منحى غريب وعجيب في الربط الذي يحدث بين الفوز او الخسارة في اي
مواجهة رياضية بالاسلام.. صحيح أن الاسلام حث على الرياضة في ثوبها
الطاهر النقي دون الدخول في متاهات النواحي المادية التي بدأت تسيطر
بشكل كبير على الحركة الرياضية في العالم والتي ذهبت بالمقصد الرياضي
الذي كان ينشده الاسلام على نحو بعيد جدا..
وما حدث من قبل عندما كانت المواجهة المعروفة بين الملاكمين مايك
تايسون وهوليفيلد والتي شهدت قضم تايسون لاذن هوليفيلد وهو أمر يمكن
حدوثه بين أي ملاكمين اخرين.. ولكن الدنيا قامت ولم تقعد حيث عمل
الاعلام الغربي وبخبث شديد على الربط بين ما قام به الملاكم تايسون من
سلوك سيء وبين كونه اشهر اسلامه.. وبالطبع لا دخل أبدا للاسلام لا من
قريب أو بعيد في مثل هذه السلوكيات والربط الذي يحدث في مثل هذه
الاشياء معروف مقصده لنا جميعا..
وصباح اللقاء المنتظر بين الملاكم اليمني الاصل البريطاني الجنسية
نسيم حميد ومنافسه المكسيكي باريرا.. كان الكل يترقب ماذا سيقدم بطلنا؟..
وبالطبع الفوز وارد وكذلك الخسارة في مثل هذه النزالات.. وكلنا كنا
قلبا وقالبا مع نسيم ولكن الرياح لم تأت بما نشتهيه.. ولكن اللافت
للنظر تلك الدعاية والهالة الاعلامية ذات الطابع الاسلامي التي رافقت
هذه المباراة وربما دون سواها من المباريات السابقة لنفس الملاكم (البرنس)!!
ولا نعرف ان كان ذلك عن قصد او غير قصد.. ولكن من المؤكد أن الربط
الذي يحدث من جانب الاعلام الغربي سواء في حالة مايك تايسون او في حالة
نسيم حميد امر مرفوض تماما فالاسلام ليس شعارات ولافتات ترفع بل هو قبل
ذلك فعل وسلوك ويجب على كل مسلم رياضي كان او غير رياضي أن يكون حريصا
على ان لا يقع في فخ هذا النوع من الدعاية التي تسيء الى الاسلام ولا
تخدمه!!
ان الاسلام هو خاتم الاديان وان هذا الدين كان بحكمة الخالق البارىء
دينا شاملا لكل مناحي الحياة ولعل الرياضة والجهد البدني هما من مكونات
الحياة الاساسية ومن ضروراتها وهذه محاولةمتواضعة للتعرف على وجهة نظر
الاسلام في الرياضة.
أجسادكم كشبان وكفتيات في حالة نموّ متسارع، وسير دائب نحو النضج..
عظامكم في نموّ.. عضلاتكم في طور الاكتمال.. أعضاؤكم في تطوّر.. هل
تتركون ذلك للأيام تفعل فعلها في أبدانكم دون مساعدة منكم ؟
يقول المختصّون إنّه لابدّ من تربية الجسد والاهتمام بصحّته وسلامته
وتقويته حتّى يتمكّن من اداء وظائفه والفعاليات المناطة به.. فالحصول
على القوّة البدنيـة ليس شـيئاً ترفياً، وإنّما هو جزء من مسؤوليتنا
الاسلاميّة: (وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة) (1).
وإذا كانت أعضاء الجسد، أو الجسد برمّته أمانة الله لدينا، فإنّ من
حسن رعاية هذه الأمانة، وأداء الشكر لهذه النعمة، أن لا نعرّضها إلى
التلف والأمراض والأوبئة التي تفتك بها، مثلما علينا أن نطوّرها ليكون
أداؤها أفضل، وانجازها أكبر، وبذلك نكون قد حفظنا الأمانة وقدّمنا
الشكر على هذه النعمة «وبالشكر تدوم النعم».
وفي فترة الشباب قد ينشأ الاضطراب النفسي، ودواعيه في هذه المرحلة
كثيرة، ومن بين وسائل تسريب هذا القلق أو الاضطراب، واقتصاصه والتنفيس
عنه (الرياضة) ; فهي بما تمتصّ من شحنات النفس المتوترة، تترك في نفسية
الرياضيّ مرحاً وخفّة وثقة وانفتاحاً وحبّاً في المشاركة.
ثمّ أنّ الشبان والفتيات قد يصطحبون معهم إلى ساحة شبابهم ذيولاً من
طفولتهم اللاّهية العابثة. وبما أنّ الرياضة نظام وقواعد واُصول فإنّها
تعلّمهم كيفيّة الصبر والانضباط والتحمّل، وبعضاً من الفضائل الأخلاقية
كالمحبّة والتعاون والإيثار.
وباعتبار الشباب مرحلة النموّ البدنيّ، فقد يتناول البعض من الشبان
والفتيات ـ في هذه الفترة ـ كمِّيات كبيرة من الطعام مما يتسبّب في
سمنتهم وترهّل أجسادهم إذا لم يصرفوا تلك الطاقة في الجهد والحركة.
وتأتي الرياضة لتذوِّب الشحوم الزائدة، وتُنقِّي الجسم من الشوائب
والسموم التي تتركها الوجبات الغذائيّة الدسمة الثقيلة.
وفوق هذا وذاك، ففي سـنّ الشباب ينصبّ الاهتمام على الذات وبناء
الشخصية، وقد يتركّز اهتمام البعض من الفتيات والشبّان على بناء قواهم
العقلية والروحية وينسون أو يتناسون قواهم البدنية، في حين أنّ دور
الرياضة دور إضافة القوّة المادية إلى القوّة غير المادية حتّى يتكامل
المظهر مع الجوهر، وتتناسق البسطةُ في العلم مع البسطة في الجسم.
وفي سنّ البلوغ، حيث الفتيات أسرع نموّاً من الشبّان، يرى المختصّون
في الشأن الرياضي أنّ من المستحسن للفتيات أن يمارسنَ الرياضة الخفيفة
للحفاظ على رشاقتهنّ ومظهرهنّ الجميل، على أن يحاذرن من الرياضات
العنيفة التي قد تؤدِّي إلى أضرار جسدية أو مضاعفات جانبية. |