موجة الطقس البارد في اوروبا تقتل الفقراء والمشردين

انضمت رضيعة الى احدث ضحايا موجة البرد القارس التي تجتاح اوروبا والتي قتلت اكثر من 100 شخص وسببت حالات فوضى من موسكو الى ميلانو.

ولم تكشف الشرطة البلغارية عن اسم الرضيعة التي تبلغ من العمر ستة اشهر وهي من بلدة ستارا زاجوار بوسط البلاد لكنها قالت ان والديها ابلغا الشرطة بانها ماتت لان تكلفة التدفئة باهظة.

وقالت ايونكا جورجيفا المتحدثة باسم الشرطة لرويترز يوم الجمعة "انه امر محزن للغاية. عائلتها فقيرة جدا ولم تقدر على تدفئة منزلها."

وادى الطقس البارد الى انخفاض درجات الحرارة دون 30 درجة مئوية تحت الصفر في مناطق من اوروبا وتسبب في تعطيل حركة المرور والقى الضوء على مشاكل امدادات الغاز الى المنطقة وتسبب في تجمد قطاعات من البحر الاسود وغلف جبال الالب بكساء من الثلوج.

ويحاول الكثير من سكان بلغاريا البالغ عددهم 7.8 مليون نسمة تقليل نفقاتهم بتدفئة غرفة واحدة فقط من المنزل خلال شتاء قارس البرودة. ولا يستطيع مئات الالاف تحمل نفقات توفير اي نوع من التدفئة.

وقالت وزارة الصحة الرومانية ان 55 من مواطنيها تتراوح اعمارهم بين 29 و 86 عاما توفوا بسبب الاصابة بازمات قلبية تتعلق بالبرد او هبوط درجة حرارة الجسم او الاستهلاك المفرط للخمر او مشاكل في التنفس.

وقالت الوزارة في بيان ان 18 على الاقل من الضحايا من المشردين. وذكرت وسائل الاعلام ان اكثر من 300 مدرسة في رومانيا اغلقت بسبب الانخفاض في درجات الحرارة.

وذكرت وكالة انترفاكس الروسية للانباء ان 140 شخصا على الاقل لاقوا حتفهم في موسكو وحدها منذ اكتوبر تشرين الاول.

وتواجه مناطق كثيرة في اوروبا واجزاء من الاتحاد السوفيتي السابق نقصا في امدادات الطاقة بعد فشل روسيا في ضخ غاز يكفي للوفاء بالطلب الذي عززه الطقس البارد على غير العادة.

وتغطي روسيا ربع احتياجات المنطقة من الغاز وكانت حتى هذا العام موردا يعتمد عليه. لكن خلافا على اسعار الغاز مع اوكرانيا عرقل الامدادات الى المصانع والمنازل في انحاء القارة.

وكان الاسوأ في جورجيا احدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق حيث ادت انفجارات غامضة في خطوط انابيب تصدير الغاز في جنوب روسيا الى قطع الامدادات. ولم يستطع كثيرون يوم الجمعة طهي وجبة ساخنة او تدفئة منازلهم.

واغلقت المدارس والمصانع في حين ادت الرياح العاتية الى قطع كابل للكهرباء يغذي الشرق مما ارغم الناس على البحث عن الوقود.

والانتقالات مشكلة ايضا في ظل الطقس البارد.

وتعطلت حركة السفن في موانئ رومانيا المطلة على البحر الاسود بما فيها كونستانتا اكبر الموانئ على مدى الايام الماضية بسبب الاحوال الجوية السيئة.

واظهرت لقطات تلفزيونية تجمد المياه في البحر الاسود لمسافة تبلغ نحو الف متر من الشاطيء وهى ظاهرة يقول الخبراء انها تحدث مرة واحدة كل 20 عاما.

وتجمدت المياه في القنوات والانهار في المانيا وعدد من الدول المجاورة مما اعاق نقل الحبوب والسلع الاخرى.

وغطت ثلوج كثيفة غير معتادة شمال ايطاليا يوم الجمعة في الوقت الذي تواجه فيه يوما ثانيا من التساقط الكثيف للثلوج على المناطق الممتدة من بلدة جنوا الى ميلانو مما تسبب في حدوث فوضى على الطرق وتوقف معظم رحلات الطيران.

وارغمت الثلوج مطاري لينيت ومالبنسا في ميلانو على الاغلاق امام حركة الطيران حتى يوم السبت مما يفاقم المشكلات التي تواجهها شركة الخطوط الجوية الايطالية (اليطاليا) التي تعاني بالفعل بسبب اضرابات. واغلق ايضا مطار بيرجامو اوريو السيرو القريب.

وقالت سلطات الطرق السريعة ان الطرق الواقعة حول جنوا مفتوحة فقط امام السيارات المجهزة بسلاسل للسير على الثلوج وانها منعت الشاحنات التي تقل حمولات ثقيلة من السير على الطرق المؤدية الى سويسرا.

وفي ميلانو المركز المالي بايطاليا تأخرت القطارات والترام لساعات طويلة مما اضطر الركاب في الصباح الى شق طريقهم سيرا وسط الثلوج الكثيفة بينما كان العمال يزيلون الثلوج من فوق سطح كاتدرائية المدينة.

وألغيت جلسة محاكمة متهمين بالارهاب في المدينة بعد عدم تمكن احد المتهمين من الخروج بسبب كثرة الثلج.

وعزت رومانيا وفاة 37 شخصا هذا الاسبوع الى البرد القارس حيث توفوا نتيجة ازمات قلبية أو هبوط حرارة الجسم أو الاستهلاك المفرط للخمر أو مشاكل في التنفس.

وكان تسعة على الاقل من الضحايا من المشردين مما يعكس نفس الوضع في روسيا التي تعاني أبرد شتاء منذ نحو 30 عاما.

وذكرت صحيفة فيسيرني ليست نقلا عن مصادر الشرطة ان خمسة اشخاص معظمهم من المشردين تجمدوا حتى الموت في كرواتيا خلال اليومين الماضيين.

واضطرت كل من رومانيا وبلغاريا جارتها الجنوبية الى اغلاق الموانئ المطلة على البحر الاسود بسبب الرياح الشديدة والامواج العالية والجليد.

وعرقلت درجات الحرارة التي وصلت الى حد التجمد وسقوط الثلج المرور على الطرق والرحلات الجوية في المانيا وايطاليا.

واضطر مطار فرانكفورت اكثر مطارات القارة ازدحاما الى الغاء حوالى 20 رحلة قادمة او مغادرة كما تأخرت الرحلات الصباحية بنحو ساعة.

وفي شتوتجارت بجنوب غرب المانيا انزلقت طائرة سويسرية تحمل 40 راكبا عن الممر بعد هبوطها. ولم يصب احد في الحادث لكن المطار اغلق امام الطائرات القادمة لنحو ساعتين.

ويقول معظم العلماء ان ارتفاع درجة حرارة العالم سيجعل الطقس متطرفا ما بين الفيضانات وموجات الحرارة الشديدة. لكنهم يقولون ان احداثا معينة مثل اعصار كاترينا في الولايات المتحدة في العام الماضي او موجة الصقيع الحالية لا يمكن القاء اللوم بشأنها على تغير المناخ.

واسفر التجمد عن خسائر شديدة في الارواح عبر شرق وشمال اوروبا واتجه الان نحو الجنوب.

وتوفى ثمانية اشخاص خلال الايام الثلاثة الماضية في بلغاريا في درجات حرارة تقارب 20 درجة تحت الصفر.

وتجمد ثلاثة اشخاص حتى الموت في صربيا حيث وصلت درجات الحرارة الى 15 تحت الصفر. وفي اجزاء من البوسنة اعيد الاطفال من المدارس الى منازلهم وقيل لهم ألا يعودوا قبل اسبوع اخر بسبب الطقس المتجمد.

وفي المناطق الجبلية في الشمال الشرقي بالجبل الاسود انخفضت درجة الحرارة في الصباح الى 30 درجة تحت الصفر وسقطت الثلوج حتى على جنوب البانيا.

وغطت الثلوج معظم انحاء شمال ايطاليا في درجات التجمد وهي انباء طيبة لمنظمي دورة تورينو الاوليمبية الشتوية لكنها انباء سيئة للمسافرين.

واصدرت الحكومة اوامرها هذا الاسبوع بان يخفض المواطنون اجهزة التدفئة بدرجة مئوية واحدة ويستخدموا التدفئة لساعة اقل في النهار في محاولة لتوفير الغاز. ومعظم الايطاليين الذين يعيشون في شقق سكنية يستخدمون التدفئة التي يتم التحكم فيها مركزيا.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 29  /كانون الثاني/2006 - 28/ذي الحجة/1426