يتساءل كثيرون، ما هو الاهم للانسان؟ الزاد أم العلم؟ ومن بداهة
القول ان نذكر بأن الانسان يحتاج الى الاثنين معا وفقدان احدهما يعني
فقدان الثاني، فهل وُفقت السيدة لورا بوش في مسعاها عندما اعلنت تخصيص
معونات ومساعدات تصب في تقديم العلم على الخبز للطلاب الافارقة؟
لقد كشفت السيدة الأولى في الولايات المتحدة لورا بوش، عن برنامج
جديد للمساعدات الأمريكية لأفريقيا يتضمن تقديم 15 مليون كتاب مدرسي
لطلاب المدارس في القارة السوداء.
وذكرت وكالة الأسوشيتد برس أن ستّ جامعات أمريكية انضمت إلى برنامج
المساعدات لتوزيع الكتب المدرسية في غانا، والسنغال، وزامبيا، وتنزانيا،
وجنوب إفريقيا، وإثيوبيا.
وقالت السيدة الأولى في كلمتها أمام أعضاء كلية أكرا للتدريب "أعتقد
أنه أصبح من المألوف رؤية كتاب واحد فقط في صف يعج بالطلاب الذين لا
يمتلكون كتبا."
وأضافت السيدة الأولى "أعتقد أن فرصة الإناث في التعليم أقل حظا من
الذكور، كما أعتقد أن الحالة المادية للأهل تمنع معظم الأطفال من
الحصول على زي مدرسي وكتب للدراسة."
من جهته، شكر الرئيس الغاني جون كوفور، لورا بوش على زيارتها للبلاد
وعلى برنامج المساعدات الذي قدمته.
ويعتبر هذا البرنامج جزءا من مبادرة الرئيس الأمريكي جورج بوش
للتعليم في إفريقيا، والتي بلغ حجمها 600 مليون دولار موزعة على كتب
مدرسية، ومنحات دراسية، ومنح تدريبية للمعلمين.
وقد تم حتى الآن شحن أكثر من مليوني كتاب مدرسي إلى المدارس
والمكتبات الإفريقية.
من جهة ثانية، قامت لورا بوش بزيارة لعيادة كورلي بو التي يعالج
فيها 220 مصابا بالإيدز. والتقت لورا بوش بسيدات يعتنين بأطفال فقدوا
أهلهم إثر إصاباتهم بفيروس نقص المناعة المكتسبة، كما التقت أطفالا
يحملون هذا الفيروس الذي قلب حياتهم رأسا على عقب.
ويقول الدكتور ني أدو، مدير برنامج السيطرة على الإيدز في غانا "من
أهم المشاكل التي نواجهها في البلاد، هي العنصرية وعدم تقبل الناس
مصافحة أشخاص مصابين بالإيدز."
يذكر أن أكثر من ثلث الأطفال الأفارقة، في عمر الدراسة الابتدائية،
لا يتوجهون للدراسة نظرا لسوء أحوالهم المادية.
وفي كلمتها بكلية تدريب المعلمين في أكرا قالت السيدة الأميركية
الأولى إن الكتب المدرسية وبرنامج المواد التعليمية هما جزء من جهود
الرئيس بوش الرامية إلى إتاحة فرص التعليم على نطاق أوسع في إفريقيا.
وقد توجهت السيدة لورا بوش إلى غانا في ثاني محط لها ضمن جولتها
الإفريقية التي تشمل زيارة ثلاث دول.
وقالت لورا بوش لجمهور الحاضرين إن مبادرة الرئيس بوش للتعليم في
إفريقيا هو تعهد بتقديم 600 مليون دولار لتوفير الكتب والمنح الدراسية
والزي المدرسي وتدريب المعلمين حتى يستطيع مزيد من الأطفال الأفارقة
الانتظام في المدارس. وتتضمن المبادرة تمويل تدريب 920 ألف مدرس في 20
بلداً بالمنطقة الواقعة جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى. وبحلول كانون
الأول/ديسمبر، 2005 كان قد تم بالفعل تدريب 300 ألف من المدرسين الجدد
وأصحاب الخبرة، كما أشارت السيدة لورا بوش.
وأشارت لورا بوش إلى أن هناك الكثير من الفوائد الاجتماعية التي
تتأتى عن تحصيل العلم، ولعل أهمها هو توفير صحة أفضل للمواطنين، ووصفت
التعليم بأنه "حليفنا الأعظم في الجهود المبذولة لوقف انتشار مرض نقص
المناعة المكتسبة/الإيدز."
ومضت إلى القول: "نعرف من خبرتنا أن هناك احتمالاً أكبر بأن الفتية
والفتيات المتعلمين يعرفون ماهية مرض نقص المناعة المكتسبة، وكيفية
تفادي الإصابة به. وتتمتع الفتيات المتعلمات بموارد اقتصادية واجتماعية
أكثر للاعتماد عليها، ويتمتعن بالتالي بقوة أكبر في تنظيم حياتهن
الجنسية. والواقع هو أن معدل الإصابة بنقص المناعة المكتسبة/الإيدز
أكثر انخفاضاً بين الفتيات المتعلمات، كما أن عائلاتهن تتمتع بصحة أفضل
ويتمتع أولادهن بمعدلات أعلى من التعليم."
وأردفت: "من المؤسف أن عدداً كبيرا من أطفال العالم لا يستطيع تحصيل
العلم أو الذهاب إلى المدرسة."
وقالت السيدة بوش إن المشكلة "حادة بشكل خاص" في إفريقيا السمراء،
مضيفة أن "أكثر من ثلث الأطفال(الأفارقة) الذين بلغوا سن الالتحاق
بالمدارس الابتدائية لا يذهبون إلى المدرسة، وأن أقل من نصف أولئك
الذين يلتحقون بالصف الأول الابتدائي ينهون مرحلة الدراسة الابتدائية."
وفي سياق تركيزها على غانا، أشارت السيدة الأميركية الأولى إلى أن
عدد الأحداث الذين يذهبون الآن إلى المدرسة يفوق ما كان عليه في أي وقت
مضى. وقالت "إن نسبة الالتحاق بالمدارس ارتفعت من 73 بالمئة في العام
1998 إلى أكثر من 86 بالمئة في العام 2004. وهذا تطور إيجابي جدا."
وأشارت لورا بوش إلى أن مبادرة التعليم الخاصة بإفريقيا، قامت حتى
الآن، بالإضافة إلى برنامج الكتب الدراسية الذي أعلنت عنه، بتسهيل شحن
أكثر من مليوني كتاب إلى مدارس ومكتبات إفريقية. وقالت: "عندما زرت
تنزانيا ورواندا في الصيف الماضي، أعلنت عن تبرعات بكتب إلى الدولتين.
واليوم، يسعدني أن أعلن عن تبرع بـ25 ألف كتاب لمكتبات المدارس في
غانا."
ووصفت الكتب التي تم التبرع بها بأنها كتب جديدة تم اختيارها بعناية
لتكون مناسبة لعمر الأحداث الذين هم في سن الذهاب إلى المدارس في
إفريقيا.
وكشفت السيدة الأميركية الأولى عن أن أحد الأهداف الرئيسية لمبادرة
التعليم الخاصة بإفريقيا التي أطلقها الرئيس بوش هو تحقيق التحاق مزيد
من البنات بالمدارس. وقالت إن "الولايات المتحدة ترعى، لتحقيق هذا
الهدف، برنامج منح السفير الدراسية للبنات، وهو البرنامج الذي سيقدم
550 ألف منحة دراسية للبنات والصبايا في المرحلتين الدراسيتين
الابتدائية والثانوية. وقد تم حتى الآن تقديم 120 ألف منحة دراسية في
40 بلدا. وتغطي هذه المنح تكاليف الأقساط والرسوم المدرسية والكتب
والزي المدرسي وغير ذلك من اللوازم المدرسية الأساسية."
وقالت لورا بوش إن الشعب الأميركي يدعم هذه المنح لأن الأميركيين
يعتقدون أن الاستثمار في تعليم الطفل سيسفر عن فوائد تفوق ما ينفق على
تعليمه أضعافاً مضاعفة في المستقبل. وأضافت: "إن المرأة المتعلمة أكثر
قدرة على تأمين احتياجات عائلتها الاقتصادية، وعلى أن تكون مؤيداً
ونصيراً لتعليم أولادها. وهي تملك من المعرفة والمهارات ما يمكنها من
العثور على سبل جديدة لتحسين المعيشة في مجتمعها المحلي. وهي جاهزة لأن
تكون مشاركاً نشطاً في المجتمع، وربما حتى قائدة على الصعيد القومي."
وقد رافق السيدة لورا بوش في زيارتها لغانا ستة مندوبين عن الجامعات
الأميركية نظرا لأن جامعاتهم تشارك حاليا في مبادرة التعليم في ست دول
إفريقية. وقالت السيدة لورا بوش "إن مؤسسات التعليم العالي بالولايات
المتحدة ترحب بالطلبة من جميع أنحاء العالم. وحرم جامعاتها تعج بشباب
وشابات يناضلون من أجل تحسين أحوال معيشة الشعوب في كل مكان."
ووصفت السيدة لورا بوش انتخاب الرئيسة الليبيرية بأنه "لحظة تاريخية
بالنسبة لليبيريا، ولإفريقيا، وللنساء في كل مكان. إن الرئيسة جونسون
سيرلاف نموذج يُحتذى للمرأة الشابة في جميع أنحاء العالم، نموذج لامرأة
صعدت إلى أعلى منصب في حكومة بلادها من خلال العمل الدؤوب، والإيمان
بالديمقراطية، والإيمان بالقوة المستمدة من التعليم."
وختاما نقول ان العلم وحده لايكفي وان الجسد الخاوي يستحيل عليه
استقبال المعلومات أيا كان نوعها، ولذلك ربما يعذرنا الآخرون عندما نشك
بنوايا السيدة لورا بوش، خاصة اذا ما تذكرنا التأريخ الامريكي في مجال
الحملات التبشيرية؟!!. |