
البطالة مفردة ذات دلالة مؤلمة للعراقيين ولدول العالم الفقيرة بشكل
عام والاسباب واضحة للعيان بل غالبا ما تنظر الشعوب الفقيرة الى الدول
الغنية ( دول الشمال) بعين الحسد نظرا لمظاهر الترف التي تلوح في
حياتهم ولن يخطر في بال أحد ان الدول الاوربية مثلا تعاني من آفة
البطالة وتشكل فيها نسبة عالية، فمثلا وحسبما اوردته احصائية حديثة،
بلغ عدد العاطلين عن العمل في دول الاتحاد الأوروبي الـ(25) في شهر
أغسطس الماضي نحو 18,6 مليون شخص، بزيادة نسبتها 1,2% مقارنة مع الفترة
ذاتها من عام ·2004 وحسب أرقام نشرها المكتب الأوروبي للإحصاء (أوروستات)،
فقد ارتفع معدل البطالة في دول منطقة اليورو الـ12 من 8,5% خلال شهر
يوليو الماضي إلى 8,6% في أغسطس، وذلك انخفاضا من 8,9% في أغسطس ·2004
كما ارتفع مستوى البطالة على مستوى الاتحاد الأوروبي عامة من 8,6% في
يوليو الماضي إلى 8,7% في أغسطس·
وقد سجلت أيرلندا في أغسطس الماضي أقل معدل بطالة على مستوى أوروبا
(4,3%)، تلتها بريطانيا (4,6%)، ثم هولندا (4,7%)، فالدانمارك (4,8%)،
فالنمسا (5,2%)، ثم إيطاليا (7,7%)، فأسبانيا (9,4%)، فألمانيا وفرنسا
(9,6%)، تلتهما اليونان (9,9%)، وسجلت البطالة مستوى مرتفعاً في
سلوفاكيا (15,2%)، إلا أن بولندا كانت الأعلى على مستوى الاتحاد
الأوروبي بمعدل بطالة بلغ 17,5%·
وبلغت البطالة بين النساء في دول الاتحاد الأوروبي خلال أغسطس 9,6%
مقابل 10,3% لشهر أغسطس ،2004 بينما ارتفعت من 7,9% إلى 8% بالنسبة
للرجال.
ان هذه الارقام تبدو عالية جدا في دول تتمتع اقتصادياتها بقوة
كبيرة، فكيف ياترى يعيشون الرفاه في الوقت الذي يعانون بجدية من ظاهرة
البطالة .
ان الحل بالغ السهولة ولا يحتاج الى جهود خارقة ، فكل ما تقوم به
هذه الدول هو الالتزام الجدي بتطبيق نظام الضمان الاحتماعي واعانة
العاطلين عن العمل من خلال تخصيص مبالغ شهرية تكفيهم لاداء طقوس الحياة
اليومية المعتادة في بلدانهم .
وهذا الامر قد يشكل لنا درسا لعلنا نعالج ظاهرة البطالة بالطرق
التي تحفظ كرامة الانسان في بلداننا؟!!. |