مخاطر انفلونزا الطيور: مزارع مصري يتخلص من عشرة الاف كتكوت.. تفشي المرض من الانسان وارد بأي لحظة.. من المسبب للمرض الطيور البرية ام تجارة الدواجن؟

قال مسؤول في الشرطة المصرية يوم الاربعاء ان مزارعا مصريا أطلق عشرة الاف كتكوت على طريق صحراوي شرقي القاهرة خوفا من أن تكون مصدر اصابة بمرض انفلونزا الطيور القاتل.

وقال المسؤول ان سائقي السيارات ذهلوا حين شاهدوا الكتاكيت على الطريق بهذا العدد الضخم يوم الثلاثاء وأبلغوا الشرطة.

وأضاف أن مسؤولين في وزارة الصحة جمعوا الكتاكيت وفحصوها وتبين لهم أنها خالية من الفيروس الذي قتل حوال 80 شخصا في العالم منذ أواخر عام 2003.

وقال المسؤول "الرجل الذي أطلق الكتاكيت مزارع يملك أرضا في منطقة قريبة من الطريق وظن أن الكتاكيت مصابة بانفلونزا الطيور ولذلك حاول التخلص منها."

وأضاف أن المزارع استرد الكتاكيت ولن يتعرض لاي مساءلة قانونية.

وقالت صحف مصرية ان مصريين كثيرين تجنبوا تناول لحوم الدجاج منذ قتل الفيروس أربعة أشخاص في تركيا الدولة الوحيدة التي سجلت فيها وفيات خارج منطقة شرق اسيا.

وقال مسؤولون مصريون مرارا ان اختبارات دورية تجريها وزارة الصحة تثبت خلو بلادهم من الفيروس.

من جهته قال مسؤول بوزارة الصحة اليابانية يوم الاربعاء ان بلاده في مسعى لتعزيز درجة استعدادها لانتشار محتمل لانفلونزا الطيور تريد الانتهاء من تامين مخزونات مطلوبة من عقار تاميفلو في السنة المالية 2007-2008 .

وقتلت انفلونزا الطيور 82 شخصا على الاقل في ست دول منذ اواخر عام 2003 ويخشى الخبراء من أن فيروس اتش5 ان1 قد يتحور الى شكل يمكنه معه الانتقال بسهولة بين البشر ليحدث وباء قد يقتل الملايين في انحاء العالم.

وقالت اليابان في نوفمبر تشرين الثاني انها في اطار خطة عمل ترمي الى مواجهة مثل هذا الانتشار تستهدف زيادة مخزونها من عقار تاميفلو المضاد للانفلونزا الى كميات تكفي لعلاج 25 مليون شخص أي نحو خمس سكانها لمدة خمسة ايام بدلا من المدة المستهدفة السابقة وقدرها ثلاثة ايام.

ويعتبر عقار تاميفلو احد افضل وسائل مكافحة انفلونزا الطيور لدى البشر.

وقال ماسارو اوميدا وهو مستشار في وزارة الصحة اليابانية في مقابلة "الخطة هي استكمال توفير مخزونات خلال السنة المالية 2007-2008 (المنتهية في مارس اذار 2008)."

وقال ان القطاع العام سيوفر الكمية المطلوبة لعلاج 21 مليون شخص على ان توفر الحكومة المركزية نصف الكمية وتوفر الحكومات الاقليمية النصف الاخر.

وسيتم توفير بقية الكمية المطلوبة لعلاج اربعة ملايين شخص من فائض تاميفلو المعروض للتداول.

وفي أقوى تحذير من نوعه حتى الآن أعلن المنسق الدولي لمكافحة انفلونزا الطيور الدكتور ديفيد نبارو انه يبدأ نهاره قلقا كل يوم من خشية ان تصله معلومات عن انتقال عدوى انفلونزا الطيور من انسان لاخر. وقال نبارو بمؤتمر صحافي هنا اليوم انه مصاب بقلق مطرد ويراجع بريده الالكتروني باستمرار للاطمئنان من عدم حدوث ذلك. واعتبر ان من يقول ان الوقت سيكون متاخرا للاعداد لمواجهة الوباء اذا بدأ هو على حق مشيرا الى ان قلقه يأتي من ان البعض لا يزال يظن أن أمام العالم أشهر استعدادا لذلك. وأضاف محذرا "أنا أقول لهم جميعا قد لا يكون ذلك شهورا وانما قد يحدث ذلك غدا لذا على الجميع الاستعداد الجاد فورا". واشاد نبارو بحكومة تركيا لانفتاحها غير العادي بالتعامل مع حالات انفلونزا الطيور التي ظهرت لديها مؤخرا كما أشاد أيضا بحكومتي فيتنام والصين على توجههما المتزايد في الانفتاح بهذا الاتجاد لمعالجة القضية.

ومع تسبب فيروس اتش.5.ان.1 الفتاك الان في وفاة أشخاص في تركيا فان هناك جدلا متزايدا حول كيفية انتشاره.

ويعتقد الكثير من العلماء أن الطيور البرية المهاجرة مسؤولة عن نقل الفيروس من اسيا وسيبيريا الى رومانيا وتركيا. وبالرغم من أن البعض يقول أنه ليست هناك أدلة كافية بعد تؤكد ذلك فإن هذه النظرية تكتسب تأييدا متزايدا.

قالت منظمة الصحة العالمية في أحدث تقرير لها عن انفلونزا الطيور في الاسبوع الماضي "العلماء مقتنعون بشكل متزايد بأن بعض الطيور المائية المهاجرة على الاقل تحمل الان فيروس اتش.5.ان.1 بصورته القوية جدا وفي بعض الاحيان لمسافات طويلة وتنقل الفيروس الى أسراب الدواجن في المناطق التي تقع بامتداد مسارات الهجرة الخاصة بها."

وأضاف التقرير أن العلماء وجدوا أن الفيروسات في أحدث الدول تضررا بالمرض وكلها تقع في مسارات هجرة الطيور البرية مطابقة تقريبا للفيروسات التي رصدت في طيور مهاجرة في بحيرة تشينجهاي بالصين.

وتابع أن الفيروسات من أول حالة اصابة بشرية في تركيا مطابقة تقريبا أيضا للسلالة التي عثر عليها في بحيرة تشينجهاي.

وفي رومانيا رصد المرض لاول مرة داخل وحول منطقة دلتا الدانوب النائية أكبر منطقة مستنقعات في أوروبا والتي تصادف وقوعها أيضا في مسار رئيسي لهجرة الطيور البرية.

وقال خوان لوبروث المسؤول الرفيع عن الامراض المعدية في منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو) "نعلم بالفعل أن الطيور المهاجرة تنقل فيروسات انفلونزا الطيور في كل أنحاء العالم. ولكن ليس جميعها سلالات قوية أو اتش.5.ان.1."

وأضاف لوبروث "أعتقد أن الطيور البرية قد تسبب ظهور الفيروس ولكن المرض ينتقل من خلال الانسان ونظام التجارة البشرية (تجارة الدواجن). ومن الممكن أيضا أن تنقل الدواجن الفيروس الى الحياة البرية عندما تقتسم نفس النظام البيئي."

وأسفر فيروس اتش.5.ان.1 عن وفاة 80 شخصا على الاقل منذ أواخر عام 2003 أغلبهم من اسيا. ويصاب الضحايا بالفيروس من خلال التعامل عن قرب مع الطيور المريضة ولكن هناك مخاوف من تحوره الى صورة يمكن أن تنتقل بسهولة من انسان لاخر مما يجعل مسألة كيفية انتقاله من منطقة لاخرى مهمة للغاية.

وقالت منظمة الصحة العالمية "اذا ما تأكد علميا هذا الدور الجديد للطيور المهاجرة فسيحدث تغييرا في علاقة مستقرة طويلة بين فيروس اتش.5.ان.1 وعائلها الطبيعي في الطيور المهاجرة."

وقالت الفاو هذا الشهر ان الفيروس يمكن أن ينتقل الى افريقيا وأوروبا خلال موسم الهجرة في الربيع.

واضافت "يمكن أن يصبح فيروس انفلونزا الطيور راسخا في منطقة البحر الاسود والقوقاز والشرق الادنى من خلال التجارة...كما يمكن أن ينتشر أكثر من خلال الطيور المهاجرة خاصة القادمة من افريقيا في الربيع."

ولم يتم بعد رصد فيروس اتش.5.ان.1 في افريقيا وهي مهمة ليست سهلة نظرا لارتفاع معدل النفوق بين الدواجن في القارة. كما أثبتت فحوص أجريت لطيور نافقة من مالاوي واثيوبيا خلوها من الفيروس ولم تثبت أيضا فحوص أجريت لفضلات الطيور المهاجرة في جنوب افريقيا اصابة أي منها بالمرض.

وأثار تزايد الاقتناع بنظرية الطيور المهاجرة قلق جماعات المحافظة على الحياة البرية التي أصبح صوتها مسموعا بشكل أكبر نتيجة خوفها من ان تؤدي مزاعم غير مؤكدة الى عمليات اعدام عشوائية.

قال الدكتور ريتشارد توماس من المنظمة الدولية لحياة الطيور (بيردلايف) لرويترز "لا يتبع نمط انتشار المرض بين اسيا وشرق اوروبا أي مسار معروف للطيور المهاجرة التي تميل للطيران في مسارات شمالية جنوبية. وهي لا تطير في مسارات شرقية غربية."

وذكر اندريه فرار وهو اخصائي طيور لدى الجمعية الملكية لحماية الطيور وهي بريطانية انه لو كانت الطيور المهاجرة تنشر فيروس اتش.5.ان.1 لكان من الممكن رصده في أماكن أخرى.

وأردف قائلا "اذا عدنا الى مرحلة ما وبدأنا من جنوب شرق اسيا. لو كانت الهجرة هي المسار الرئيسي لكان يمكن توقع ظهوره في استراليا ولكنه لم يظهر هناك."

غير أن فرار قال ان من الحكمة مواصلة البحث.

وتابع "هناك خطورة نظرية واضحة في أن الطيور المهاجرة يمكنها نقل انفلونزا الطيور. هناك تقرير منشور يظهر أن البط في الاسر يمكن نجاته من الاصابة من اتش.5.ان.1 وأن يقاوم الفيروس وسيكون من الغباء تجاهل هذا الامر."

وقال ان التركيز على الطيور المهاجرة جاء على حساب سياسات أخرى اكثر نفعا لمحاربة الفيروس مثل التوعية العامة واجراءات الامن البيولوجي والحد من حركة الدواجن.

ويقول دعاة حماية الحياة البرية ان عشرات الالاف من الطيور البرية المهاجرة السليمة في دول متضررة أجريت لها فحوص على مدى السنوات العشر الماضية ولكن لم يتضح اصابة أي منها بالمرض.

وكانت الطيور البرية التي رصد بها فيروس اتش.5 مثل البجع الذي عثر عليه في كرواتيا في أكتوبر تشرين الاول كانت نافقة بالفعل مما يشير الى أن تلك الطيور ضحية أكثر منها ناقلة للمرض.

وتقول منظمة بيردلايف ان تجارة الدواجن أكثر مسؤولية على الارجح عن انتشار المرض.

وقالت في بيان "كوريا الجنوبية واليابان بلدان عانيا من تفشي اتش.5.ان.1 بين الدواجن والطيور البرية بعد استيراد لحوم بط مصاب."

وأضافت "كلا البلدين قضى على الفيروس من خلال اعدام الدواجن المصابة حول مناطق انتشار المرض وفرض اجراءات رقابة صارمة على واردات الدواجن ولحومها. ولم يعان أي من البلدين من تكرار ظهور الفيروس بالرغم من تدفق مئات الالاف من الطيور البرية المهاجرة كل خريف."

كما أن دعاة حماية الحياة البرية قلقون من تقارير عن قتل طيور برية بسبب مخاوف من انفلونزا الطيور في عدة دول من مدغشقر الى فيتنام.

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 26  /كانون الثاني/2006 - 25/ذي الحجة/1426