استنكر المرجع الشيعي الكبير اية الله علي السيستاني نشر رسوم
كاريكاتورية للنبي محمد (ص) في صحيفة دنماركية ودعا العالم الاسلامي
الى التصدي لمن تعمد الاساءة لمقام النبي محمد (ص).
وقال السيستاني في بيان صدر من مكتبه في مدينة النجف المقدسة (160
كلم جنوب بغداد) "نستنكر ونشجب بشدة هذه الخطوة الشنيعة (...) وندعو
احرار العالم والامة الاسلامية بعلمائها ومفكريها ومثقفيها الى التصدي
لكافة الممارسات الدنئية التي تنال من القيم الحقة والمبادىء السامية".
واضاف ان "فئة ضالة باغية (...) تلاعبت بقيم الدين الحنيف ومضامينه
المباركة وحرفت ثوابته وعاثت في الارض ظلما وفسادا وانتهجت مسارا
تكفيريا اباح قتل النفس المحترمة التي حرم الله الا بالحق (...) مما
عكس صورة مشوهة قائمة عن دين العدل والمحبة والاخاء".
واوضح السيستاني ان "المارقين استغلوا هذه الثغرة الخطيرة ليبثوا
سمومهم وينعشوا احقادهم القديمة باساليب واليات جديدة كان اخرها هذه
المحاولة البائسة التي قامت بها احدى الصحف الدنماركية واعادتها صحيفة
نروجية الرامية الى الاساءة الى قدسية النبي الاكرم ومنزلته الالهية
الرفيعة".
ورأى انها "بلا ادنى ريب محاولة صاغرة وزبد زائل وخطاب افل وقراءة
خافتة لن تجد اذنا صاغية".
بدوره دان المرجع الديني السيد محمد تقي المدرسي ما نشرته الصحف
الدنماركية من اساءة الى ذات الرسول الاكرم عيله الصلاة والسلام دون أن
تتخذ بشأنها السلطات الدنماركية اجراءات رادعة ومحاسبة الفاعل لمنع
تكرار ما حدث.
ففي بيان صادر عن مكتبه قال المرجع الديني محمد تقي المدرسي ان "على
العالمين الاسلامي والمسيحي أن يحذرا المؤامرة التي تحاك ضد الدين وما
فيه ومن روح التسامح" مؤكدا ان على الجميع احترام المقدسات الدينية لكل
الشعوب والتي هي من صميم حقوق الانسان".
كما دان المدرسي ايضا التفجيرات التي طالت الكنائس المسيحية في
العراق أخيرا.
وقال في بيانه الذي جاء في مستهل السنة الهجرية الجديدة وذكرى أيام
عاشوراء "ان على العلماء انتهاز كل فرصة لشرح حقائق الدين الداعية الى
الوحدة والتعاون والبعيدة عن التطرف والتشدد".
من جهته اعلن وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ بعد استقباله نائب
وزير الخارجية النروجي ريمون يوهانسن الذي وصل الاربعاء الى بيروت ان
المسؤول النروجي "قدم اعتذارا باسم حكومته" عن الرسوم الكاريكاتورية
التي نشرت خلال الفترة الاخيرة في النروج وتمثل النبي محمد.
وقال صلوخ للصحافيين اثر اجتماعه مع يوهانسن في مقر وزارة الخارجية
"قدم اعتذارا باسم الحكومة النروجية وطلبنا منه ان يتم تلافي مثل هذا
الامر في المستقبل".
واضاف ان يوهانسن اعتذر ايضا "عن اي اساءة قد يكون تسبب بها نشر هذه
الصور ووعد بان تأخذ النروج الاجراءات الكفيلة بعدم نشرها مجددا".
وقال نائب وزير الخارجية النروجي من جهته "اتفهم ان يكون المسلمون
شعروا بالاهانة من نشر الرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد في مجلة
+مغازينت+ النروجية. وهذا امر مؤسف ومحزن". واضاف ان المجلة المذكورة
ليست واسعة الانتشار في النروج و"لا تمثل غالبية الاعلام النروجي"
مشيرا الى ان ايا من "وسائل الاعلام النروجية الطليعية لم تنشر مثل هذه
الرسوم المسيئة".
وشدد على اهمية حرية التعبير في النروج الا انه رأى ان مثل هذه
الرسوم لا تساهم "في تمتين الثقة بين الناس المنتمين الى معتقدات
وخلفيات اتنية مختلفة. بل على العكس انها تشجع على فقدان الثقة
والمواجهة".
وكان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ندد الثلاثاء بالاساءة
الى الدين الاسلامي عبر ما نشر من رسوم كاريكاتورية في صحف دنماركية
ونروجية. وميز "بين حرية الاعلام التي نقدس في لبنان واحترام المعتقدات
الدينية" داعيا السلطات الدنماركية والنروجية الى "اتخاذ الاجراءات
التي من شانها صون كرامة المسلمين الذين شعروا بالمهانة نتيجة هذا
العمل المدان".
ونشرت صحيفة يلاندس-بوستن الدنماركية رسوما كاريكاتورية عن النبي
محمد في 30 ايلول/سبتمبر يظهره احدها وهو يعتمر عمامة على شكل قنبلة
مما اثار موجة استياء عارمة في دول عربية واسلامية. واعادت "مغازينت"
النروجية نشر تلك الرسوم. |