لكن هناك مخاوف من أن يزيد
العنف والدمار الذي لحق بالبنية الاساسية من صعوبة احتواء المرض في
العراق.
وقال مسؤولو الصحة العراقيون ان انتشار المرض يقتصر على قرية بمنطقة
رانية في محافظة السليمانية المتاخمة للحدود مع ايران وتركيا. لكن فرق
اعدام الدواجن توجهت الى مناطق أخرى.
وحمل عمال شاحنات بأكياس مليئة بالطيور نقلتها الى حيث احرقت في
منطقة مهجورة. |