تزامنا
مع (غزوة كربلاء المباركة)!! التي شنها المجاهدون الزرقاويون من أتباع
الأخ أيمن الظواهري فقد قام انتحاري بتفجير نفسه وسط حشود من زوار ضريح
الإمام الحسين بن علي بكربلاء الواقعة على بعد 80 كيلومترا جنوبي
العاصمة العراقية بغداد وأسفر الانفجار عن مصرع نحو 63 شخصا وإصابة
أكثر من مائة آخرين بجروح كلهم من النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء
حيث كان المكان يغص بالباعة والزوار عندما فجر الانتحاري المتفجرات
التي كان يلفها حول جسده في باحة تقع بين ضريحي الإمام الحسين وضريح
شقيقه أبي الفضل العباس في المدينة وقد بث التليفزيون العراقي صورا
لأشلاء الجثث والملابس الممزقة المتناثرة وسط برك الدماء وقد تم نقل
الناجين في عربات الإسعاف والسيارات كما وقع انفجار آخر في منطقة
المقدادية شمال بغداد أوقع 35 شهيدا كلهم من الشيعة.
في تلك اللحظات التاريخية طلع علينا الأخ أيمن بشريط جديد يدعو فيه
إخوانه المجاهدين في العراق للمزيد من هذا الجهاد بقوله (هلموا إلى
الوحدة والاجتماع حتى تفسدوا مخططات الصليبيين ويا أمتنا المسلمة تقدمي
واقرعي أبواب بيت المقدس أقيمي خلافتك الراشدة وانشري لواء التوحيد
والجهاد وانتزعي حقوقك من بين أنياب الذئاب).
كما لم يفت (إمام المجاهدين) أن يندد بما أسماه بالمجازر (الأمريكية
وليست الزرقاوية بالطبع) ومحذرا من يريد معاملة الأمة الإسلامية (معاملة
العبيد والحيوانات)؟! كما ذكر أن الأمريكان (يتسولون الخروج ويستجدون
المفاوضات مع المجاهدين ويضطر بوش الكذاب لأن يعلن في نهاية نوفمبر
الفائت أنه سيسحب قواته من العراق، ولكنه وهو المدمن للكذب يبرر
انسحابه بأن القوات العراقية قد وصلت إلى مستوى جيد، وأنه لن يعلن
جدولا زمنيا للانسحاب).
ثم خاطب الرئيس الأمريكي بقوله (إذا كانت قواتك بطائراتها وصواريخها
ودباباتها وأساطيلها تئن وتنزف وتبحث عن مخرج من العراق؟ فهل سيصمد
المنافقون والعملاء والمرتدون لما فشلت فيه ما يسمى بأقوى قوة عظمى في
العالم؟ وطالما لم تتعاملوا مع الأمة المسلمة على أساس من التفاهم
والاحترام فستظلون تنتقلون من كارثة لأخرى، ولن تنتهي كوارثكم إلا إذا
خرجتم من ديارنا وتوقفتم عن سرقة ثرواتنا، وكففتم عن دعم الحكام
الفاسدين في بلادنا، أما عملاء أميركا الذين باعوا لها دينهم وكرامة
شعوبهم فقد دنا وقت حسابهم على أيدي الأمة المجاهدة).
فالمسألة بهذه الصورة التي يطرحها علينا الأخ أيمن هي كالآتي:
أن يخرج الأمريكان لتنتهي كوارثهم وتبدأ كوارثنا نحن في ظل قيادته
هو وأخوه في الله أسامة بن لادن ... فما إن يخرج الأمريكان حتى يبدأ
الأخ أيمن والأخ أسامة في تصفية حساباته مع من أسماهم بالعملاء
والمنافقين والمرتدين ولا تنس أنه قد ندد بمن يريد معاملة الأمة
الإسلامية معاملة العبيد والحيوانات (؟؟!!) رغم أن ما فعله أتباعه في
المقدادية وكربلاء لا يجوز أن يفعله مسلم في حق الحيوانات و يمكننا
بالتالي أن نستنتج أنه يرى أن ضحاياه من الشيعة ليسوا مسلمين وليسوا
بشرا وليسوا حتى حيوانات بل هم أدني من الحشرات ومن ثم يتعين إحراقهم
بالنار لتطهير الأرض منهم.
أو كما قال!!.
الكارثة الأخرى أن الأخ أيمن يرى في أفعاله البربرية اللا إنسانية
واللا إسلامية خطوة من أجل إقامة ما أسماه بالخلافة الراشدة وهذا يكشف
عن بؤس التصورات التي يتبناها هؤلاء باسم الإسلام سواء من ناحية
السلوكيات الوضيعة التي يسلكها هؤلاء من أجل تحقيق هذا الهدف وهو ما لا
نراه خروجا عن الأسلوب الذي انتهجه من أسماهم البعض بالخلفاء حيث قام
وعاظ السلاطين بالتنظير لتصرفاتهم وتبرير هذا المنهج الدموي من خلال
تشريع ما يسمى بالاستيلاء والغلبة من دون أن يحدد هؤلاء القوم مقدار
العنف المسموح باستخدامه ضد أبناء الأمة وأساليب التعذيب والقتل
المباحة لهؤلاء القتلة لإقامة دولتهم المزعومة باسم الإسلام وعلى أنقاض
ما تبقى من قيم هذا الإسلام الذي ضاع أول ما ضاع على يد أبنائه الحمقى
والمتعطشين لسفك الدماء من أشباه الأخ دراكولا المسمى بأيمن الظواهري.
أما عن رؤيته لذاته السامية فهو يرى نفسه صاحب الأمر والنهي على
جموع المسلمين وهو الخليفة الراشد المرتقب فأبشروا يا أمة لا إله إلا
الله بالخير العميم الذي هو في انتظاركم!!.
الظواهري وتهديداته لمن أسماهم بالمنافقين
شهدت الفترة الأخيرة انتعاشا للجماعات السياسية المساندة لتنظيم
القاعدة في العراق والتي وجهت الشكر لهذا التنظيم على ما أسمته بحماية
صناديق الانتخابات كما تزامن هذا مع ضغوط أمريكية على وزير الداخلية
العراقي (بيان جبر) الذي قام (المجاهدون الشرفاء باختطاف شقيقته) ويبدو
أن كل هذا أدى إلى انتعاش هذه الأعمال الإجرامية بالتزامن مع رفع هذه
الجماعات لسقف مطالبها السياسية.
والسؤال هو هل حقا أن القوات الأمريكية هي التي تحمي من أسماهم الأخ
أيمن بالمنافقين والعملاء والمرتدين أم أن هذه القوات وبالتنسيق مع
النظام الإقليمي هي التي تحول دون توجيه الرد الملائم ضدهم.
ولماذا يفترض السيد أيمن الظواهري أنه وحده من يملك الحق والقدرة في
تحديد أين ومتى يرسل قطعانه المفخخة لقتل من أسماهم (بتجار الدين،
وفقهاء التسول ومروجي الخرافات الذين منعوا المقاومة ضد المحتل، والذين
عقدوا صفقات الخيانة مع الصليبيين)؟؟!!.
هل يفترض الأخ أيمن أنه وحده من يملك الذخيرة والسلاح؟؟.
هذا هو السؤال الذي يتعين على النظام الإقليمي العربي أن يجيب عليه
إن كان حقا يرغب في تجنيب العرب والمسلمين نيران حرب إقليمية لا تبقي
ولا تذر وتكون امتدادا لحرب الخليج الأولى؟؟. |