حماس تعتزم الاهتداء بالشريعة في سن القوانين

قال قيادي كبير في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) يوم الاحد ان الحركة ستهتدي بالشريعة الاسلامية في سن القوانين بعد أن فازت في الانتخابات البرلمانية الفلسطينة لكنها لا تعتزم تطبيق تعاليم متشددة أو اغلاق الحانات أو منع اختلاط الرجال والنساء في الاماكن العامة.

وأثار فوز حماس المفاجيء في الانتخابات البرلمانية الاسبوع الماضي مخاوف بين الفلسطينيين الاكثر تحررا من أن الحركة الاسلامية قد تفرض رؤى محافظة بعد هزيمة حركة فتح العلمانية.

وقال محمود الرمحي وهو عضو بالمكتب السياسي لحماس فاز بمقعد في البرلمان الجديد "لن نمس بأي مظهر من مظاهر الشارع الفلسطيني...لكننا سنحاول أن نقنع الناس بضرورة التوجه الى الاسلام وتحكيمه في كافة أمور الحياة."

وأضاف لرويترز خلال مقابلة بأن الحركة تبذل جهودا كي تصبح الشريعة مصدرا لسن القوانين لكن "نحن نقول بصراحة لسنا متوجهين لاقامة دولة دينية لسبب بسيط جدا .. لانه لا توجد دولة. دعونا أولا ننشيء هذه الدولة ثم بعد الاستقلال... وقتها سنترك للشعب أن يحدد ماذا يريد."

وتابع "سوف يقرر الناس في أي مظهر من مظاهر الحياة بعد اجراء استفتاء ونحن متأكدون أن الناس ستختار الاسلام."

وخففت حماس من حدة لهجتها بعض الشيء قبل الانتخابات اذ ركزت على الحديث عن مكافحة الفساد وأعمالها الخيرية بدلا من الكلام عن تدمير اسرائيل واقامة دولة اسلامية مكانها.

وبعد فوزها في الانتخابات تأمل الحركة الان في خطب ود الاحزاب الفلسطينية الاخرى لتشكيل حكومة ائتلافية وهي لذلك لا تستطيع قول أي شيء من شأنه أن يصرفهم عنها. ورفض قادة فتح بالفعل الانضمام الى حكومة تقودها حماس.

كما تأمل حماس في استمالة المانحين الغربيين الذين يدرجونها على قوائم المنظمات الارهابية بسبب حملة التفجيرات الانتحارية التي شنتها وقتل فيها مئات الاسرائيليين.

وتطالب الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الحركة بنزع سلاحها وتغيير موقفها من اسرائيل.

وعبر الرمحي (43 عاما) الذي يعمل طبيب تخدير عن أمله في ألا تقدم الحانات والمطاعم المشروبات الكحولية لكنه أضاف أن الحركة لن تغلق هذه الاماكن اذا فعلت ذلك.

وقال "لم نعمد في يوم من الايام الى إحداث أي تغيير داخلي في الشارع الفلسطيني باستخدام القوة وانما دائما نعتمد على ترسيخ القناعات...اذا اقتنعوا (الناس) كان بها وإلا فهم في حل من أمرهم."

وتعد رام الله واحدة من أكثر المدن تحررا في الشرق الاوسط لكن قطاع غزة أشد تحفظا بكثير. وفجر مسلحون آخر حانة كانت تقدم الخمور علنا في مدينة غزة -وهي ناد تابع للامم المتحدة- يوم رأس السنة.

ورغم أن حماس ملتزمة رسميا بتدمير اسرائيل فقد قالت انها قد تقبل بدولة مؤقتة وهدنة طويلة الأمد اذا تخلت اسرائيل عن جميع أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية بعد انسحابها العام الماضي من قطاع غزة.

والتزمت حماس الى حد بعيد بهدنة لمدة عام تقريبا.

وقالت اسرائيل انها لن تجري محادثات مع حكومة فلسطينية تضم أعضاء من حماس ما لم تنزع الحركة سلاحها وتتخلى عن فكرة تدمير اسرائيل.

من محمد السعدي

وفي صحيفة الاندبندنت عرض الكاتب دونالد ماكنتاير تحت عنوان "نساء غزة يخشين تقييد حريتهن تحت الحكم الجديد" مخاوف بعض النساء العلمانيات الفلسطينيات من تعرضهن لضغوط ومن سن قوانين جديدة تقيد حريتهن.

واستشهدت نائلة عايش وهي امرأة علمانية من غزة بتصريح مريم فرحات المعروفة باسم "أم الشهداء" واتي فازت بالانتخابات التشريعية انها ستشن حملة من أجل سن قانون يطالب جميع النساء الفلسطينيات بارتداء الحجاب.

وقال محمود الزهار وهو أحد مؤسسي حماس في تصريحات لشبكة تلفزيون (سي.ان.ان.) الامريكية انه اذا تمكنت حماس من تنفيذ برنامج اعادة بناء قطاعات الصناعة والزراعة الفلسطينية واصلاح النظام الاداري فانها ستكون قادرة على فتح قناة جديدة لدى الدول العربية والاسلامية والمجتمع الدولي لمساعدة الشعب الفلسطيني دون شروط.

وتابع الزهار ان التقارير تشير على أي حال الى ان نسبة كبيرة من أموال المساعدات كانت تحول الى أغراض فاسدة.

وقالت وزارة الخارجية الامريكية يوم الجمعة ان الولايات المتحدة ستنظر في أمر الاموال التي تمنح للفلسطينيين من خلال الامم المتحدة أو منظمات غير حكومية. وتعتبر الولايات المتحدة حماس منظمة ارهابية.

ولكن فريست وأعضاء آخرين بالكونجرس حذروا من المبالغة في رد الفعل تجاه فوز حماس. وقال فريست وهو جمهوري من ولاية تينيسي يعتزم الترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2008 ان الناخبين ربما كانوا يعبرون عن شعورهم بالاحباط تجاه حركة فتح الحاكمة التي هيمنت طويلا على الساحة أكثر من تأييدهم للعنف.

وقال "أعتقد ان الانتخابات كانت تتعلق أكثر بالفساد والمحسوبية التي لمسها الفلسطينيون في حكومتهم القائمة وصوتوا لصالح اختيار بديل."

واضاف "لا أعتقد أنهم فعلوا ذلك لانهم يريدون الدعوة للارهاب أو تدمير اسرائيل. لا أعرف ذلك ولكن يتعين علينا أن ننتظر ونرى."

وقال أعضاء آخرون بالكونجرس ان حماس قد تخفف مواقفها عندما تواجه مهمة تولي الحكم.

وقال السناتور الجمهوري تشاك هاجل من نبراسكا وهو مرشح محتمل للانتخابات الرئاسية الامريكية عام 2008 "أملي أنهم بعدما أصبحوا مسؤولين الآن عن الكهرباء وجمع القمامة وتوفير الخدمات الأساسية للشعب الفلسطيني أن يدركوا أن الوقت قد حان لانتهاج موقف معتدل.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 31  /كانون الثاني/2006 - 1/محرم الحرام/1427