لماذا تستخف أوربا بالمقدس الإسلامي؟

علي حسين عبيد

من الأمور المسلم بها إنسانيا أن لا يُقدِم الانسان على إهانة الغير من دون وجه حق، خاصة اذا كان من دعاة الديمقراطية والتحضّر قولا وسلوكا، واذا اتفقنا على ان اوربا تمثل( كما تقول هي) أعلى مرتبة في سلّم الحضارة الآن، فمن باب أولى أن تعلّم الآخرين على احترام مقدسات الانسان وما يدخل في مكونات رموزه الإيمانية التي  تقنن طرائق الحياة لديه، فكيف اذا كانت (اوربا/ من خلال بعض الصحف الدنماركية والفرنسية وغيرها) هي التي تبدأ بإهانة المقدس (الآخر) الاسلامي؟.

وكيف نتصرف نحن المسلمون في حالة كهذه، هل تكفي الاحتجاجات ومقاطعة البضائع( الدنماركية) واستدعاء السفراء الدنماركيين في بعض الدول الاسلامية، والادهى والأمر في هذا الموضوع ان(عذر الساسة في الدنمارك أقبح من الفعل) كما يقول المثل العربي، حيث حاول بعضهم تبرير(الرسوم) التي تسيء لنبينا محمد صلوات الله علية وعلى آله بحجة( حرية التعبير عن الرأي) ولا ندري أي نوع من الحرية هذا الذي يجيز التجاوز على خاتم الأنبياء وسيد الكائنات محمد بن عبد الله (ص)، فاذا كانت هذه الحرية المستمدة من ديمقراطية الغرب فنحن والله لا نحسدهم عليها بل ما هي إلاّ وبالا عليهم إن لم تكن الآن فالقادم من الازمان سوف يبين لهم بوضوح مدى الهوة التي سيسقط بها الغربيون في حال التجاوز المستمر على المقدس الاسلامي وربما المقدس العالمي، فحيث تجيز لنفسك الاستخفاف بمقدس الاسلام فإنك لن تتوانى عن اهانة مقدسات الأديان الاخرى، واذا حدث ويحدث هذا تحت مبرر سيء( أقبح من الفعل) هو( حرية التعبير) فهنا تكمن الطامة الكبرى التي سيتعرض لها المتحضرون آجلا أم عاجلا.

 لقد كنا ننظر بعين الاعجاب لأوربا وخاصة العباقرة منهم الذين انتجتهم الآداب والعلوم على مدى التأريخ الإنساني، أولئك الذين قدموا خدمات جليلة للإنسانية من أمثال غاليلو ونيوتن، ومن الادباء همنغواي وشتاينبك ورامبو وغيرهم، ومن الفلاسفة ودعاة الحرية لوثر ومونتسكيو وروسو وغيرهم، فهل يريدون الآن ان ننظر لهم بمنظار آخر، أيُ حرية تعبير هذه التي استهدفت أكثر من مليار مسلم في العالم بأهم مقدس لهم وأي مبرر هذا الذي يجيز التطاول على مشاعر ثلث بشرية المعمورة، هل يروموا جرنا الى زاوية(صدام الحضارات) بدلا من (حوار الحضارات) الذي طرحه المسلمون قبل غيرهم من المتحضرين الأوربيين أو غيرهم؟.

 إنني كمسلم يعبر عن وجهة نظره الشخصية حول هذا الموضوع، أقول لقد أصبت بخيبة أمل كبيرة ولقد إنطفأ الأمل في ذاتي بالدور الانساني المهم الذي قد تقوم به أوربا ازاء الآخر( غير الأوربي)، لقد شكل هذا الإنتهاك الصارخ للمقدس الإسلامي صدمة كبيرة لنا وأنا اذ أخاطب الآخر (الاوربي)، أقول عليك ان تعي تماما خطورة مثل هذا السلوك (عليك) قبل غيرك، أما نبينا ص فهو بجوار الرفيق الأعلى ويبصر سخافات البعض من الغرب واستخفافهم غير المبرر إطلاقا بالشخصية التي مهدت لنقل العالم (ومن بينه أوربا) من دياجير الظلمة الى فضاءات النور.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد  5  /شباط /2006 - 6/محرم الحرام/1427