مشاركة حماس في الانتخابات هل يفرز واقعا جديدا؟

مات ثلاثة من ابناء مريم فرحات في القتال ضد اسرائيل وهي الان مرشحة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني وتقول ان السياسة امتداد طبيعي لدورها في القتال المسلح لحماس.

ومريم فرحات التي يعتبرها الفلسطينيون رمزا للانتفاضة التي اندلعت في الاراضي الفلسطينية في عام 2000 هي واحدة من عدة نساء من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) يخضن الانتخابات التشريعية المقرر اجراؤها يوم 25 يناير كانون الثاني.

وقالت مريم فرحات (56 عاما) في مقابلة مع رويترز "نحن مصرون حتى لو كان اي شيء مايكون.. يكون لنا مشاركة لان المرأة دورها برز بشكل واضح خلال الانتفاضة. شيء طبيعي جدا ان المرأة تشارك بميادين القتال.. لماذا لا تشارك في المشروع السياسي."

ومريم فرحات المعروفة ايضا باسم أم نضال هي واحدة من نحو 66 مرشحة لحماس في اول حملة تخوضها الجماعة لدخول البرلمان. واجتاحت حماس الانتخابات المحلية في مدن الضفة الغربية في الاسبوع الماضي.

وسجل اسرتها مع النشطاء يجعل ام نضال مقربة من الكثير من الفلسطينيين ويقول محللون ان قرار حماس بترشيحها هو مؤشر على مدى جدية الجماعة في تحديها في الحملة لفصيل فتح الحاكم.

وهدد الاتحاد الاوروبي ومجلس النواب الامريكي بوقف المعونات للسلطة الفلسطينية اذا ما فازت حماس في الانتخابات.

وقالت اسرائيل يوم الاربعاء انها ستمنع فلسطينيي القدس الشرقية من التصويت اذا ما شاركت حماس في الانتخابات. وقال مسؤولون فلسطينيون ان هذه الخطوة يمكن ان تؤخر الانتخابات.

وقالت ام نضال التي تزور القاهرة قادمة للعلاج الطبي "المشروع الجهادي كان اصعب وامر من المشروع السياسي. ولو ان المشروع السياسي نواجه فيه تحديات وصعوبات لن يكون الامر بالسهل علينا."

واضافت "المقاومة تحتاج الى المشروع السياسي ان يدعمها من خلال وجودنا في المجلس التشريعي."

وتابعت ام نضال "كل الضغوط الخارجية تريد تهميش حماس وابعادها عن السلطة.. نحن مصرون اكثر رغم كل الضغوط على ان يكون لنا وجود لان نحن من الشعب الفلسطيني ولسنا غرباء عن الشعب."

وادى انقسام في صفوف فتح الى تحسن فرص حماس في انتخابات 25 يناير كانون الثاني. ومن المتوقع ان تحقق الجماعة نجاحا كبيرا بسبب شعبيتها التي رسختها من البرامج الاجتماعية واشتهارها بانها لم يلحق بها فساد.

وقال محللون ان عوامل مماثلة ساعدت على بناء الدعم للاخوان المسلمين في مصر التي اخذت حماس منها جزءا من ايديولوجيتها. وفازت جماعة الاخوان المحظورة في مصر بعدد كبير نسبيا من المقاعد في البرلمان في الانتخابات التي جرت في الاونة الاخيرة.

وقالت مريم فرحات التي التقت بالمرشد العام للاخوان المسلمين في مقر الجماعة في القاهرة خلال الاسبوع الجاري "هذا مؤشر خير."

وقالت "الحمد لله صار لهم وجود.. لو هي الانتخابات ظلت على نزاهتها لكان يمكن حققوا نتيجة اكبر."

من جهة اخرى أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه يوم الاربعاء ان نصف الاسرائيليين يحبذون اجراء محادثات مع حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) رغم دعوتها للقضاء على اسرائيل.

وتعتبر اسرائيل حماس المسؤولة عن عشرات التفجيرات الانتحارية منظمة ارهابية وتقول انه يتعين نزع سلاحها فضلا عن تخليها عن تعهدها بالقضاء على اسرائيل. وتعارض اسرائيل مشاركة حماس في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية المقرر اجراؤها في يناير كانون الثاني.

وقال يعقوب شامير الذي اشرف على اجراء الاستطلاع ان 50 في المئة من الاسرائيليين الذين شاركوا في الاستطلاع الذي اجرته الجامعة العبرية بالقدس في منتصف ديسمبر كانون الاول سيؤيدون اجراء محادثات سلام مع حماس اذا كان ذلك ضروريا للتوصل الى اتفاق للسلام بينما قال 47 في المئة انهم سيعارضون ذلك.

وقال شامير ان الاسرائيليين لم يصبحوا أكثر قبولا لحماس ولكنهم أدركوا تزايد شعبية الحركة بين الفلسطينيين.

وحققت حماس نتائج جيدة في الانتخابات البلدية الفلسطينية خلال الاشهر القليلة الماضية. وتظهر استطلاعات الرأي ان شعبية الحركة تصل الى نحو 30 في المئة قبل الانتخابات المزمعة في 25 يناير كانون الثاني.

وقال شامير "هذا يظهر ادراك الاسرائيليين لما يجري على الجانب الفلسطيني وهو أن حماس جادة في عزمها القيام بدور على الساحة السياسية الفلسطينية... لا يمكننا في الحقيقة منع هذا والناس يعرفون ذلك."

وشبه شامير رفض اسرائيل اجراء حوار مع حماس بحظرها على مدى عقود اجراء اي محادثات مع منظمة التحرير الفلسطينية قبل اتفاق السلام عام 1993.

وقال شامير "العملية ستستغرق وقتا أقل هذه المرة."

وتعارض حماس رسميا اجراء محادثات مع اسرائيل ولكن بعض قادة الحركة لمحوا في الاونة الاخيرة الى انهم قد لا يستبعدون المحادثات.

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 23/كانون الاول/2005 -  20/ذي القعدة/1426