زيادة السكان الفلسطينيين تؤدي الى الانسحاب خوفا من نهاية الدولة اليهودية

في 82 يناير 3002 كان ارنون سوفير في منزله يتابع على التلفزيون نتائج الانتخابات الاسرائيلية التي فاز ارييل شارون فيها بثاني ولاية له.. عندها انطلق جرس الهاتف.

وفوجيء استاذ الجغرافيا بما سمعه من الطرف الاخر على الهاتف. وقال سوفير (07 عاما) متذكرا ما حدث.. "كان رئيس الوزراء... قال لي.. احضر معك غدا خرائط الفصل."

وفي اليوم التالي قاد سوفير سيارته متوجها الى تل ابيب حيث سلم مئير داجان رئيس المخابرات الاسرائيلية (الموساد) الذي يحظى بثقة شارون خرائط تظهر تصوره لكيفية فصل اسرائيل عن الفلسطينيين كي تتمكن من الحياة كدولة يهودية.

ويرأس سوفير قسم الجغرافيا الاستراتيجية في جامعة حيفا ودرس على مدى 52 عاما في كلية الدفاع الوطني الاسرائيلية التي يتخرج منها القادة العسكريون في البلاد.

وهو واحد من ضمن مجمعة من الاكاديميين الذين حذروا من ان القوة التي تفرضها الاعداد تعني ان اسرائيل ستزول من الوجود في نهاية المطاف كدولة يهودية ما لم تعط معظم الاراضي التي تحتلها للسكان الفلسطينيين الذين يزيد نموهم بوتيرة اسرع.

وتساعد هذه المخاوف الخاصة بالتركيبة السكانية في فهم سبب تغيير شارون الذي يرقد في المستشفى مريضا لنهجه من توسعي يؤمن باسرائيل الكبرى الى رجل مستعد للانسحاب من الارض والموافقة على قيام دولة فلسطينية.

كما تساعد في شرح طريق "جدار الفصل" الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية وفق رؤية تهدف لضم اكبر المستوطنات الاسرائيلية الى اسرائيل واحتمال اخلاء مستوطنات اخرى تقع وسط التكتلات السكانية الفلسطينية.

وقالت حنان عشراوي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني "الواقع هو ان شارون نظر الى التركيبة السكانية باعتبارها التهديد الرئيسي للدولة اليهودية." وتوقعت ان يستمر هذا الامر في التأثير على السياسة الاسرائيلية حتى دون شارون.

ورفضت عشراوي هذا الموقف باعتباره عنصريا ويتعارض مع السلام العادل واضافت "لقد صورونا..ارحام النساء الفلسطينيات .. بوصفنا القنبلة الموقوتة الاساسية وهذا امر يبعث على الاستياء."

وقبل قرار شارون سحب الجنود والمستوطنين الاسرائيليين من قطاع غزة في سبتمبر ايلول كان 15 في المئة من السكان البالغ تعدادهم 01.5 مليون نسمة في اسرائيل والمناطق التي تحتلها هم من العرب وفي المئة من اليهود.

ومع الانسحاب الاسرائيلي تراجعت نسبة العرب الى 04 في المئة.

وستتراجع النسبة الى 61 في المئة وفقا لرؤية سوفير اذا اجلت اسرائيل الجنود والمستوطنين من 58 في المئة من الضفة الغربية بما في ذلك جزء كبير من القدس الشرقية. وهذا يعادل مثلي الاراضي التي قدر معظم المحللين ان شارون مستعد للتخلي عنها.

ويقول سوفير ان 06 في المئة او نحو ذلك من المستوطنات البالغ عددها 541 مستوطنة في الضفة الغربية يتعين ازالتها وانه لا بد من اجلاء نحو 023 ألف مستوطن يهودي.

وقال سوفير في مقابلة اجريت في منزله بمدينة حيفا "اذا انتظرنا 51 سنة اخرى سنعود الى نسبة 05 في المئة.. من المهم ان نتخذ الخطوة الثانية."

ولم تكن التركيبة السكانية تلعب أي دور يذكر في لغة الخطاب الاسرائيلية الخاصة بالسلام مع الفلسطينيين حتى السنوات الخمس الاخيرة.

واحتل هذا الامر مكانا كبيرا في المناقشات بفضل مفكرين مثل سوفير وحقيقة تراجع نسبة المواليد والمهاجرين اليهود.

وتابع سوفير "كنت مجنونا بهذه القضية.. الناس يسألونني عن حالة الطقس فكنت اجيب بشرح التركيبة السكانية." وأشار انه بحث هذا الامر باستفاضة مع شارون في عدة مناسبات منذ عام 9891.

ولكن المحللين السياسيين غير متأكدين من مدى تأثير سوفير وغيره مثل عالم السكان اليهودي الايطالي المولد سيرجيو ديللا بيرجولا على شارون.

ولكنهم يقولون ان الاكاديميين ساعدوا في تشكيل رأي عام وتشكيل اسلوب تفكير اعضاء بارزين في الدائرة الضيقة الخاصة بشارون ومن ضمنهم ايهود اولمرت القائم باعمال رئيس الوزراء حاليا.

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 13/كانون الثاني/2006 - 12/ذي الحجة/1426