استطلاع حول الجامعات العراقية يكشف عدم حصول تغييرات هامة بعد التغيير

استطلاع:  رشا ابراهيم

*استاذ جامعي: وجوب العمل على ايجاد فلسفة جديدة للتعليم العالي.. لوسائل الاتصال الحديثة دور كبير ومهم في تطوير العملية التربوية والعلمية

*طالب جامعي: كطالب لم المس تطورا جوهريا في طرق او مناهج التدريس بعد زوال الطاغية وفكره الشمولي الذي كان يحكم الجميع وفق توجه واحد لا يقبل الاختلاف..

* طالب جامعينريد ان نشبه الجامعات العصرية في جوهرنا وشكلنا معا..

ينظر العراقيون الى التغييرات السياسية التي حدثت بعد زوال النظام السابق بعيون جديدة للواقع العراقي ويأملون ان تستجد فيه طفرات مهمة في حياتهم العلمية والعملية على حد سواء، والجامعات هي احدى أهم العناصر الفاعلة في تطوير المجتمع وفي تفعيل القطاعات الحياتية كافة لدرجة ان الدول المتقدمة تسند اهم الخطط والدراسات والبحوث لهذا القطاع العلمي الحيوي لرفع كفاءة البلد في النواحي الاقتصادية وغيرها، وفي العراق كان هناك تحييد او شبه شلل لدور الجامعات وعدم ادماجها مع فعاليات المجتمع الانتاجية وهذا نابع عن قصور واضح في فهم امكانيات الجامعات في ارتقاء وتقدم الشعوب، وفي هذا الاستطلاع نحاول ان نستقرئ رؤية الاستاذ الجامعي لدور الجامعة وكذلك نريد ان نطل على آراء الطلبة في تطوير الحياة الجامعية وتأشير احتياجات هذا القطاع المهم والواسع وسبل تلبيتها من اجل الارتفاع بمستوى التعليم الجامعي في بلدنا الحبيب بما ينسجم مع المعطيات الجديدة التي افرزتها المتغيرات السياسية في العراق.

وعن مستوى التعليم الجامعي أجابنا الدكتور محمد الخطيب استاذ اللغة العربية في كلية التربية بجامعة كربلاء:

التعليم الجامعي مرحلة مهمة بعد التعليم الثانوي اذ كان التخصص ولا يزال يشكل قيمة مركزية تضاف الى رصيد المعرفة عند الطلبة ويجب ان يتقن التعليم الجامعي اسوة بما سبق مرتبطا بالمنهج والبيئة او الطالب والمدرس ونحن اليوم بأمس الحاجة الى اثراء المناهج في بعض جوانبها والى تغيير قسم منها والى حذف مناهج لا تلائم ما يشهده العراق في الوقت الراهن من ظروف تتأرجح بين التطور والاخفاق.

وقد حدد الدكتور الخطيب عددا من الخطوات الواجب توافرها في التعليم الجامعي الجديد وهي:

1-     تطوير وسائل الايضاح بالنسبة الى المدرسين والطلبة على حد سواء والانتقال من مرحلة التلقين والاملاء الى مرحلة الاطلاع والابداع.

2-     لا بد ان يأخذ التدريسيون الجامعيون باسباب التعلم او العلم الحديث من خلال الدورات التطويرية الاكاديمية.

3-     العمل على ايجاد فلسفة جديدة للتعليم العالي تتيح للطالب والتدريسي الحصول على اكبر قدر من المعرفة والحرية في العطاء وابداء الرأي.

4-     التقيد الصارم بشرائط اجتياز الاختبارات بعد ان يتحسن الوضع الامني والاقتصادي للبلد .

5-     ان يتقبل المجتمع اندماج الجامعة في الحياة اليومية وتقديم المشورة في مجالات العمل المتنوعة.

6-     ان تكون الجامعات ذات تقاليد رصينة في السلوك والدراسة والحياة.

7-     ان يقدم للتدريسي الجامعي ما يستحقه من عطاء اعتباري او مادي ليتمكن من اداء واجباته باحسن صورة.

وفي ما يتعلق برؤية الطالب الجامعي للمتغيرات التي اعقبت زوال النظام السابق في الجامعات قال لنا الطالب لطيف القصاب من كلية التربية في جامعة كربلاء:

أنا كطالب لم المس تطورا جوهريا في طرق او مناهج التدريس بعد زوال الطاغية وفكره الشمولي الذي كان يحكم الجميع وفق توجه واحد لا يقبل الاختلاف، ولذلك انا مع الجهود التي تبذل من قبل المختصين والجهات المسؤولة من اجل دعم قطاع التعليم وتحديث المناهج وما الى ذلك من امور تستوجب البحث فيها وتفعيلها لكي نلتحق بركب التطور العلمي الذي ما برح يتسارع بشكل مضطرد في اغلب دول العالم، وقبل كل شيء ارى وجوب الاهتمام باحتياجات الطلبة وتوفير مستلزمات التواصل لهم، فمن غير المعقول يُترك الطلاب في حالة عوز شبه تام للمصادر العلمية ولطرق التدريس الحديثة بل لوسائل الحياة الجامعية البسيطة من نقل ومخصصات طعام وترفيه وغيرها من الامور المساعدة، اننا بحاجة الى دراسات وبحوث وخطط كبيرة ودقيقة وقابلة للتطبيق الفوري على الواقع العراقي الجامعي من اجل نقله الى خانة التقدم والتفاعل مع الركب العلمي العالمي.

وعن رأيه بالاختلاط بين الجنسين في التعليم الجامعي قال القصاب:

هذه ليست مشكلة بحد ذاتها ولا تشكل عائقا للرقي العلمي، هناك ما هو اهم لكي ننشغل به في ما يخص التعليم الجامعي ومهامه وعلى العموم أرى، ان الاختلاط في الدراسة الجامعية من السمات العصرية في كل بلدان العالم والعراق ليس شذوذا عن هذه القاعدة وعلى اية حال عندما نعيش في بلد ذو طابع محافظ في كثير من الامور الحياتية فان ذلك لا يمنع من الاختلاط بين الجنسين على ان تؤخذ بنظر الاعتبار تقاليد المجتمع وقيمه واعرافه في مواصلة الحياة الجامعية للطلبة، وعلينا قبل كل شيء ان نفهم ان الجامعة هي حاضرة علمية محضة ولا يجوز تجاوز على حرمة هذا المرفق العلمي وهذا مفهوم ومعروف لدى غالبية طلبة الجامعات العراقية.

وعن واقع التعليم الجامعي الراهن اجابنا الطالب احمد مزهر من جامعة اهل البيت كلية التربية قائلا:

نتطلع الى تغيير فعلي في جميع النواحي التي تخص التعليم الجامعي ابتداء بالمناهج التدريسية الى طرق التدريس عبورا الى احتياجات الطلبة المادية والعلمية على حد سواء، والواقع اننا لم نلمس شيئا جوهريا يصب في صالح الطلبة سواء في حاجتهم لاعادة المناهج اوطرق التدريس او حتى مصاريف مواصلة التدريس اليومية التي تتعلق بالنقل والسكن في الاقسام الداخلية والطعام وغيرها ، ان الطالب لايزال يعاني من النواقص ذاتها التي عاناها سابقا وعليه نتمنى ان تعود التغييرات السياسية الاخيرة في العراق بالخير علينا وفي المجالات العلمية والحياتية كافة.

وبخصوص الاختلاط بين الجنسين قال الطالب مزهر:

هذه مسألة تتعلق بالسلوك الشخصي للطلبة وهي قيد المتابعة من الجهات المختصة في الجامعات واعتقد انها لا تشكل مشكلة كبيرة للتدريس الجامعي.

وارى ان الصالح يبقى صالحا في أي وسط عملي او تدريسي او غير ذلك اما الطالح فهو واضح للعيان وتحت المجهر كما يقال وعلى العموم نريد ان نشبه الجامعات العصرية في جوهرنا وشكلنا معا.

وعن اضرار وفوائد وسائل الاتصال الحديثة التي دخلت العراق على نطاق واسع بعد سقوط النظام السابق واهمية هذه الوسائل في تنمية وتطوير العملية التربوية وما تأثيرها الايجابي او السلبي خاصة في الجامعات أجابنا الطالب رائد العسلي من جامعة أهل البيت قائلا:

اعتقد ان لوسائل الاتصال الحديثة التي دخلت الحياة العراقية بعد سقوط نظام الطاغية دور كبير ومهم في تطوير العملية التربوية والعلمية بصورة جوهرية كذلك لهذه الوسائل الاتصالية المتطورة دور مهم في الحياة العراقية عامة واعتقد ان المثل الذي ينطبق على الزمن والقائل ان الزمن ذو حدين كالسيف ان لم تقطعه قطعك، وهذه الوسائل المتطورة لها حدين ايضا فإن لم نستخدمها بالشكل الذي يفيدنا فانها حتما ستؤذينا.

وبخصوص الامور التي استجدت في العملية التربوية والتدريس الجامعي قال الطالب العسلي:

باستتثناء الانترنيت الذي وفرته لنا جامعة أهل البيت العالمية التي ادرس فيها الآن فلم أر اي وجه جديد في التدريس الجامعي ، نحن بحاجة الى وسائل ايضاح متطورة وبحاجة ايضا الى طرق تدريس نلمس فيها دماء جديدة لاسيما الكوادر التي عملت في الخارج، نحن نريد نقل التجارب العلمية في الجامعات المتطورة الينا كي نستفيد منها، اعتقد اننا مازلنا مشغولون بامور خارج العملي التربوية في ما يخص التدريس، كمسألة الاختلاط  بين الطلاب والطالبات، او زج الطلاب في امور سياسية ليست من اختصاصهم، الطالب عليه ان يتحصن علميا في هذه المرحلة اي مرحلة الدراسة ثم بعد ذلك ينتقل الى دور آخر في الحياة، نتمنى من الدولة ان توفر لنا مستلزمات الدراتسة العلمية الصحيحة.

اما الطالبة شذى علي من جامعة كربلاء كلية العلوم قسم الفيزياء وهي من الطالبات المتفوقات في هذا القسم برغم انها مازالت في السنة الدراسية الاولى لها، فقد قالت بخصوص طرق التدريس والعلاقة بين الطالب واستاذه:

 هناك استاذة يدخلون ويخرجون ونحن ندون في الورق فقط، اي نسمع كلاما ونكتبه وهذه الطريقة متعبة لنا اضافة الى اننا لانفهم الكثير، وهناك اساتذة ينوع في طرحه للمحاضرة ويحاول ايصالها للطالب بكل مايستطيع، لا ادري ربما يتعلق الامر بطبيعة الشخصية والتربية او غير ذلك من مؤثرات، على العموم نتمنى ان نحصل على دعم اكثر من المسؤولين بخصوص وسائل الايضاح وطرق التدريس والدعم المادي للطلبة من قبل الدولة ففي ما يخص السكن في الاقسام الداخلية والنقل وغيرها.

وعن مسألة الاختلاط بين الجنسين في هذه المرحلة قالت:

 انا جئت الى الكلية كي اتفوق واحصل على شهادة عليا هذا هو هدفي وهمي الاول اما الاختلاط فلم انتبه له ولم اجعل منه عائقا امامي او دافعا لي فسواء كنا ندرس مع الطلاب او من دونهم فهذا لايشكل عندي شخصيا امر ذي اهمية بالغة ، المهم هو ان انهي الكلية بشهادة مهمة وعالية.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنين 9/كانون الثاني/2006 -  8/ذي الحجة/1426