العالم تخبط مابين الايدز وانفلونزا الطيور في 2005

 

أظهرت نتائج استطلاع للرأي العام أجرته منظمة الصحة العالمية على الإنترنت أن أنفلونزا الطيور وانتشارها على نطاق واسع لم يسبق له مثيل، واحتمالات أن يترتب عليها انتشار وباء الأنفلونزا بين البشر في العالم، هي أهم الموضوعات الصحية خلال العام 2005.

شارك في استطلاع الرأي أكثر من 600 شخص ينتمون إلى أكثر من 20 دولة في العالم. وكان الاستطلاع بعنوان "إلى أي درجة تعتبر أن عالمك في حالة صحية جيدة؟" ووجه الاستطلاع إلى المشاركين فيه سؤالين اثنين فقط هما:

 أولا: ما هو أهم موضوع يتعلق بالصحة خلال العام 2005؟

 ثانيا: ما هي القضايا الصحية العالمية التي تم تجاهلها أكثر من غيرها؟

وأشار البيان الصحفي حول الاستطلاع الصادر يوم 20 كانون الأول/ديسمبر 2005  إلى اتفاق المشاركين فيه على الموضوعات التي عبروا عن اهتمامهم بها.

فقد قال البيان الصحفي "من المثير للدهشة أنه بغض النظر عن المكان أو البلد الذي ينتمي إليه المشاركون في الاستطلاع، ومدى تباين الظروف، فإن اهتمامهم يكاد أن يكون متطابقا بنفس القضايا والموضوعات الصحية. فقد كانت ردود المشاركين في الاستطلاع  تقريبا متطابقة من الصين إلى نيجيريا إلى الولايات المتحدة."

ويذكر ان المسؤولين عن الرعاية الصحية في العالم قد كثفوا – طوال العام – تحذيراتهم من مدى خطورة أنفلونزا الطيور، ويظهر الاستطلاع أن الرسالة قد وصلت إلى الناس على ما يبدو لأنهم اختاروا هذا الموضوع ليكون على رأس قائمة الموضوعات الصحية التي يهتمون بها.

وبحلول شهر كانون الأول/ديسمبر 2005 يكتمل عامان على بدء إصابة البشر بفيروس H5N1 الشديد الخطورة والمسبب لأنفلونزا الطيور. ومنذ ذلك الحين أصيب أكثر من 140 شخصا بالمرض وتوفي 71 منهم.

وقد كانت أنفلونزا الطيور السبب في نفوق أكثر من 150 مليون طائر نتيجة تسلل الفيروس عبر دول جنوب شرق آسيا، وبدأ الآن يظهر بين الطيور في مناطق أبعد وصلت إلى رومانيا وكرواتيا وتركيا. لكن الملاحظ أن المرض الذي أصاب الطيور على امتداد منطقة مترامية الأطراف، لم ينتشر بين البشر إلا ببطء شديد. كما أنه لم تحدث إصابات بين البشر خارج منطقة جنوب شرق آسيا. وحتى الآن فإن كل حالات الإصابة بين البشر كانت نتيجة التعرض لطيور مريضة أو التعامل معها أو مع مخلفاتها أو فضلاتها. ولم يتوصل المسؤولون عن الرعاية الصحية في العالم بعد إلى التحقق من أن فيروس H5N1 قد طور قدرته على نقل العدوى بسهولة بين البشر، وهو التطور الذي لو حدث يمكن أن يؤدي إلى تفشي وباء بين البشر.

وفي استطلاع آخر للرأي أجرته منظمة الصحة العالمية احتل موضوع الإيدز والفيروس المسبب له(HIV) المرتبة الثانية في قائمة أهم الموضوعات الصحية خلال 2005 حسبما قال المشاركون. وكانت الدراسة السنوية التي أجريت لاستطلاع أبعاد انتشار المرض ونشرت في تشرين الثاني/نوفمبر قد توصلت إلى حدوث خمسة ملايين حالة إصابة جديدة به في العام 2005. كما ذكرت الدراسة أن العدد المقدر للمصابين بالإيدز والحاملين للفيروس المسبب له في العالم وصلت إلى أكثر من 40 مليون شخص. 

وربما يكون التعقيد الذي يتسم به مرض الإيدز قد انعكس في أن المرض قد حل أيضا في المرتبة الثانية ضمن قائمة أكثر الموضوعات الصحية تعرضا للتجاهل من وجهة نظر المشاركين في استطلاع الرأي، الذين أعربوا عن القلق من تبعاته التي لا تقف عند حد على النساء، وقدرة المرض على تحطيم أسر بالكامل.

إن حجم وباء الإيدز يتصف بالضخامة، لكن العام 2005 شهد تقدما بالنسبة لتوفير وتوصيل الأدوية التي تعين المرضى به. وخطة الطوارئ للإغاثة من الإيدز التي وضعها الرئيس بوش منذ عامين، وتطبق بالتعاون مع منظمات مشاركة فيها بالدول المستهدفة نجحت في توفير العلاج بالعقاقير لحوالي 400 ألف شخص يعيشون وهم من المصابين بالإيدز أو ممن يحملون الفيروس المسبب له(إتش آي في). وهدف الخطة هو زيادة هذا العدد إلى مليوني شخص خلال السنوات القليلة القادمة.

أما في ما يخص التدخين فقد ظهرت الآثار الصحية الضارة للتبغ أو التدخين – مثلها مثل الإيدز والإتش آي في - في ترتيب يقترب من قمة القائمتين باعتبارها من أهم الموضوعات وفي الوقت نفسه أكثرها تجاهلا في استطلاع الرأي الذي أجرته منظمة الصحة العالمية. وقالت المنظمة إن المشاركين في الاستطلاع ذكروا المخاطر التي يتعرض لها غير المدخنين نتيجة اختلاطهم بالمدخنين واستنشاق ما ينفثونه من دخان في البيئة المحيطة بهم، وكذلك حملات الدعاية والإعلانات التجارية المكثفة لترويج منتجات التبغ باعتبارها الأسس لاقتناعهم بأن هناك تجاهلا للموضوع .

ورغم النتائج التي خلص إليها المشاركون في الاستطلاع، فإن السيطرة على التدخين قد مر بمرحلة مهمة وحاسمة في العام 2005 عندما بدأ سريان اتفاقية الإطار التي وضعتها الأمم المتحدة للسيطرة على التدخين في شهر شباط/فبراير، وذلك بعد أن أقرها عدد من الدول يكفي للتصديق علي الوثيقة. ومع اقتراب نهاية العام 2005 أصبح عدد الدول المشاركة في الاتفاق 114 دولة، حسبما تقول منظمة الصحة العالمية. وتنص الاتفاقية على وضع مستويات قياسية عالمية لأسعار التبغ، وزيادة الضرائب، وما يكتب من معلومات وتحذيرات على عبواته، والإعلانات التجارية عنه والجهات الراعية للترويج له.

ومن المقرر أن يعقد أول اجتماع لاتفاقية الإطار في مدينة جنيف السويسرية في شباط/فبراير 2006.           

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 3/كانون الثاني/2006 -  2/ذي الحجة/1426