انفلونزا الطيور يتحالف مع الارهاب في العراق بعد وفاة فتاة

قال وزير الصحة العراقي عبد المطلب علي ان تيجان عبد القادر الفتاة العراقية التي توفيت في 17 يناير كانون الثاني في مدينة السليمانية الكردية كانت مصابة بانفلونزا الطيور رغم استبعاد منظمة الصحة العالمية ذلك في باديء الأمر.

وقال وزير الصحة في بيان صحفي بالسليمانية ان الفحوص التي أُجريت على عينات الدم التي أخذت من الفتاة العراقية أظهرت إصابتها بانفلونزا الطيور من النوع الذي يقتل البشر.

وقال الدكتور شيركو عبد الله مدير الإدارة الصحية في السليمانية لرويترز ان وزير الصحة العراقي استند في تصريحاته الى تقرير تسلمه من معمل في العاصمة المصرية القاهرة أثبت ان عينات الدم بها الفيروس (اتش.5.ان.1).

وقالت ماريا تشينج المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في جنيف "أخبرتنا وزارة الصحة العراقية ان النتيجة جاءت ايجابية لفيروس (اتش.5.ان.1).

"كان الأمر مُستبعدا من قبل لان كل المؤشرات في ذلك الوقت كانت تدل على انها ليست حالة انفلونزا طيور... نتائج الاختبارات التي أُجريت في معمل في بغداد كانت سلبية."

ولكنها قالت ان اختبارات انفلونزا الطيور معقدة وان هذه لن تكون المرة الاولى التي تتغير فيها نتيجة الفحص الاولي الى النقيض.

وكانت منظمة الصحة العالمية قالت يوم السبت انها تجري اختبارات على أحد أقارب الفتاة توفي يوم الجمعة الماضي.

وتقع منطقة السليمانية بالقرب من حدود العراق مع تركيا التي ظهر فيها المرض بين البشر.

وكان مسؤولون عراقيون قد قالوا في وقت سابق ان الفتاة كانت تعيش بالقرب من بحيرة تفد اليها طيور مهاجرة من تركيا حيث تأكد اصابة اكثر من 20 شخصا بفيروس (اتش.5.ان.1).

وقد جاء في تلخيص للوضع أصدرته منظمة الصحة العالمية في 30 كانون الثاني/يناير أن وحدة الأبحاث الطبية في البحرية الأميركية وفرت تأكيداً مَخبرياً أولياً لصحة ما استخلصته السلطات العراقية، إلا أنه يتم حالياً إجراء مزيد من الأبحاث. 

وقد توفيت فتاة في الخامسة عشرة من العمر نتيجة إصابتها بإنفلونزا الطيور في 17 كانون الثاني/يناير الحالي. وقد عانت من أعراض شديدة في الجهاز التنفسي تشبه الأعراض التي قاسى منها مرضى آخرون أصيبوا بنفس هذا النوع من إنفلونزا الطيور. وكانت سلالة إنفلونزا الطيور القاتلة قد ظهرت أول ما ظهرت في الطيور الداجنة في منطقة شرق آسيا، وقد تم اكتشاف هذا الفيروس الآن في البشر في سبع دول، وأدى إلى 85 وفاة. 

وقد وقعت الإصابة العراقية في شمال البلاد، قرب بلدة السليمانية التي تقع قرب الحدود مع تركيا. وكان قد تم التثبت من وقوع إصابات بشرية في تركيا خلال الشهر الماضي. وتقول منظمة الصحة العالمية إنه تم ثبوت وقوع اثنتي عشرة إصابة بين البشر في تركيا، وإن الفحوصات مستمرة في تسع حالات إصابة أخرى حددها المسؤولون عن الصحة في تركيا إلا أنه لم يتم التثبت منها في مختبر خارجي بعد.

لقد توفي عم الفتاة البالغة الخامسة عشرة من العمر والتي ثبتت إصابتها بإنفلونزا الطيور. وكان هذا العم قد قام برعاية الفتاة أثناء مرضها وظهرت عليه أعراض مماثلة لأعراض مرضها بعد وفاتها في 24 كانون الثاني/يناير. وقد توفي بعد ذلك بثلاثة أيام نتيجة مرض شديد في الجهاز التنفسي ويتم حالياً تحليل عينات من  أنسجته للتثبت من صحة تشخيص مرضه بأنه إصابة بفيروس H5N1. 

ويشكل تحديد مصدر المرض المحتمل جزءاً من هذا التحليل أيضا. وقد وثق لتعرض الفتاة لطيور مريضة، إلا أن مصدر إصابة العم لا تزال تحت الدراسة.

وتجدر الإشارة إلى أن الغالبية الساحقة من الـ160 حالة إصابة بشرية التي تثبتت منظمة الصحة العالمية من صحتها، حصلت نتيجة لتعرض المرضى الذين أصيبوا بها لطيور مريضة. ويعتقد المحققون بالمرض بأنه انتقل، في حالة واحدة في آسيا، من فرد مريض إلى فرد آخر من أفراد العائلة كان على احتكاك مباشر بالمريض أثناء توفير الرعاية الطبية له.

ولا يعتقد المسؤولون الدوليون عن الصحة بأن فيروس H5N1 ينتقل بسهولة من الطيور إلى البشر. فقد أصاب الفيروس مئات الملايين من الطيور مما أوجد نفس العدد من فرص انتقال الفيروس إلى البشر الذين يتقاسمون منازلهم وساحات بيوتهم مع هذه الطيور. وفي ذلك السياق، تعتبر 160 إصابة بشرية عدداً ضئيلاً من الإصابات.

ولكن في حال تغير فيروس H5N1 ليصبح فيروس ينتقل بين البشر، يخشى المسؤولون الدوليون عن الصحة إمكانية اجتياح وباء إنفلونزا للعالم بسبب قوة هذه السلالة من فيروس الإنفلونزا.

وسوف يتم التدقيق في حالة وفاة الفتاة العراقية وعمها بعناية لتحديد كيفية إصابة العم الذي كان في التاسعة والثلاثين من العمر.

ورغم أنه تم التبليغ عن مرض طيور في المنطقة المجاورة للمنطقة التي كان يعيش فيها المصابان قرب السليمانية، إلا أنه لم يتم ثبات وجود فيروس H5N1 في طيور في تلك المنطقة.

وتعكف وزارة الصحة العراقية أيضاً على التدقيق في حالة إصابة بشرية ثالثة بمرض في الجهاز التنفسي هي حالة سيدة في الرابعة والخمسين من العمر.

وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين ان العراق يحقق في احتمال وجود حالة ثالثة لاصابة بشرية بانفلونزا الطيور.

قال المتحدث باسم المنظمة ان الحالة الجديدة المشتبه بها هي لامرأة (54 عاما) نقلت الى المستشفى وهي تعاني من متاعب في الجهاز التنفسي يوم 18 يناير كانون الثاني ولا تزال تخضع للعلاج.

وتنتمي المرأة لنفس المكان في شمال العراق قرب مدينة السليمانية حيث توفي اثنان يشتبه في اصابتهما بالمرض في الاسابيع الاخيرة.

من جهته صرح مسؤول في كردستان أمس الثلاثاء ان السلطات قامت بذبح 500 الف من الطيور والدواجن في الاقليم الذي سجلت فيه وفاة فتاة بانفلونزا الطيور، مشيرا الى وجود نقص حاد في دواء تاميفلو الفعال ضد هذا المرض.

وقال تحسين نامق رئيس لجنة مكافحة انفلونز الطيور في الاقليم ان لجان مكافحة المرض في كردستان العراق ان «الفرق التابعة للجنة قامت بحملة كبيرة للتخلص من الطيور في مناطق واسعة تمتد من دوكان (60 كلم شمال السليمانية) الى قرية هيزوب شرق اربيل (330 كلم شمال بغداد)».

واوضح انه «تم ذبح ما يقارب 500 الف طير في هذه المناطق»، بينما تم القضاء على «خمسين بالمئة من الدواجن في بعض المناطق وثلاثين بالمئة فقط في مناطق اخرى».

وتشمل عمليات التخلص من الطيور مناطق تمتد على الحدود العراقية الايرانية والعراقية التركية، حسبما ذكر المسؤول نفسه.

من جهة اخرى، قال نامق ان اقليم كردستان «يعاني من قلة في حبوب «تاميفلو» العلاج المضاد للفيروس (اتش5ان1)»، موضحا انه «ليست هناك كمية (كافية) من الحبوب (...) استلمنا خمسين حبة فقط تكفي لعلاج خمسة اشخاص فقط».

واشار الى ان «الفريق الذي يقوم بمكافحة المرض يعاني من هذا النقص ايضا».

واكد تحسين نامق ان حكومة الاقليم باشرت بالاتصال بالحكومة المركزية لطلب المساعدة الفورية.

واضاف ان سلطات بغداد «خصصت 26 مليون دولار»لتعويض عن خسائر المزارعين «الا ان لم يصل شيء من المساعدات حتى الان».

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 2  /شباط /2006 - 3/محرم الحرام/1427