هل الحكومة العراقية عميلة او وطنية !!

 محمد الوادي

ثلاث عمليات انتخابية قام بها الشعب العراقي الكريم خلال عام واحد فقط , تعتبر خطوات كبيرة وتاريخية في تاريخ هذا البلد الذي احيط به الظلم والقهر والاستبداد والاقصاء من كل جوانبه طيلة اكثر من ثمانية عقود من تاريخه السياسي الحديث.

كانت اصوات الناخبين العراقيين في تصاعد وصل ذروته في العملية الانتخابية الاخيرة حيث اشترك! الجميع دون اسثناء او تاخير.

وهذه الخطوة بحد ذاتها تقدم كبير , لانها ستكون اللبنة الاولى في البناء الصحيح للعراق الجديد , الذي يتم فيه بث الافكار والسلوكية الديمقراطية التي لم يألفها الجمهور في العراق ومعها تاتي كل الايجابيات المتوقعة وان جاءت متاخرة بعض الشيء.

مع ثمن باهض من دماء الابرياء والمظلومين من الشعب العراقي التي ارادها البعض المجرم كطريق لتحقيق مكاسب سياسية.

وشخصية !! لكن كل هذا وغيره يجب ان لاياخذنا بعيدآ عن الايجابيات المنطقية في تعلم البعض اصول الديمقراطية الحقيقية وتقبل نتائجها وتبادل الافكار بدلآ عن القنابل والرصاص والاهم قبول الاخر الشريك في الوطن والمصير وكذلك وهذا الاهم في رأي لانه عامل نفسي وواقعي يصعب التاقلم معه بسهولة ينحصر بالضبط " في تقبل الاحجام الواقعية واستحقاقاتها على الارض " !! لانه بغير ذلك سيكون البعض كمن يركض وراء السراب لاهثآ متعبآ دون نتيجة !! ولاأدعي على الاخرين سهولة التقبل ولكني اطالب بتحفيز شجاعتهم للاعتراف ولو مع النفس بواقع الحال الجديد  في عراق اليوم .

اليوم أعلنت نتائج الانتخابات التشريعية في العراق بعد تاخير غريب وهجين دام اكثر من شهر !! ليس لسبب منطقي سواء ارضاء لاشخاص في الداخل مازالوا يعانون من امراض أرث طويل وغير طبيعي !! وايضآ لارضاء دول عربية لاتريد ان تعترف بتاريخ وجغرافية الظلم في العراق لانهم ببساطة كانوا ومازال بعضهم جزء اساسي من اسباب هذا " الظلم المزمن " .

اصابع زلماي السفير الامريكي واضحة في تغير بعض نتائج الانتخابات وليس تسلسل القوائم !! وهذا هو جوهر اللعبة في الانتخابات الحالية وممكن القياس على ذلك بمثال بسيط , عندما يكون الحصول على مقعد في مجلس النواب القادم باستحقاق يصل حوالي الى خمسين الف صوت في قائمة الائتلاف الوطني والقائمة الكردستانية و يكون الحصول على نفس هذا المقعد فقط بعشرة الف صوت لا اكثر لقوائم اخرى، والذي يريد الاطلاع على اسباب هذا التصرف عليه الرجوع الى صحيفة " نيويورك تايمز " في احد اعدادها الصادرة منتصف تموز عام 2005 .

بلا شك ولاريب الممارسة الديمقراطية العظيمة التي قام بها الشعب العراق تستحق كل الاحترام والتقدير . ولكن لن تستقيم هذه العملية اذا لم تقوى مؤسسات الدولة العراقية واجهزة الامن والدفاع الى الحد التي تصل فيها الامور الذي نقول فيه للقوات الاجنبية " شكرا لكم على المساعدة في أسقاط الصنم تفضلوا بمغادرة البلد وليس ضير ان نبقى اصدقاء وحلفاء على مصالحنا المشتركة والمتبادلة " .

اما الذين كانوا يملئون الدنيا صريخ وضجيج وعويل لاينقطع عن عدم شرعية كل العملية السياسية في العراق . اليوم هم انفسهم تقاتلوا وتخاصموا بينهم ومع الاخرين للوصول الى كرسي مجلس النواب العراقي الجديد وللحصول على مكاسب سياسية  كانوا يصفون الاخرين بها " بالعمالة والخيانة " لانهم أرتضوا العمل مع الاجنبي او لانهم جاؤا على ظهر الدبابات الاجنبية.

لكن الايام والتاريخ اثبت وطنية او شرعية وصواب توجه اغلب الذين تصدوا للعمل السياسي منذ سقوط الصنم ولحد الان.

ونفس هذه الايام والتاريخ اثبت انتهازية اولئك الذين استوطنوا قناة الجزيرة والشرقية وهم يشتمون الرموز السياسية العراقية

الحالية ويصفوها بارخص وادنى الاوصاف لمجرد اشتراكهم في العملية السياسية نفسها التي يلهثون الان وبكل جهدهم لدخولها من اوسع ابوابها !! كما اثبتت الايام وللتاريخ ان المعارضين الوطنيين السابقين الذين دخلوا بعد سقوط الصنم واشتركوا في الجهد السياسي الجديد كانوا احسن بكثير من الذين بقوا مع النظام حتى يوم سقوطه وهولاء اليوم نفسهم من وسط شوارع بغداد

يركضون وراء الدبابة الامريكية ليعلقوا بها ويتخذوها وسيلة للحصول على المناصب والمكاسب !! لاشيء يخفى في العراق الجديد ولو حتى بعد حين وهذا اروع مافي البلد اليوم . لذلك على هولاء الانتهازيين ان يعوا جيدا حقائق ثابته في مقدمتها  ان أمن المواطن وحرمة دمه ليس الطريق المناسب للعمل السياسي، وان البنية التحتية للعراق هي ملك لكل العراقيين دون استثناء واستهدافها يعني استهداف لمناصبهم ومواقعهم الجديدة التي حصلوا عليها في الدولة العراقية وايضآ تضعهم امام المسائلة القانونية دون ادنى تردد . وان اختيارات الشعب هي الفاصل . لذلك لاتضيعوا الوقت ودعونا نبني العراق سويآ  يدا بيد.

وبضمير واحد مستقر ويقين لايقبل الشك والريبة و وطنية الحكومة لاتنتظر الشهادة والشفاعة منكم بل أن وطنيتها وشرعيتها أخذتها بصك واضح لايقبل التأويل من الشعب العراقي الكريم. وهي كذلك فعلآ وطنية وشرعية وعراقية أصيلة بكم او بدونكم.

al-wadi@hotmail.com

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنين 23 /كانون الثاني/2006 - 22/ذي الحجة/1426