قطاف الزيتون موسم فرح ومحبة وعطاء

ترتبط اشجار الزيتون المباركة عند الاردنيين والعرب عموما بالعطاء الواسع والنعمة والقداسة لذكرها فى القرآن الكريم مرارا ويشكل قطاف الزيتون وعصره موسم فرح يزين حياة الاردنيين.

وتحتل شجرة الزيتون مكانة عالية فى وجدان المزارعين والناس هنا عموما وتمثل ارثا حضاريا ومصدرا مهما للثروة وقيمة اجتماعية تراثية ارتبطت بالتاريخ والخير والبركة وكانت ولا تزال الى حد ما رمزا للجاه وسعة الملك خاصة اذا كان شخص معين يمتلك مزرعة زيتون كبيرة ومعها معصرة أو جزءا من معصرة.

يقول المزارع حمدان مسلم لوكالة (كونا) ان الاردنيين يستقبلون موسم الزيتون بلهفة فمنهم من ينتظره لتسديد الديون او للزواج او بناء بيت وتوسيعه بعد بيع الزيت.

ووصف شعوره اليوم وهو يجني ثمار الزيتون بانه "شعور الامتنان الى الله الرازق وشعور الفرح بموسم تبادل المحبة والعطاء بين الانسان والشجرة المباركة والارض الطيبة ".

واضاف ان المزارعين يعطون شجرة الزيتون قدرا كبيرا من المحبة والعناية والاهتمام فتبادلهم العطاء بعطاء يكافئ جهدهم وصبرهم.

واشار الى امتلاكه مزرعة زيتون مساحتها عشرة دونمات (10 آلاف متر مربع) قرب مدينة جرش " لكن انتاجها من الثمار لهذه السنة اقل مما كان عليه العام الماضي بسبب جفاف وسقوط الازهار أو النوار في بداية الربيع الماضي ما قلل عدد الثمار وبالتالي كميات الانتاج".

وايد المزارع ابو غالب قول جاره حمدان قائلا ان هذه الظاهرة معروفة للمزارعين جميعا فيكون الانتاج غزيرا فى عام معين ويقل في السنة التالية مبينا ان هذا العام مختلف اذ حملت الاشجار ثمارا أقل لكن حجم الثمار هذا العام أكبر كما ان نسبة الزيت فيها أعلى.

وذكر ابو غالب انه قد صاحبت تساقط الامطار موجة من التفاؤل بموسم زراعي مقبل اكثر كرما من الموسم الحالي.

ومن جهته يوضح مفلح عبدالله الذي يتاجر بالزيت والزيتون ان الزيت هذا العام افضل من سابقه لانخفاض نسبة الحموضة فيه مبينا ان نسبة الحموضة فى الزيت الطيب يجب الا تزيد عن ثلاثة في المئة وتجاوزها لهذا الحد يؤثر سلبا على تصنيف مستوى الجودة وبالتالي سعر البيع.

وتابع ان اجود الزيت هو المستخرج من الزيتون البعلي ويليه المستخرج من الزيتون المروي مشيرا الى ضرورة نقل ثمار الزيتون الى المعاصر فور قطافه لأن انتظار بضعة ايام يغير طعم الزيت الناتج منه.

وحول انتاجية الزيتون لهذا العام قال ان انتاج كل 100 كيلوغرام من الثمار تراوح بين 23 و27 كيلوغراما من الزيت الصافي مقارنة مع العام الماضي حيث تراوحت الانتاجية فى حدها الاعلى بين 20 و22 كيلوغراما.

وبين ان معدل اسعار البيع فى العام الماضي كان 32 دينارا اردنيا (8ر44 دولارامريكي) للعبوة الواحدة سعة 16 كيلوغراما بينما قفز معدل الأسعار حاليا الى 55 دينارا بسبب قلة المحصول وموجة الغلاء التي اجتاحت معظم السلع فى الاردن لاسيما المحروقات والمواد التموينية.

يذكر ان أقدم معاصر الزيتون التقليدية في الاردن هي معاصر منطقة جرش الجبلية التي تشتهر بزيتونها البعلي ووفرة امطارها.

وقد ادى الاستغناء عن المعاصر التقليدية واستبدالها بمعاصر حديثة الى توفير وقت المزارعين وجهدهم وفي زيادة انتاج البلاد من الزيت الذي ينتظرونه كل عام بفارغ الصبر ليعيشوا اسعد ايامهم عندما يجنون ثمار جهودهم.

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 29/كانون الاول/2005 -  26/ذي القعدة/1426