الفقر يترك افريقيا تحت رحمة انفلونزا الطيور والاختبارات تظهر ان الفيروس يتحور

قال خبراء انه مع استمرار حرب افريقيا على أمراض منها نقص المناعة المكتسب "الايدز" والسل فان وباء لانفلونزا الطيور قد يخرب مجتمعات يعيش الناس فيها جنبا الى جنب مع الدواجن لكنهم يفتقدون وسائل اكتشاف الفيروس.

وحذرت الوفود المشاركة في مؤتمر لمنظمة الصحة العالمية في برازافيل يوم الخميس من ان نقص المال وقلة المعرفة العلمية قد يتركان افريقيا تجاهد لاكتشاف فيروس انفلونزا الطيور ومقاومته بينما يقول مسؤولو الامم المتحدة ان خطر تحوله الى وباء يتنامى.

وقال لويس جوميز سامبو مدير منظمة الصحة العالمية الاقليمي لافريقيا في افتتاح المؤتمر "نحتاج الى تنفيذ خطة في أسرع وقت ممكن تسمح لنا بالتصرف بفعالية لمكافحة وباء قد يمس منطقتنا أيضا."

ويشارك أكثر من 140 خبيرا من 43 دولة افريقية في المؤتمر الذي يستمر يومين ويهدف الى وضع مشروع لبرنامج عمل للتغلب على تفش محتمل للمرض في أفقر قارات المعمورة.

وعلى الرغم من عدم اكتشاف سلالة "اتش5ان1" المميتة من سلالات فيروس انفلونزا الطيور في افريقيا حتى الان فان التقارب بين الطيور الداجنة والناس في البلدات والقرى يوفر بيئة مثالية لانتقال الفيروس الى الناس.

وتستوطن سلالة "اتش5ان1" من فيروس انفلونزا الطيور أجزاء في اسيا حيث قتلت أكثر من 70 شخصا. وعثر على طيور في شرق اوروبا والكويت وتوفي طفلان على الاقل بالمرض في الايام الاخيرة في تركيا.

وتسري مخاوف الان من احتمال ان تنقل الطيور المهاجرة السلالة المهلكة من الفيروس الى افريقيا حيث يمكن ان تصيب طيورا داجنة تربى في الافنية الخلفية للمنازل.

وقالت ورقة لمنظمة الصحة العالمية قدمت الى مؤتمر برازافيل "في افريقيا يمكن للمرء توقع خطر ان تصبح اصابة الانسان بسلالة "اتش5ان1" من فيروس انفلونزا الطيور كما هي في آسيا."

ورغم ان مرض انفلونزا الطيور لايزال مرضا يصيب الطيور في الاساس فان العلماء يخشون من امكانية تحور الفيروس الى سلالة يمكنها الانتشار بسهولة بين البشر مما يهدد بوباء عالمي.

وقالت منظمة الصحة العالمية ان دولا افريقية مثل الصومال التي تمزقها الحرب أو النيجر التي تعد واحدة من أفقر دول العالم تفتقر الى المعامل (المختبرات) الضرورية لتتمكن من تحديد الفيروس في الطيور والتصرف فورا لمنعه من الانتقال للانسان.

ويتوقع ان توضح النتائج التي سيتمخض عنها المؤتمر دور جهات الاقراض الدولية مثل البنك الدولي وبنك التنمية الافريقي في مقاومة المرض في افريقيا.

وقال مسؤولو الامم المتحدة ان هناك حاجة لنحو 1.4 مليار دولار لتمويل المرحلة التالية من الحملة العالمية على فيروس انفلونزا الطيور. ويشمل ذلك تكثيف الخدمات البيطرية واعداد فرق خبراء للانتشار السريع في حالات حدوث تفش للمرض.

وقال باحثون ان الاختبارات الجينية التي أُجريت على عينات أُخذت من ضحايا انفلونزا الطيور في تركيا أظهرت ان الفيروس طرأ عليه تغير طفيف قد لا يكون كافيا بالقدر الذي يجعله يمثل خطرا الآن.

وقال الخبراء يوم الخميس ان التحور أمر متوقع من فيروس متقلب بشكل كبير وقد يتسبب في نهاية الأمر في حدوث وباء.

وسببت سلالة "اتش5ان1" H5N1 المميتة من فيروس انفلونزا الطيور إصابات بشرية في تركيا وعُثر عليها في الطيور الداجنة في شتى أنحاء البلاد. وتوفي بسببه حتى الآن ثلاثة أطفال في تركيا وأصيب 18 شخصا آخرين وفقا لما أعلنته السلطات التركية.

ووفقا لسجلات منظمة الصحة العالمية التي تتضمن أربع حالات اصابة بسلالة فيروس "اتش5ان1" القاتل فقط في تركيا فقد أصاب الفيروس على مستوى العالم 147 شخصا قتل منهم 78.

ويراقب العلماء الفيروس بعناية ليروا ما اذا كان يتحور بالقدر الذي يسمح له بالانتقال بسهولة من انسان لآخر الأمر الذي قد يسبب وباء عالميا ربما يحصد أرواح الملايين. وأرسلت عينات الضحيتين الاوليين للفيروس في تركيا الى مختبر تابع لمنظمة الصحة العالمية في بريطانيا لتحليلها.

وأوضح روبن دونيس وهو رئيس فريق بحوث علم التركيب الجزيئي للمورثات في قسم الانفلونزا بالمراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها ان هناك صنفين مختلفتين من سلالة الفيروس في أجسام الضحايا.

وقال في محاورة عبر الهاتف "أحد الصنفين كان فيروسا عاديا كالذي رأيناه في الطيور الداجنة بتركيا من قبل ..وليس فيه مفاجأة."

إلا ان نصف سلالة الفيروس حدث لها تحور في بروتين يسمى هيماجلوتينين hemagglutinin الذي يستخدمه فيروس انفلونزا الطيور ليلتصق بالخلايا التي يصيبها.

أضاف دونيس ان هذا التحور وجد في الماضي انه يسمح للفيروس باصابة كم أكبر من الخلايا عبر بناء يسمى الحامض اللعابي.

وحين اختبر العلماء فيروس الانفلونزا معمليا وجدوا ان هذا التحور الهام أعطى الفيروس قدرة أفضل على الالتصاق بالخلايا المماثلة للخلايا البشرية.

وقال انتوني فاوسي رئيس المعهد القومي الامريكي للحساسية والامراض المعدية "من غير الواضح ما اذا كان التحور حدث في الانسان أم حدث في الدجاج."

أضاف فاوسي في محاورة عبر الهاتف قائلا "نفس هذا التحور تم تحديده عام 2003 في هونج كونج ولم يتسبب في انتقال بشكل أكبر لسلالة الفيروس سواء من الدواجن للانسان او من الانسان للانسان."

وقال جوينال رودير رئيس بعثة منظمة الصحة العالمية في تركيا انه لا يوجد دليل على ان سلالة الفيروس تحورت سواء في معدل اصابتها او في العلل التي تسببها.

وقال رودير في مقابلة "الامر غير مقلق بشكل كبير على المستوى المحلي (في تركيا).. فنحن لا نتوقع انتشارا واسعا."

الا ان رودير وفاوسي قالا انه سيكون من المهم دراسة سلالة الفيروس المميتة بعناية وملاحظة كيف ومتى تتغير.

ولا تزال سلالة "اتش5ان1" المميتة من فيروس انفلونزا الطيور تصيب الطيور في الأساس.

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 13/كانون الثاني/2006 - 12/ذي الحجة/1426