بعد ان وقفت واشنطن طبع مجلة هاي.. هل يعني ذلك فشل اعلامي جديد في العالم العربي..؟

أوقفت الولايات المتحدة نشر مجلة تستهدف تحسين صورة امريكا في الخارج بين الشبان العرب في علامة جديدة على ان جهود الدبلوماسية الشعبية الامريكية تعترضها مشاكل.

وقالت وزارة الخارجية التي ترعى مشروع مجلة هاي التي تصدر بالعربية وتوزع في انحاء العالم العربي وتتكلف 4.5 مليون دولار سنويا يوم الخميس انها أوقفت طبع المجلة لعدم وضوح مدى الاقبال على قراءتها.

وانتقدت سلسلة من الدراسات في الولايات المتحدة وسائل الاعلام الناطقة بالعربية التي تمولها الولايات المتحدة مثل اذاعة سوا وقناة تلفزيون الحرة لفشلها في جذب قطاع عريض من الجمهور.

وقام المسؤولون الامريكيون بحملة لتحسين صورة الولايات المتحدة بين العرب والمسلمين بعد هجمات 11 سبتمر ايلول عام 2001. ولكن الجهود تعثرت بسبب رفض كثير من العرب بشدة للسياسة الخارجية الامريكية وخاصة فيما يتعلق بحرب العراق والصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

ولكن مجلة "هاي" التي صدرت عام 2003 وكانت توزع 55 ألف نسخة شهريا في نحو 18 بلدا استهدفت التغلب على هذه العقبة والوصول الى القاريء مباشرة باستغلال ظاهرة انخراط الشبان العرب في الهروب من الواقع من خلال ثقافة البوب الامريكية.

وتضم الطبعة الالكترونية لشهر ديسمبر كانون الاول من مجلة "هاي" التي ستستمر رغم وقف النسخة المطبوعة موضوعات عن الطهي وكرة القدم والحياة الاسرية في العالم العربي مع التركيز على الحياة في ولاية تكساس الامريكية.

ولكن بعد توصيات من لجنة استشارية مستقلة قالت وزارة الخارجية الامريكية في بيان انها في حاجة الى جمع معلومات لمعرفة من يقرأ بالفعل مجلة كهذه تنافس مطبوعات شعبية ذات شكل مصقول جذاب.

وقال البيان "المراجعة جزء من جهد اوسع نطاقا لتطوير ثقافة القياس ولتقييم فاعلية برنامج الدبلوماسية الشعبية للوزارة بانتظام"

وكانت حملة في السابق لترويج فيلم فيديو يلقي الضوء على وضع المسلمين في الولايات المتحدة قد لاقت انتقادات شديدة ووصفت بأنها غير فعالة.

وجاء وقف المجلة بعد أن سعت كارين هيوز السفيرة الامريكية الجديدة للنوايا الحسنة جاهدة لتحسين صورة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط.

وطافت هيوز التي كانت من أقرب معاوني الرئيس جورج بوش قبل ان تتولى هذا المنصب الرفيع في وزراة الخارجية عددا من الدول العربية في سبتمبر ايلول.

ولكن هيوز التي ليس لها سابق خبرة بالدبلوماسية الخارجية وجدت صعوبة في تحسين صورة الولايات المتحدة مع نفور الجمهور مما اعتبره افتقارها للحساسية الثقافية.

وكانت فضائية الحرة موضع نقاش كبير في الكونغرس في الشهر الماضي، حيث تمت هيكلة قيادتها من أجل تصعيد مهماتها وسط رفض كبير من المتابعين العرب لتوجهاتها بما في ذلك إذاعة سوا. وبلغت تكلفة إنشاء فضائية الحرة التي تدفع نفقاتها من جيوب دافعي الضرائب الأميركيين حوالي 65 مليون دولار سنويا، وذلك بقرار من الكونغرس الذي يتابع أدائها وسياستها الإعلامية.

وهناك نسخة باللغة الإنكليزية من مجلة (هاي) وهي ستستمر في الصدور، مسعى منها للوصول إلى الشباب في شتى أنحاء العالم الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والخامسة والثلاثين. ويبدو أن الموقع الالكتروني لمجلة هاي باللغة الإنكليزية هو الأقوى. حيث تتضمن النسخة الدولية من المجلة العديد من الموضوعات مثل المهن والرياضة والترفيه والتربية والعلاقات الاجتماعية وغيرها من المواضيع الجديرة باهتمام الشباب.

شبكة النبأ المعلوماتية -الأحد 25/كانون الاول/2005 -  22/ذي القعدة/1426