مصر بلد لا تتمتع بقدر كاف من الديمقراطية و الحرية، وهو المحرك
الأساسي بل والوحيد صوب عدم نزاهة الانتخابات البرلمانية الأخيرة رغم
الرقابة عليها من قبل الهيئات القضائية_ التي لا حول لها ولا قوة_
ومنظمات حقوق الإنسان..ولكن ما عسانا نفعل مع حكومة قرانها التزوير
وفرضها التلاعب وسنتها تضليل الرأي العام.
ومن الواضح أن الانتخابات الأخيرة لم تكن نقطة تحول للديمقراطية كما
قالت الحكومة المنافقة وذلك لأنه ليس هناك جديد يذكر ولكن حتى نكن على
حق يذكر للحكومة موافقتها على ترشيح الإخوان المسلمين لنواب عن تيارهم
السياسي المضطهد في مصر.
السؤال اليوم يطرح نفسه: ما الجديد في هذه الانتخابات الموقرة؟!!
لعلي لا أجد مخلص للوطن يجيبني على هذا السؤال الصعب ولكن بالطبع ملوك
وسلاطين الحزب الوحيد في مصر لديهم إجابات حتى قبل عملية الاقتراع بسم
الله ما شاء الله ربنا يحرسهم ديما لأنهم يملكون الحقيقة المطلقة، ونحن..؟!
عصر عبد الناصر قالوا: أن الثورة هي ثورة المصريين وللمصريين فليس
هناك داعي للانتخابات لان الحالة السياسية لا تسمح بوجود قوى معارضة
لان ليست هناك معارضة أصلا.
أما السادات قالوا: إن الديمقراطية هي التي تحكم وتتحكم وذلك
النتيجة النهائية للانتخابات البرلمانية كانت محسومة قبل كل شيء إذ
كانت معروفة أنها 99.9% للحزب الوطني طبعا.
هذه الأيام تطورنا وتقدمنا عن الأول بكتير حيث ظهرت التعددية
الحزبية الشكلية الديكورية المظهرية فنرى الحزب الليبرالي المتسلط
والحزب الإشتركي المتبلور والحزب.. والحزب ولا نعرف هدف لأي حزب وهذا
ليس نابع من ضعف وعي سياسي ولكن نابع من ضعف فكر يستوطن قادة الرأي
والمثقفين المودرن والحمد لله زى ما بيقول المثل الشعبي باب النجار
مخلع.
ومن ألاعيب الحزب الوطني المستفزة هي وضعه لتلك الفئة التي تسمى
مستقلين بين الناخبين وذلك للحصول على الأغلبية في البرلمان بل أو بأخر،
والدليل على ذلك تصريح صفوت الشريف في وسائل الإعلام قبل الانتخابات
الأخيرة بأن الحزب الوطني لن يرفض النواب المستقلين الذين يريدون
الانضمام إلي الحزب.
وأرى عدم وجود فارق كبير بين انتخابات الرئاسة الأخيرة التي حسمت
نتيجتها من قبل أن يعلن تعديل مادة الدستور رقم 76 والتي تتعلق بالنظام
الرئاسي في مصر وبين الانتخابات البرلمانية الأخيرة المزورة والمزيفة
والتي استخدمت فيها أنظمة لقمع المواطنين وتفريقهم حتى يدلوا بأصواتهم
لممثل الحزب..أو ليذهبوا إلي بيوتهم وعائلاتهم والحمد لله إنها وصلت
لحد كدة ، ولكن الطريف فعلا والساذج أيضا أن أغلبية المرشحين إذا وقفت
معهم في خلسة للحديث معهم بشكل متحضر تفاجأ بانحدار ثقافي وقيمي
وأحيانا كثيرة أخلاقي .أليس هذا يدعو للحسرة وشق الجيوب ولطم الخدود؟هل
هذه مصر صاحبة الريادة الفكرية والسياسية والدبلوماسية...؟!!!.
وفي النهائية أريد أن أشير إلي أن الإعلام والصحافة المصرية لا
يتمتعان بالقدر الكافي من الموضوعية والحياد الذي هو جوهر العملية
الاتصالية والمعبر الرئيسي عن فكرها واستراتيجيتها وأيدلوجيتها الفكرية
وحريتها التي تنطلق من خلالها إلى الجمهور . |