رغم ما قيل وكتب وأعلن عن برامج للحد من مرض الإيدز لازال هذا المرض
بالإضافة إلى السل والملاريا يضع الإنسانية أمام واقع يُصعب مواجهته،
إذ أن الكارثة خرجت من أن تكون إصابات كبيرة وخطيرة لأفراد ومجتمعات
ودول لتصبح قضية تهدد الاقتصاد العالمي والمناخي العالمي بخطر حيوي
أضيف إلى مجموعة أخطار سببها الفقر والعلاقات الدولية التي لا يبدو
أنها في زمن قريب ستعود إلى سكة التعايش المشترك وفق معادلة مظبوطة
قوامها احترام خيارات البشر وحقهم في العيش الآمن والمستقر ولغاية هذه
اللحظة لا تخرج للوقوف في وجه هذا المرض سوى بالإعلان عن مكافحته عبر
تخصيص الأموال للمساعدة للحد من انتشار هذا المرض، وهذا ما يضع الكثير
من البلدان في حالة عجز حقيقي عن مواجهة أخطاره وذلك لعدم التعامل
الجدي والجذري مع مسببات هذا المرض، يذكر ان الأمين العام للأمم
المتحدة كان قد أعلن عن تأسيس صندوق كقناة مستقلة للمساعدات التي
تقدمها الدول الغنية للتصدي للأمراض الثلاثة التي تفتك بنحو ستة ملايين
فردا سنوياً وحاجة الصندوق الفعلية لتحقيق برامجه تتجاوز 7.00 مليار
فيما تعهد مانحون بتقديم 3.7 مليار وهو نصف المبلغ الذي يقول الصندوق
أنه يحتاجه لتحقيق أهدافه في العامين المقبلين وأشار رئيس الصندوق
العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا عقب مؤتمر المانحين الذي استمر
يومين (نحتاج إلى 7.1 مليار دولار لعامي 2006 و 2007 وحصلنا على 3.7
مليار دولار) مضيفاً أنها خطوة قوية في الاتجاه الصحيح لكن ينبغي سد
الثغرة، إذ لم يحدث ذلك لن توجد إمكانية لتحقيق الأهداف التي اتفق
عليها في اجتماع مجموعة الثماني، حيث اتفقت مجموعة الدول الثمانية
الصناعية الكبرى على سد النقص في موارد الصندوق لضمان وصول علاج فيروس
(اتش أي في) المسبب للإيدز لكل من يحمله بحلول عام 2010 كما وعدت
بمضاعفة المعونة للدول النامية لتزيد بنحو 50 مليار سنوياً بحلول عام
2010 وخصص الصندوق 3.5 مليار دولار من أجل 300 برنامج في 127 دولة منذ
تأسيسه عام 2002 ووصفت الجمعيات الخيرية المؤتمر بأنه اختبار حقيقي
لجدية المجتمع الدولي في مكافحة المرض والفقر في الدول النامية وقالت
أن التعهدات تقل كثيراً عما هو مطلوب وذكروا أنه لا يوجد تمويل لأي
برامج جديدة وخصوا بالذكر ما وصفوه بالمساهمة الضئيلة من جانب الولايات
المتحدة التي تعهدت بمبلغ 600 مليار دولار على مدى العامين المقبلين
وقال ديفيد برايدن من جمعية غلوبال أيد اليانس والتي تتخذ من الولايات
المتحدة مقراً لها،كان العالم يعتمد على الولايات المتحدة قطع الرئيس
بوش وعداً هاماً بتقديم ثلث أموال الصندوق لكن خذل أكثر المعرضين للخطر
في العالم وحنث بوعده، كما انتقدت الجماعات الإنسانية كندا وأستراليا،
فيما رحبت بمساهمة أكبر من الاتحاد الأوروبي وبصفة خاصة بريطانيا والتي
ضاعفت مساهمتها إلى مئة مليون استرليني في العام الحالي ومثلها في عام
2007.
[email protected] |