يهددنا
السياسيون بالرجوع الى المربع الاول ويحذرناالمحللون من انفلاق دائرة
العنف وتخوفنا الفضائيات العربية(مدفوعة الثمن) من تقسيمنا الى مثلثات
حادة الزوايا ومنفرجة حتى تبقى هي ومن يمولها متفرجة.. فاما الدوائر
والمثلثات فاكاد اعرفها واعرف كواليسها وكوابيسها ودهاليزها.. واما
المربع الاول فانا حقيقة اجهل تماما ما المقصود منه.. وهذا ما قادني
قهرا الى شراء كتاب للفيلسوف جلوب لعيبي صدر حديثا والذي يحمل عنوان (المنظور
الاحول في المربع الاول) طبعا لستُ متاكدا انه فيلسوف او صعلوك فنحن
العراقيون ليس لدينا مجالا للتحقيق او التدقيق بعد انشغالنا بالماء
الصالح للشرب والماء الصالح لغير ذلك وما زلنا مختلفين بتعريف الارهاب
الذي يذبح يوميا مائة عراقي و(المقاومة الشريفة) التي تقتل نصف امريكي
كل ثلاثة ايام وما زلنا مذهولين لماذا توقفت العمليات العسكرية في
الانتخابات ولماذا ازدادت بعد اعلان النتائح الاولية ولماذا يتوقع
اجهلنا انها ستزداد اكثر كلما اقتربنا من تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب
الوزارية وخاصة السيادية حفظها الله ووقانا شرها وشرورها.. وبصراحة لقد
جذبني لقراءة هذا الكتاب الذي يمزج بين الرياضيات والسياسة صفحته
الاولى وما قاله في الاهداء وكيف تلاعب بقاعدة ارخميدس حيث يقول " اهدي
كتابي هذا الى جدي جلوب الثامن والخوارزمي السابع وارخميدس السادس
وابلغهم متاسفا بانه ليس كل جسم او كتلة او كيان يغمر كليا او جزئيا في
المواد السائلة او العملية السياسية يفقد من وزنه بقدر وزن السائل
المزاح بدون اشراف الامم المتحدة...
ثم ينتقل في المقدمة ليحكي العلاقة بين المربع الثالث واللطيفية
(مثلث الموت) وبرنامج فضائية mpc3 (افلام كارتون ابطال الدجتال)!!!..
لكنه يركز في الجزء الاول والثاني والثالث من الكتاب حول خواص المربع
من المنظور السياسي والاجتماعي والانتخابي ويتسائل هل يمكن التلاعب
باضلاع المربع بدون تدخل خارجي او داخلي.. يقول – والكلام للفيلسوف
جلوب لعيبي – " المربع من الاشكال الهندسية الخالية من العنف والبعيدة
عن بؤر التوتر حيث يتساوى اضلاعه وتتساوى زواياه بحيث ليس هناك ظلع
اكبر من الاخر وليس هناك اقلية لضلع واكثرية لاخرين وليس هناك خوف او
توجس من التلاعب بالديمغرافيا او الجغرافيا او التاريخ لاضلاعه الاربعة
وهو من الاصالة والتجذر بحيث لا يمكن ان يُطلق عليه اسم المربع اذا
هُمش ضلع او تخلف اخر – فلو فرضنا والكلام دائما لجلوب غاب احد اضلاع
المربع عند ذاك يتحول الى مثلث غير مستقر غير اصلي (محّور- مريدي) واذا
غاب ضلعين سوف لا يتحول كما يحلو للاخرين الى خطين مستقيمين وانما
سيتحول للاسف الى علامة X وهذا اعنف ما يكون عليه المربع.. عندها اغلقت
الكتاب لاني بصراحة لم اجد ضالتي وزادني تشويشا واضطرابا فقد كنت ابحث
عن تفسير لوضعنا الراهن وفي اي المربعات نحن الان واين نحن ذاهبون بعد
الانتخابات التي شارك فيها سبعين بالمائة من الشعب العراقي ، وكنت
اتسائل ما حقيقة التشبث بكلام الوحدة الوطنية والحفاظ على العراق في
حين يُذبح العراقيين يوميا ، وشعرت ان الفيلسوف جلوب اراد ان ينهزم من
قول الحقيقة خاصة عندما بدأ يقارن بين الوضع العربي الحالي وحالة رئيس
وزراء اسرائيل اريل شارون حيث يقول الاطباء انه في حالة حرجة جدا
ولكنها مستقرة.. لكن الفيلسون جلوب وفي اخر صفحة من كتابه الموقر ومن
باب التشويق اورد ثلاث نظريات او هو يسميها كذالك وارجا شرحها في كتابه
اللاحق..
وهي كالاتي :-
مساحة المثلث الرابع = نصف تنظيم القاعدة في الارتفاع المربع الكامل
= مربع الحد الاول + ضعف الاول في الثاني + مربع الحد الاخير 9 /4/
2003 محيط المستطيل الامن = الانتخابات النزيهة في دول الجوار
برلمان الجامعة العربية
hamedalhumraney@yahoo.com |