معهد الأمن الدولي الامريكي.. ديناميكيات جديدة لتقريب وجهات النظر

تعتبر المصالح الإستراتيجية والأمنية من الأهمية بمكان في تشكيل سياسات الدول، ويعد معهد الأمن الدولي ومقره واشنطن العاصمة أحد أبرز المراكز البحثية التي تعني بتوفير تحليلات سياسية وافية للشؤون الدولية، والتي تركز بصفة خاصة على القضايا الأمنية. ولا يتعامل المعهد مع المفهوم التقليدي للأمن، بل يطور هذا المفهوم ليشمل ديناميكيات جديدة من أهمها محاولة إحضار العالم ووجهات النظر من خارج الولايات المتحدة لتشارك في النقاش الدائر في مراكز صنع القرار الأمريكي وليس إسماع أصوات غير مؤلفة للأمريكيين، كذلك يحاول المركز تعريف العالم بالديناميكيات الهامة وراء صنع القرار الأمريكي المعقد.

 ويتكون معهد الأمن الدولي من أربعة أقسام، وهي مركز معلومات الدفاع، وأزموث للإنتاج الإعلامي، وقسم الإعلام الدولي، وقسم البرامج الدولية، وتعمل هذه الأقسام معاً علي توفير تغطية شاملة وعمل تحليلات سياسة مستفيضة لجميع النواحي الاقتصادية والبيئية والسياسية والعسكرية للأمن الدولي. ومن ثم يكون هدف هذا المعهد بصورة عامة تزويد المواطن العادي وأعضاء الحكومة الأمريكية البارزين وأعضاء الكونغرس ووسائل الإعلام بكافة المعلومات والتطورات فيما يختص بالمجال الأمني.

ويعتمد تمويل المعهد على التبرعات الخاصة والمنح، حيث يرفض المعهد أي اعتمادات مالية مقدمه من الحكومة الأمريكية أو من وزارة الدفاع وذلك لضمان الحياد التام.

ويرأس المعهد السيد بروس بلير، الذي خدم سابقاً في سلاح الجو الأمريكي حيث عمل كضابط عمليات جوية لدى القيادة الجوية الإستراتيجية  والقيادة الجوية للصواريخ والقنابل المحمولة جواً، كما شارك بلير في برنامج دراسات السياسات الخارجية في معهد بروكينيغز كأستاذ غير متفرغ.

كما أن بلير حاصل على بكالوريوس العلوم في الاتصالات من جامعة إلينوى وشهادة الدكتوراه في مناهج البحث من جامعة يال، و تخصص في العلاقات الأمريكية الروسية ودراسة الدول ذات القوى النووية وأنظمة القيادة والتحكم.

كما ألف العديد من الكتب والمقالات التي نشرت على صفحات الجرائد الأمريكية المرموقة مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست والسينتفيك أمريكان وقام مؤخراً بالشهادة أمام الكونغرس وقام بتدريس الدراسات الأمنية في جامعتي برنستون.

والهدف المقرر لمركز معلومات الدفاع هو تقوية الأمن وتعزيزه من خلال التعاون الدولي والتقليل من الاعتماد على العمل العسكري الأحادي الجانب لحل الصراعات والحد من استخدام الأسلحة النووية وإصلاح المؤسسات العسكرية بالإضافة إلي الإشراف الدقيق على برامج الدفاع.

وقد تم تأسيس هذا القسم عام 1972 إبان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سابقاً، ويقوم المركز بالأبحاث التي توفر وجهات النظر البديلة في القضايا الأمنية. ويسعى مركز المعلومات الدفاعية إلى تعليم وتوعية الجماهير بصفة عامة ورجال السياسة من خلال المشاركة بالحلول المبتكرة في مجال الأمن الدولي عن طريق الحوار البناء والمستمر.

ولا ينتمي المركز لأي منظمات أخري مما يشجع الحرية الفكرية لفريق العمل، ويضم العديد من الخبراء من أصحاب الخبرة الطويلة والعلم الغزير في حقل الأمن والدفاع، ومن أشهر هؤلاء الخبراء الجنرال المتقاعد أنتوني زيني الذي كان رئيساً للقيادة العسكرية المركزية في الفترة من 1997 إلى 2000، حيث كان مسؤولاً في هذا المنصب عن القوات الأمريكية في الشرق الأوسط ووسط أسيا، وهو حالياً أحد أهم  الزملاء من العسكريين لمركز معلومات الدفاع حيث يشارك بالعديد من المناقشات حول الحرب في العراق والسلام والأمن في الشرق الأوسط.

ومنذ عام 1972 قام مركز معلومات الدفاع بإصدار نشرة إخبارية مرموقة باسم ديفينس مونيتور(المرشد الأمني). ويبلغ توزيعها حوالي 52.000 نسخة أسبوعيا، وتوزع هذه النشرة على أعضاء الكونغرس والعاملين هناك وموظفي وزارة الخارجية الأمريكية وطلبة وأساتذة الأكاديميات العسكرية والعاملين في مجال الصحافة والإعلام. ومؤخراً تطرقت النشرة لموضوعات مثل سوء الإدارة المالية داخل الجيش الأمريكي وبرامج الفضاء الصينية والمتمردين الأفغان.

أزموث للإنتاج الإعلامي Azimuth Media

يقوم هذا القسم بإنتاج برامج تليفزيونية تتعامل مع الشؤون الدولية وذلك بصفته قسماً مستقلاً في معهد الأمن الدولي، والبرنامج الحالي للقسم يحمل عنوناً شيقاً وهو" التبادل الأجنبي مع فريد زكريا" وهو يسعى إلى تعريف الشعب الأمريكي بوجهات نظر الأخرى فيما يختص بالقضايا الدولية، واستضاف البرنامج العديد من الشخصيات البارزة من صحفيين غير أمريكيين ورؤساء دول أجنبية وكبار المفكرين من خارج واشنطن مثل نائب رئيس وزراء ماليزيا السابق أنور إبراهيم والروائي البريطاني سلمان رشدي.

وقامت مؤسسة البث العامة بتقديم منحة مالية بحثية للسيد جلين بيكر بغرض إنتاج فيلم وثائقي يتعرض لصراع الأمريكيين المسلمين مع  الآراء السلبية في عصر ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر(أيلول)، وعنوان الفيلم:"أمر لا يدعو للضحك : دورنا لاستلام الميكروفون: المسلمون الأمريكيون الهزليون بلغوا سن الرشد.

وتتضمن قائمة برامج قسم الإعلام الدولي لمعهد الأمن الدولي عدة إصدارات إعلامية منها إصدار باللغة الإنجليزية وهو"قائمة جونسون الروسية، وأربعة إصدارات بلغات أجنبية هي واشنطن أوبزيرفر(مراقب واشنطن) باللغة الصينية، وواشنطن بروفيل (لمحة عن واشنطن) باللغة الروسية، وواشنطن بريزم (منظور  واشنطن )  باللغة الفارسية، وأخيراً تقرير واشنطن باللغة العربية.

ومنذ عام 1996 دأب فريق عمل قائمة جونسون الروسية على تقديم تغطية إعلامية وافية باللغة الإنجليزية لكل ما يدور في روسيا، ويبلغ عدد قراء هذا الإصدار أكثر من 6500 أسبوعيا، وذلك على مستوى العالم ما بين صحفيين ومسئولين حكوميين وغير حكوميين وأساتذة وطلاب. أما واشنطن أوبزيرفر فيبلغ عدد المشتركين في هذه النشرة قرابة 50 1 ألف شخص معظمهم من سكان الصين وتايوان وذلك بسبب إعادة نشر مقالاته في الصحف الرئيسية في الصين، كذلك تقوم الجاليات الصينية حول العالم بالإطلاع على أوبزرفر. ويقوم فريق عمل أوبزيرفر بعرض وتحليل القضايا التي تمس السياسة الأمريكية عامة والعلاقات الأمريكية الصينية بصفة خاصة، ومعظم القراء ينتمون لفئة الصحفيين وصناع القرارات السياسة والباحثين الأكاديميين.

وبخصوص إصدار واشنطن بروفيل باللغة الروسية فقد بدأ عام 2001 وهو يهدف إلى تقديم تغطية صحفية إعلامية موضوعية للولايات المتحدة باللغة الروسية وذلك في محاولةًً "لإزالة سوء التفاهم الناجم عن الاختلاف الثقافي والاجتماعي بين البلدين"، كما يركز على عرض كم كبير ومتنوع من الآراء والتي تشكل الرأي العام الأمريكي، ويبلغ عدد قرائه أكثر من 45000 من الأكاديميين والباحثين الاقتصاديين والمسئولين الحكوميين.

وهناك أيضاً واشنطن بريزم، ويقرأه حوالي 3 مليون شخص خصوصا بعدما يعاد نشر المقالات في الصحف الإيرانية، وهو إصدار صحفي ثقافي سياسي باللغة الفارسية، يسعى إلي سد الهوة الثقافية والمعلوماتية بين الشعوب الناطق بالفارسية والولايات المتحدة.

ويحتوي بريزم علي مقالات تتعرض بالشرح والتحليل للسياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلي القضايا الاقتصادية والقانونية والإعلامية والتكنولوجية، ويسمح بإعادة نشر عدد كبير من هذه المقالات في الإصدارات والمنافذ الإعلامية الأخرى الناطقة باللغة الفارسية.

يرأس فريق تحرير واشنطن بريزم باباك ياكتافار الذي عمل سابقاً منتجاً لأحد برامج قناة سي سبانC-SPAN المرموقة "واشنطن جورنال"، وقبل ذلك عمل كنائب رئيس تحرير ومنتجاً لإحدى المحطات التليفزيونية المحلية.

ومن ضمن المقالات التي أصدرها واشنطن بريزم مؤخراً مقابلة مع المؤلف روبرت كابلن ، والمؤلف والكاتب الصحفي كريستوفر هيتشنز، ومقال عن أسلوب العمل المتبع في سلسلة مقاهي ستاربكس، بالإضافة إلى مقال عن دور الشرق الأوسط في تحديد أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.

 ومن أحدث إصدارات معهد الأمن الدولي (تقرير واشنطن)، وهو الإصدار الوحيد للمعهد باللغة العربية، ويقرأه حوالي 18 مليون قارئ من مختلف البلدان العربية بعدما يعاد نشر مقالاته في الصحف العربية والمواقع الإخبارية الإلكترونية. ويبلغ عدد المشتركين في تلقي تقرير واشنطن عن طريق البريد الإلكتروني ما يقرب من 12 ألف مشترك غالبيتهم من الإعلاميين والدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين في الدول العربية، إضافة إلى طلاب وأكاديميين والجاليات العربية في الخارج.

والتقرير عبارة عن نشرة إلكترونية مجانية أسبوعية تغطي الشؤون السياسية والثقافية والاجتماعية الأمريكية التي تهم القارئ العربي. ويهدف التقرير إلى توفير تغطية إعلامية شاملة ودقيقة للولايات المتحدة والعلاقات الأمريكية العربية، وهو يسعى إلى عرض صورة موضوعية عن الولايات المتحدة للشعوب الناطقة باللغة العربية. ويقوم فريق عمل تقرير واشنطن بتغطية جميع الموضوعات التي تلقى الضوء على كل ما يبدو غامضاً بالنسبة للقارئ العربي بأسلوب سهل وشيق يجمع بين العمق الأكاديمي التحليلي واللغة الصحفية البسيطة. وتقوم العديد من وسائل الإعلام العربية المطبوعة والمرئية بإعادة نشر أو اقتباس النصوص الواردة في تقرير واشنطن.

وقام تقرير واشنطن مؤخراً بعرض مقالات عن الإستراتيجية العسكرية الأمريكية في العراق، والمركز الإسلامي في العاصمة واشنطن ومقابلة مع كبار المسئولين الأمريكيين في وزارة الخارجية الأمريكية القائمين علي مبادرة الشراكة الشرق أوسطية، ومن الأبواب الثابتة في تقرير واشنطن كتب وعروض، وتغطية الكونغرس الأمريكي، ومقابلة الأسبوع، ومراكز الأبحاث وولايات أمريكية.

 ويمتلك معهد الأمن الدولي ثلاثة مكاتب على اتصال مباشر بمكتب واشنطن عن طريق الأقمار الصناعية تقع في بكين وبروكسل وموسكو، وهذه المكاتب توفر للمعهد فرصة أكبر للحصول على المعلومات وجمعها بسهولة ويسر والاتصال بالشخصيات الهامة في جميع أنحاء الكرة الأرضية.

ويعتبر مشروع القوقاز أحد البرامج الدولية التي تهدف إلى مد جسور التواصل بين شباب المسؤولين الأمريكيين والأذربجانيين والجورجيين لبحث القضايا الأمنية التي تخص منطقة القوقاز. ومن ضمن المشاريع الأخرى مشروع التعاون الأمني بين كوبا والولايات المتحدة الذي يهدف إلى اجتماع المسؤولين العسكريين من كوبا وأمريكا لبحث سبل التعاون بين البلدين في مجال القضايا الأمنية الإقليمية.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 29  /كانون الثاني/2006 - 28/ذي الحجة/1426