تخوف غربي من الارهاب القادم باسلحة الدمار الشامل

قال مسؤول امريكي كبير لمكافحة الارهاب في مقابلة صحفية انه لا يستبعد هجوما ارهابيا باستخدام اسلحة للدمار الشامل في دولة غربية.

واضاف هنرى كرامبتون منسق وزارة الخارجية الامريكية لمكافحة الارهاب قائلا في المقابلة التي نشرتها صحيفة ديلي تلجراف البريطانية انه يعتقد أن الاسلحة البيولوجية تشكل تهديدا متزايدا.

ونقلت الصحيفة عنه قوله "أعتقد أن احتمالات أن تستخدم الجماعات الارهابية اسلحة للدمار الشامل كبيرة جدا... انها لا تعدو ان تكون مسألة وقت."

"ما يقلقني ليس فقط التهديد النووي. اعتقد ان التهديد البيولوجي سيتزايد."

وقال كرامبتون ان هجوما ارهابيا باسلحة بيولوجية سيشكل مشكلات أكبر كثيرا من انفجار يحتوي على مادة مشعة لانه سيكون من الصعب احتوائه.

واضاف أنه بعد الحرب في افغانستان عثرت الولايات المتحدة على أدلة على مخطط لتنظيم القاعدة لتطوير بكتريا الجمرة الخبيثة لاستخدامها ضد الغرب.

ومضى قائلا ان القوات الامريكية والقوات المتحالفة تمكنت من شل حركة القاعدة وزعيمها اسامة بن لادن منذ الهجمات التي وقعت في الولايات المتحدة في 11 سبتمبر ايلول 2001 .

لكنه قال ان الحملة الامريكية ضد القاعدة لم تصل الى نهايتها وان ابن لادن ما زال حيا "على الارجح".

بدوره قال وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد إن القادة العسكريين والمدنيين يتشاطرون "شعوراً قوياً بالإلحاحية" وهم يواجهون أعداء يسعون إلى الحصول على أسلحة قوية وفتاكة بشكل متزايد من ترسانة الإرهاب الخاصة بهم.

ورغم إدراكه بأنه من الصعوبة بمكان محاولة الدفاع ضد كل نوع جائز من أنواع الهجوم غير المتناسق حول العالم، وعلى مدار الساعة، إلا أنه أبلغ المراسلين في مؤتمر وزارة الدفاع الصحفي اليومي الذي عقده يوم 12 كانون الثاني/يناير الجاري، أن هذا الأمر يتطلب تعاونا كاملا بين العديد من الدول.

وقال الوزير إن ذلك التعاون الكامل مطلوب "بالنسبة لنا كي يتسنى لنا القيام بأي شيء تقريبا بفعالية في الحرب العالمية على الإرهاب هذه"، بما في ذلك إغلاق الحسابات المصرفية التي يحتاج إليها الإرهابيون لتمويل عملياتهم.

وقد تحدث إلى المراسلين بعد إجرائه مشاورات دامت ثلاثة أيام مع قادته الإقليميين حول الخطط العسكرية المستقبلية الخاصة بالحالات الطارئة.

وبحث رامسفيلد مع قادته في كيفية التعامل مع المتطلبات العسكرية في الكفاح الجاري ضد المتطرفين الذين يمارسون العنف. وقال إن القوات المعادية قد تتواجد في دول صديقة أو غير صديقة.

وأضاف أن بعض هذه البلدان تمتلك قدرات عسكرية متطورة بشكل جيد يمكن حشدها (لمكافحة الإرهابيين) ولكن البعض الآخر تنقصه القدرات العسكرية المتطورة.

وتابع رامسفيلد حديثه قائلا إنه لا أحد يعرف بالتأكيد في الوقت الراهن أي من القرارات ستكون حاسمة في النزاع المقبل. "وتتمثل مسؤوليتنا في الحد من القيود التي نضعها على الاستراتيجيات المستقبلية، ونحقق الحد الأقصى من المرونة التي نجعلها ممكنة، لأن تهديدات الغد من المؤكد أنها ستكون كبيرة ومتقلبة لا يمكن التكهن بها.

وقال إنه يستحيل على  القادة العسكريين التأكد من نوع الحروب التي سيخوضونها في العقود المقبلة، "ولكننا نعلم ماذ يجب أن تكون أولوياتنا، وبالتأكيد فإن هذه الأولويات تتضمن الاستعداد للاحتمالات غير المتوقعة ابتداء من العمليات القتالية الشاملة حتى مهمات مكافحة التمرد وعمليات إشاعة الاستقرار والدفاع عن الوطن." وشدد على أنه "يتحتم على وزارة الدفاع تنظيم نفسها لمحاربة أعداء سريعين وغير تقليديين لا ينتمون إلى دولة مستقلة بالذات، غير مقيدين بالبيروقراطية، ويستعملون الإرهاب والدعاية والعنف العشوائي الغاشم محاولين استنفاد إرادتنا والدفع بأهدافهم المتطرفة إلى الأمام."

من جهته أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان بلاده ستكون مستعدة لتوجيه ضربة نووية ضد أي دولة أو قوة اقليمية تشن هجوما ارهابيا على الاراضي الفرنسية.

وفي خطاب دافع فيه الرئيس الفرنسي عن سياسة الردع النووي المكلفة قال شيراك ان باريس يجب ان تكون قادرة على ان تضرب بقوة مراكز القوى في الدولة المعادية "وقدرتها على التحرك".

وقال شيراك خلال زيارة لشمال غرب فرنسا حيث تتمركز الغواصات النووية الفرنسية "على زعماء الدول الذين يفكرون في استخدام وسائل ارهابية ضدنا وايضا من يفكر في استخدام اسلحة دمار شامل بطريقة او اخرى ان يفهموا انهم سيجعلون انفسهم عرضة لرد حازم وموات من جانبنا.

"هذا الرد قد يكون تقليديا او قد يكون بشكل مختلف."

وقال شيراك ان كل القوات النووية الفرنسية تضع هذه الاستراتجية في ذهنها وان عدد الرؤوس النووية الموجودة في الغواصات النووية الفرنسية خفضت بما يسمح بالقيام بضربات موجهة.

وهذه هي المرة الاولى التي يربط فيها الرئيس الفرنسي بهذا الوضوح بين الرد النووي والهجمات الارهابية لكنه لم يتحدث عن وجود خطر محدد يستهدف فرنسا.

وقال شيراك "في مواجهة قوة اقليمية لن يكون خيارنا بين عدم التحرك والابادة.

"مرونة قواتنا الاستراتيجية ستمكننا من توجيه ردنا مباشرة الى مراكز القوى وقدرتها على التحرك."

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 20/كانون الثاني/2006 - 19/ذي الحجة/1426