فندق جليدي في بطن جبال رومانيا

في واد ناء في جوف جبال كاربات برومانيا افتتح فندق جليدي صغير لمحاولة جذب سائحين الى غابات لم يلوثها الانسان في واحدة من اكبر المناطق البرية في اوروبا.

والمنطقة موطن للدببة البنية والذئاب وثور البيسون الامريكي وحياة برية خصبة ولانواع من النباتات لا توجد في اي مكان اخر وهي تحتاج مالا لحل مشكلة الفقر التي يقول انصار البيئة انها قد تهدد الجبال بالخطر.

ويأمل ارنولد كلينجيز ان يجتذب الفندق المكون من ثماني غرف والمشيد على ارتفاع الفي متر فوق مستوى سطح البحر سائحين مهتمين بالبيئة. ويتعذر الوصول الى الفندق الا عن طريق العربات المعلقة في فصل الشتاء.

ويقول كلينجيز (27 عاما) وهو الماني من مواليد رومانيا ويدير الفندق "توجد بالمنطقة موارد تجعل منها منطقة سياحية اوروبية ولكن نريد استثمارات."

"لا يوجد أجانب هنا في فصل الشتاء ولا يملك المستثمرون المحليون ميزانية لمصاعد التزلج."

والفندق مقام على شكل بيت جليدي واستخدم جليدا من بحيرة قريبة في تشييده الذي استمر شهرا وتكلف أقل من عشرة الاف يورو (12100 دولار). والى جوار الاسرة المصنوعة من الجليد والمغطاة بجلود الماعز وضع فنان محلي نماذج جليدية لتماثيل المثال الحديث قسطنطين برانكوسي الذي ولد في رومانيا.

ورومانيا واحدة من افقر دول اوروبا وتأمل ان تنضم الى الاتحاد الاوروبي في العام المقبل وهي تبذل قصارى جهدها لدعم صناعة السياحة ويعوق ذلك البنية الاساسية المتهالكة التي ترجع للحقبة الشيوعية.

ويقدر مسؤولون حكوميون ان ما يصل إلى ستة ملايين سائح يزورون رومانيا سنويا ويرتادون سواحلها على البحر الاسود التي تتناثر بها منتجعات للعلاج بالطين الذي يحتوى على معادن او يسيرون على خطي (فلاد) Vlad أحد حكام العصور العصور الوسطي الذي اشتهر بقسوته والذي اوحت حياته لبرام ستوكر بتاليف رواية "دراكولا" "Dracula".

ويقول سكان محليون ان المنحدرات غير المأهولة حول باليا لاك وهي بحيرة متجمدة يحيط بها بعض أعلى قمم جبال كربات وهي سلاسل جبلية تمتد على مساحة شاسعة في كثير من مناطق أوروبا الشرقية يمكن أن تكون نقطة جذب ايضا.

وقال بول فيليبي هو استاذ متقاعد لعلم اللاهوت من قرية سيبيو القريبة "كان السحر البدائي اكثر ما يجتذب الناس إلى جبال الالب."

واضاف وهو يستند إلى مائدة من الجليد باحدى غرف الفندق الجديد "لم يعد ذلك متاحا في جبال الالب الان."

وفي الوقت الحالي تجتذب باليا لاك فقط أكبر عشاق رياضة التزلج الذين يجدون صعوبة في تسلق المنحدرات إذ لا يوجد سوى مصعد صغير للمتزلجين المبتدئين.

وذكر اتحاد التزلج الوطني في رومانيا أنه يوجد 23 حلبة تزلج في البلاد خمس منها فقط تتفق مع المعايير الدولية.

وفي الشهر الماضي بدأت رومانيا تطبيق خطة وضعتها سبع بلاد لحماية جبال كاربات وتدعم الامم المتحدة الخطة التي تهدف لحماية الحياة البرية ودعم التنمية المستديمة للحفاظ على التراث الثقافي لما يصل إلى 18 مليون نسمة يقطنون المنطقة.

ويقول أنصار البيئة أن الاموال السائلة ضرورية لمنع الافراط في استغلال الموارد الطبيعية والتلوث نتيجة الفقر. وتتكلف جهود التنمية المنسقة أموالا أكثر وتحافظ على البيئة بصورة أكبر.

وفي وادي باليا لاك يقول عشاق الجبال ان هناك الكثير الذي يجتذب السائحين واموالهم.

وقال سورين برينزان (26 عاما) وهو نادل من بوخارست يتزلج حول البحيرة "هذ المنطقة جميلة وامامها مستقبل كبير. نؤمن بهذا المشروع."

ويرى السكان المحليون ان القرى الجبلية افضل حالا من بعض المناطق في رومانيا حيث يقل متوسط الاجر الشهري عن 250 دولارا شهريا ويعجز كثيرون من سكان المدن في تحمل فواتير التدفئة في الشتاء.

وكما هي الحال في أي منطقة في رومانيا تجاهد السلطات المحلية لايجاد مصادر جديدة لفرص عمل بعد انهيار صناعات الحقبة الشيوعية.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء7   /شباط /2006 -8 /محرم الحرام/1427