الائتلاف وحرمان الشيعة من الاغلبية المطلقة

خضير العواد

لقد خرجت النتائج الانتخابية التي انتظرها الجميع فكانت كما توقعنا , بانها سوف تحرم الشيعة من الاغلبية المطلقة ولذلك فان المجاميع الاخرى قد اعلنت رضاها ,لان حرمان الشيعة من الاغلبية المطلقة كان شغلهم الشاغل وقد حصلواعليه وهذا هو المهم.

ومن خلال هذه النتائج فان الشعب العراقي سوف لا يهدأ ابدا,لان في كل قرار مصيري سوف تصبح ازمة حقيقية ولانعلم من خلال مجلس النواب الجديد ماذا سيخفي لنا المستقبل,فهذه هي الديمقراطية التي رسمتها الولايات المتحدة الامريكية لا الديمقراطية الحقيقية التي جعلت الجميع يدور في حلقة مغلقة.

لماذا هذه النتائج هل الايدي الخفية وحدها هي التي تتحملها ام هناك عوامل اخرى عبدت الطريق امامها

المتتبع للعملية السياسية سيلاحظ ان اكبر العوامل التي ادت الى تمزق الصف الشيعي وحرمانه من الاغلبية المطلقة , هو الاتلاف الموحد المتمثل باقطابه الثلاث فقط لان التنظيمات الاخرى والشخصيات المستقلة المنطوية تحت خيمته كلها انهر صغيرة تنطلق منه لفترة ثم تعود الى المجرى الام حسب الظروف.

لان المراقب والملاحظ يجد ان اغلب الاحزاب والتنظيمات الشيعية الكبرى ان كانت علمانية او اسلامية كلها تنطلق من مبادئ متقاربة عدا بعض الاستثناءات والتي لايمكن ان نصفها بالشيعية باي حال من الاحوال وكلها ترمي اي التنظيمات الشيعية الى تحقيق هدف واحد وليس هناك اي اختلاف, الاختلاف الوحيد الذي حصل هو توزيع الحصص او المقاعد فهنا كانت الطامة الكبرى , فالسيطرة على الحصص الكبرى من قبل المجلس الاعلى وحزب الدعوة , جعل الاخرين يتساءلون الم نكن معكم في كل كبيرة وصغيرة وعانينا معانات واحدة من اعتقالات وتعذيب وغربة فلماذاهذا الغبن في الحق, واصبح الاثنان اكثر قساوة عندما دخل التيار الصدري معهم عندها لم يفكروا بالاخرين بل اصبح الاخرين يمثلون عبئا ثقيلا عليهم فارادوا التخلص منهم باي حال من الاحوال.

فوجدوا افضل الطرق للتخلص منهم هي الغبن بالحصص او المقاعد عندها ترك الاخرون الائتلاف لانهم ايضا يمتلكون قواعد شعبية عريضة وعليهم ان يقوموا بواجباتهم اتجاه شعبهم وان يؤدوا الدور الذي عليهم.

اذن فلماذا خسروا في الانتخابات ,هناك عدت عوامل على فشل القوائم التي ازيحت من الائتلاف الموحد ومن اهم هذه العوامل.

1- اعطاء صورة للشعب العراقي بان الائتلاف الموحد هو الجهة الوحيدة التي تمثل المرجعية.

2- بان الائتلاف الموحد هو الحامي الوحيد لحقوق الشيعة والاجدر بمحاكمة صدام.

3-خوف الجماهير من ضياع اصواتهم مابين القوائم وعليهم ان يركزوا على قائمة واحدة.

4- تجرؤ قناة الجزيرة على المرجعية قبل يومين من الانتخابات.

كل هذه السباب ادت الى فشل التنظيمات والقوائم التي ازيحت من الائتلاف الموحد وبالمقابل اصبحت من اهم العوامل التي تسببت في نجاح الائتلاف الموحد وخصوصا السبب الاخير الذي جعل الشارع العراقي يندفع دفعة واحدة للدفاع عن كرامة المرجعية والتنديد بقناة الجزيرة فكان التصويت لهذه القائمة كردة فعل على هذه التصرفات.

ولكن لهذا النجاح الكبير الذي حققه الائتلاف تاثيرات سلبية على الشارع الشيعي , منها خسارتنا للكثير من الاصوات التي ذهبت للقوائم التي ابعدت من الائتلاف وكذلك خسارتنا لتنظيمات كبيرة وشخصيات مهمة لها باع كبير في السياسة والدفاع عن اتباع هذا المذهب والمشهود بنزاهتهم وتفانيهم من اجل هذا الشعب المظلوم.

 فكان الجدير باعمدة الائتلاف الثلاث ان يفتحوا صدورهم ويحتضنوا جميع اخوانهم حتى يصبحوا قوة واحدة تقف امام كل من يرد السؤ بهذا الشعب المظلوم قال سبحانه وتعالى( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)

فهذه هي الاسباب الحقيقية التي ادت الى ابعاد الشيعة عن الاغلبية المطلقة.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء7   /شباط /2006 -8 /محرم الحرام/1427