
قد تجد البنوك الاستثمارية نفسها في سباق على اوائل خريجي الجامعات
خلال أقل من عشر سنوات اذا لم تتخلص من تفضيلها للرجال وجعل العمل
المصرفي أكثر جاذبية للطامحات.
وتتصدر وسائل الاعلام في هذه الاونة دعوى تحرش جنسي أخرى مرفوعة
أمام القضاء. وفي هذه المرة تنظر المحاكم دعوى تمييز على أساس الجنس
رفعتها ست سيدات على بنك درسدنر كلاينوورث فاسرشتاين الالماني يشكين
فيها من استغلال البنك لعاهرات وراقصات يتجردن من ملابسهن لجذب العملاء.
ويهوّن المصرفيون من اتهامات زميلاتهم المصرفيات بالتحرش غير أن
اقامة الحفلات وتنظيم رحلات للعملاء من أجل الترويج ليس أمرا مستحدثا.
لكن يتعين على المصرفيين الانتباه اذا حدث احتجاج على هذا الاتجاه بين
خريجات الجامعات. ويتخذ كثير من البنوك الاستثمارية اجراء لانها تدرك
أن النساء يشكلن الان 50 في المئة على الاقل من الخريجين الحاصلين على
تعليم عال وأن هذا الاتجاه قد يتزايد. والاتجاه الاخر الذي يجدر
ملاحظته هو عدد المديرات اللاتي حطمن الحواجز الادارية ولن يكتفين بعد
الان بمجرد أحسن دور مساعد.
قالت بسكال الفانيتاكيس جيلي وتشغل منصب مدير اداري في بنك ليمان
برازرز وهو من البنوك الاستثمارية الكبرى في الولايات المتحدة انه
نتيجة لهذين الاتجاهين فان البنوك ستعاني اذا لم تجد طرقا أفضل لجذب
العاملات والحفاظ عليهن. وأضافت المديرة الادارية "أكثر من 50 في المئة
من خريجي الجامعات في هذا البلد نساء وتشير بعض الاحصاءات الى أن
النساء ستشكلن الاغلبية وليكن ما بين 60 الى 65 في المئة من الخريجين
في غضون عشر سنوات اذا استمر هذا الاتجاه."
وقالت جليندا ستون التي تشجع شركة اورورا التي تعمل بها مصالح
النساء في أماكن العمل ان التصور السائد عن القطاع المصرفي أنه لا يزال
ناديا للاولاد الكبار. لكنها استطردت قائلة ان كبار المديرات أصبحن
متعلمات بشكل جيد وصاحبات خبرة ويمكن أن يفرضن شروطهن ولا يقبلن بأي
شيء يشتم منه أنه ينطوي على دعوى مهينة لغرفة الاعضاء. وأضافت ستون
التي تدير شركتها موقعا على الانترنت يوفر خدمات للباحثات عن فرص للعمل
وأرباب العمل "النساء أمامهن الان المزيد من الاختيارات. هناك نساء
حاصلات على شهادات عليا في المالية. وفي مقدورهن التقدم اذا لم تكن
الثقافة عائقا أمامهن." حتى طريقة التعبير الشائعة عن العمل المصرفي
تهيمن عليها نبرة ذكورية. ويطلق على المصرفيين الناجحين اسم "سادة
العالم" بينما تنعت النساء اللاتي تشق طريقهن بصعوبة بأوصاف مثل
"الشرهات" أو "العانسات".
ولن يعلق درسدنر على الدعوى القضائية فيما يناضل هو وكثير من البنوك
التي تبذل جهودا لاتخاذ اجراءات صارمة ضد السلوك المسيء للنساء وتقدم
برامج لجذب النساء والاحتفاظ بهن. وطرد بنك مورجان ستانلي مؤخرا أربعة
من العاملين بعدما اصطحبوا عميلا واحدا على الاقل لناد للتعري. ويدير
البنك الى جانب بنوك أخرى مثل سيتي جروب وجولدمان ساكس وجي.بي. مورجان
وليمان برازرز شبكات وبرامج مراقبة للعاملات بها. وتنتشر الشبكات
النسائية على مستوى صناعة البنوك في حي المال بلندن.
وقالت باندورا أوماست رئيسة منظمة العاملات في البنوك والتمويل في
لندن والتي تعمل أيضا في جي.بي. مورجان تشيس "نرى حجم ما يبذل من عمل
لجذب النساء لكن العمل على تحسين صورة الصناعة يجب أن يكون المهمة
الكبيرة التالية لاي ادارة للتوظيف." ورغم هذه الجهود تقول النساء ان
عالم البنوك لا يزال يعاني من ندرة شديدة في الفرص للشبكات أو التخطيط
للمستقبل المهني أو حتى مجرد الاحساس بالانتماء.
وتقول ستون "هناك حديث كثير عن المساواة بين الجنسين لكن لا يزال
الكثير من البنوك في الواقع بعيدا عن (العدالة بين الجنسين) كما تزعم."
وقد تكون مشكلة الصورة العامة للقطاع المصرفي أحد الاسباب في أن
الخريجات والمديرات المخضرمات يخترن الخروج بعد سنوات قليلة.
وقالت سيليا ماثر رئيسة تحرير "فاينانشال وومن" وهي مجلة فاخرة
جديدة موجهة للمديرات في حي المال في لندن "البنوك الاستثمارية تبذل
جهودا لكن عدد العاملات في الثلاثينات من أعمارهن يميل الى التراجع."
والاتجاهات الاخرى المثيرة للقلق قد لا يعزى للصورة الذكورية لقطاع
البنوك والاعمال وانما لان اوائل الخريجات والمديرات المخضرمات يفضلن
اتمام الدراسات العليا في تخصصات أخرى غير ادارة الاعمال. وتشهد كليات
ادارة الاعمال وهي مورد رئيسي للخريجين الذين يعملون في البنوك
الاستثمارية ركودا في نسبة النساء اللاتي يسجلن للحصول على درجة
الماجستير عند نسبة 27 في المئة خلال السنوات القليلة الماضية.
ونسبة النساء المسجلات للحصول على درجة الماجستير في كلية لندن
للاعمال على سبيل المثال ظلت تتراوح بين 22 و26 في المئة في السنوات
الاربع الماضية.
وقالت جوليا تايلر العميدة المشاركة لبرنامج ماجستير ادارة الاعمال
في الكلية "لا أحد يملك اجابة كاملة للسبب في أن معدل النساء اللاتي
يدرسن للحصول على درجة الماجستير ثبت عند 27 في المئة على مستوى
العالم. وأضافت أن الكلية تسعى لزيادة عدد الطالبات وتشجيع التنوع. |