
صعدت ايران من موقفها المتعلق بالملف النووي اثر موافقة وكالة
الطاقة على احالة ملفها الى مجلس الامن.
وقال مسؤول كبير ان ايران ستوقف فورا عمليات التفتيش الدولية
لمنشآتها النووية وستواصل عمليات تخصيب كاملة لليورانيوم بعد ان صوت
مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية تأييدا لرفع تقرير الى مجلس
الامن بشأن طهران.
وقال جواد واعدي نائب المفاوض النووي الايراني للصحافيين بعد
التصويت «بعد هذا القرار.. يتعين على ايران ان تنفذ فورا قانونها
البرلماني بتعليق التنفيذ الطوعي للبروتوكول الاضافي (للوكالة الدولية
للطاقة الذرية بشأن التفتيش المفاجئ) و(مواصلة) التخصيب على نطاق تجاري
الذي كان معلقا تماما حتى اليوم» (امس).
وأعلن مسؤول ايراني رفيع المستوى أن ايران ستمنع مرور ناقلات النفط
في الخليج في حال فرض حظر على صادراتها النفطية.
ونقلت وكالة أنباء (مهر) الايرانية عن عضو لجنة الامن القومي
والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي الايراني سليمان جعفر زاده
القول انه «اذا ما فرض حظر على صادراتنا النفطية فلن نسمح في ذلك الوقت
لناقلات النفط بعبور مياه الخليج».
ورأى أنه «مع أخذ الاوضاع الحالية بنظر الاعتبار فان التهديدات
الغربية فيما يتعلق بملفنا النووي لن تنفذ».
وأعرب عن قناعته بأن أمريكا والدول الغربية «ليس لديهم المكانة التي
تسمح لهم باتخاذ قرارات بهذا الشأن في منطقة الشرق الاوسط»معتبرا أن «التفوق
السياسي الايراني في المنطقة غير قابل للانكار وأن أي تهديد أو ضغط على
ايران سيجعل الغرب يتلقى ضربة قوية في كل من أفغانستان والعراق».
واشار الى تأكيدات الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول عدم انحراف
الملف النووي الايراني عن اهدافه السلمية وتعاونه الشفاف مع الوكالة
الدولية، مؤكدا ان «التعاون الذي تبديه طهران هو بغرض حصولها على
حقوقها النووية كما ان الوكالة الدولية ستفقد مصداقيتها اذا ما رضخت
للضغوط».
يذكر ان اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية تبنى امس
مشروع قرار اوروبي يقضي برفع المدير العام للوكالة محمد البرادعي
تقريرا حول الانشطة النووية الايرانية الى مجلس الامن الدولي.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعلنت ان مجلس حكام الوكالة
قرر بعد عملية تصويت ارسال الملف النووي الايراني الى مجلس الامن على
خلفية الاشتباه بسعي ايران الى امتلاك السلاح النووي.
وقد اعتمد القرار بأكثرية 27 عضوا ومعارضة ثلاثة (كوبا وسورية
وفنزويلا) وامتناع خمسة (الجزائر وبيلاروسيا واندونيسيا وليبيا وجنوب
افريقيا) على ما اوضح الناطق باسم الوكالة.
لكن القرار يعطي مهلة شهر قبل أي تحرك للامم المتحدة في حق ايران
لمنح وقت للجهود الدبلوماسية قبل الاجتماع المقبل للوكالة الدولية في
فيينا في مارس المقبل.
ويأتي هذا القرار بمثابة تسوية بين رغبة الولايات المتحدة بحصول
تحرك فوري للامم المتحدة ضد ايران وطلب وروسيا اعطاء الجهود
الدبلوماسية المزيد من الوقت.
بدورها صعدت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الحرب ضد ايران بعد
ان شبهت البرنامج النووي الايراني بالتهديد الذي كان يمثله النظام
النازي في ألمانيا في بداية عهده في الوقت الذي دعا فيه مسؤولون
امريكيون الى تبني خط متشدد مع طهران لمنعها من صنع قنبلة نووية.
واتهم وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد الجمهورية الاسلامية
بانها اكبر راع للارهاب في العالم وهو اتهام رفضه نظيره الايراني
باعتباره "سخيف" و "مثير للحنق".
وقالت ميركل في كلمة في مؤتمر ميونيخ السنوي بشأن الامن ان حالة من
اللامبالاة سادت في دول أخرى فيما وصل هتلر الى السلطة.
وأضافت أمام مجموعة من صناع سياسة الدفاع "بالنظر الى تاريخ ألمانيا
في أوائل الثلاثينيات في فترة صعود الاشتراكية القومية (النازية) كان
هناك الكثيرون خارج ألمانيا ممن قالوا ان هذا مجرد كلام ولا داعي
للانفعال."
وتابعت "كانت هناك فترات كان بمقدور الناس فيها أن يتحركوا بشكل
مختلف ومن وجهة نظري فان ألمانيا ملزمة بالتحرك في مراحل مبكرة...نريد
بل يجب علينا منع ايران من تطوير برنامجها النووي."
وفيما كانت ميركل تلقي كلمتها صوت مجلس محافظي الوكالة الدولية
للطاقة الذرية في العاصمة النمساوية فيينا تأييدا لرفع تقرير لمجلس
الامن الدولي بخصوص مخاوف من أن ايران تطور سرا أسلحة نووية.
وتقول طهران ان برنامجها النووي يهدف بشكل خالص الى انتاج الطاقة
المدنية.
لكن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد لم يهديء المخاوف في الغرب
وغيره بتصريحات أدلى بها في الاونة الاخيرة ونفى فيها حدوث المحارق
النازية ودعا الى محو اسرائيل من على الخارطة.
وجعلت المانيا ما بعد الحرب التي تشعر بثقل وطأة جرائم النازي من
دعم اسرائيل دعامة لسياستها الخارجية وقالت ميركل ان بلادها لايمكن ان
تتسامح مع موقف احمد نجاد.
وامتدح السناتور الامريكي جوزيف ليبرمان ميركل وحث العالم على ان
يأخذ ايران بجدية.
وقالت ميركل "من كتابات هتلر خلال الثلاثينيات من القرن الماضي
وكتاب كفاحي الى جدليات ابن لادن في التسعينيات هناك ادلة وافرة على
انه عندما يكتب الناس ويقولون انهم يكرهونك..وانهم يريدون ان
يدمروك..فانهم في الحقيقة يعنون ذلك وسيحاولونه."
وقال السناتور الجمهوري جون ماكين ان العقوبات الاقتصادية يجب ان
تفرض على ايران حتى لو كان ذلك يعني تجاوز الامم المتحدة. وقال ان
العمل العسكري ايضا يجب ان يظل خيارا قائما مالم تمتثل ايران للمطالب
الدولية بوقف الانشطة النووية.
ووصف رامسفيلد زعماء ايران الاسلاميين بانهم خطيرون للغاية وقال
انهم لايمكن السماح لهم بالحصول على اكثر الاسلحة فتكا في العالم.
وأضاف أن "النظام الايراني اليوم هو أكبر راع للارهاب في العالم...
العالم لا يريد ايران نووية ويجب أن يتعاون لمنع ذلك."
غير انه هو وميركل كانا اكثر تحفظا من ماكين حيث اوضحا ان
الدبلوماسية هي افضل خيار.
وقالت ميركل "لا بد من استنفاد الوسائل الدبلوماسية. يجب أن نحتفظ
بهدوء أعصابنا ونمضي خطوة خطوة."
من جهته عبر ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي المؤقت يوم الاحد
عن ثقته في أن إيران ستدفع "ثمنا باهظا للغاية" اذا استأنفت التخصيب
الكامل لليورانيوم بعد رفع تقرير بشأنها إلى مجلس الامن بخصوص برنامجها
النووي.
وقال اولمرت في تعليقات اذيعت في بداية الاجتماع الاسبوعي مجلس
الوزراء ان اسرائيل لعبت دورا هاما في ما وصفه بانه جهد دبلوماسي شديد
وعاصف يؤدي الى احالة ايران الى مجلس الامن.
واضاف "في النهاية هذا يظهر ان ايران ستدفع ثمنا باهظا للغاية اذا
استمرت في خططها لمحاولة تخصيب وقودها (النووي) كي تستخدمه كخيار لصنع
اسلحة غير تقليدية."
بدوره قال قائد عسكري ايراني رفيع يوم الاحد ان ايران ستلقن أي
مهاجمين درسا لن ينسوه على مدى التاريخ في تصعيد لتحدي طهران بعد ابلاغ
مجلس الامن الدولي بالموقف الايراني.
ونقلت وكالة الطلبة للانباء عن عبد الرحيم موسوي قائد الاركان
المشتركة "نحن لا نسعى لمواجهة عسكرية ولكن اذا ما حدث ذلك فسنلقن
العدو درسا سيتذكره على مدى التاريخ."
ومضى يقول خلال اجتماع لقادة القوات "أثبتت هذه الامة ارادتها للعدو
اكثر من مرة. لماذا يريدون اختبار هذه الامة العظيمة مرة أخرى."
وأبلغ مجلس الامن بموقف طهران يوم السبت بعد عدم تبديدها شكوكا حول
سعيها لامتلاك اسلحة نووية وهو اتهام تنفيه ايران.
وتصعيدا لحالة الصدام مع الغرب في اتجاهات اخرى قال متحدث باسم مكتب
الرئيس الايراني يوم السبت ان ايران شكلت لجنة لاعادة النظر في روابطها
التجارية بالبلدان التي نشرت الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد.
وقال المتحدث الذي رفض الكشف عن اسمه "شكلت لجنة لمراجعة الروابط
التجارية."
وكانت ايران وهى رابع اكبر مصدر للنفط في العالم هددت بالفعل
بمعاقبة البلدان التي تؤيد احالة برنامجها النووي الى مجلس الامن
الدولي.
وذكرت مصادر دبلوماسية وصناعية العام الماضي ان طهران فرضت حظرا على
الواردات البريطانية والكورية الجنوبية لمعاقبة البلدين.
وفي عام 2004 ساهمت المانيا بنسبة 12.8 في المئة من الواردات
الايرانية تلتها فرنسا بنسبة 8.3 في المئة ثم ايطاليا بنسبة 7.7 في
المئة.
وتعد الصين والامارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية وروسيا من
بين مصدري السلع المهمين الى ايران.
وظهرت الرسوم المسيئة في صحف في بلغاريا والدنمرك وفرنسا والمانيا
وايطاليا واسبانيا وسويسرا والمجر ونيوزيلندا والنرويج وبولندا. |