برزان كان يأكل العنب وهو يشاهد التعذيب..

 

قال رجل يزعم انه من ضحايا التعذيب أثناء ادلائه بشهادته في محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين في بغداد يوم الاربعاء ان برزان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام كان يأكل العنب وهو يشاهده يصرخ من الالم في غرفة تعذيب

وكان هذا من بين أكثر الاتهامات التي وجهت في المحكمة حتى الان تحديدا ومباشرة. وكانت بعض الافادات السابقة التي أدلى بها شهود الادعاء تفتقر الى الدقة والترابط.

وقال الشاهد الذي أدلى بإفادته من خلف ستار واشير اليه بالشاهد رقم واحد لحجب هويته ان برزان ابراهيم التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام ورئيس جهاز المخابرات كان حاضرا عندما عذب في بغداد في الثمانينات.

واضاف انه أثناء التحقيقات كان رجال المخابرات يعذبونه بينما كان برزان يأكل العنب.

وصدام وبرزان وستة مسؤولين اخرين متهمون بارتكاب جرائم ضد الانسانية. ويقول الادعاء انهم امروا بقتل 148 شخصا من سكان قرية الدجيل الواقعة الى الشمال من بغداد عقب محاولة فاشلة لاغتيال صدام في البلدة عام 1982.

وينفي الثمانية هذه الاتهامات.

وإنفعل برزان ابراهيم التكريتي الذي يحاكم مع اخيه غير الشقيق صدام حسين وفقد أعصابه في جلسة المحاكمة يوم الاربعاء ونعت شاهدا بالكلب واتهمه بتشويه 35 عاما من تاريخ العراق بالاكاذيب.

وهب برزان وهو أحد ثلاثة اخوة غير أشقاء لصدام ومتهم مع الرئيس المخلوع وستة مسؤولين بعثيين سابقين اخرين بارتكاب جرائم ضد الانسانية للدفاع عن طه ياسين رمضان النائب السابق للرئيس العراقي عندما اتهم الشاهد رمضان بتدمير مزارع في قريته في منتصف الثمانينات.

وصاح برزان المدير السابق للمخابرات قائلا "ان حذاءه (رمضان) اشرف منك ومن عشيرتك.. يا كلب."

وفتح حراس المحكمة مرتين باب قفص الاتهام كأنما سيخرجونه من قاعة المحكمة لكن القاضي منعهم.

وسأل برزان القاضي قائلا "لماذا لا تعطيني المجال بالرد على شهادة الشاهد. انه يحمل فرشاة فيها صبغ اسود ويلطخ فيها مسيرة تاريخها 35 سنة من حكم العراق."

وقال للشاهد الذي اتهم برزان بركله بينما كان راقدا في السجن "شهادتك كلها كذب."

وطلب القاضي الكردي رزكار محمد أمين مرارا من برزان أن يحترم الشاهد وأن يتوقف عن سبه لكن برزان انفعل مرة أخرى عندما طلب منه الشاهد علي حسن الحيدري عدم الاشارة اليه "بالاخ علي".

وقال برزان "يشرفك ان اناديك باخي."

والثمانية متهمون باصدار اوامر بقتل نحو 148 شخصا من سكان قرية الدجيل الواقعة الى الشمال من بغداد عقب محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس صدام حسين في البلدة في عام 1982.

وظهر برزان كأبرز المتكلمين من بين المتهمين الثمانية منذ بدأت المحاكمة في 19 اكتوبر تشرين الاول متفوقا حتى على صدام في ذلك.

وقال الشاهد علي محمد حسن الحيدري (37) عاما وهو يعمل حاليا كإعلامي في مؤسسة شيعية للتبليغ الاسلامي أنه شاهد «عمليات التعذيب وشاهد عددا كبيرا من الجثث لابناء الدجيل قتلوا على يد رجال المخابرات العراقية وأجهزة حزب البعث السابق».

وقال«لقد شاهدت برزان التكريتي محاطا بعدد من مساعديه وسط قاعة تضم عددا من المعتقلين بينهم نساء ثم تم نقلنا بسيارات محاطة بحرس وتوجهت إلى مكان لم نعرفه من قبل حيث نقلنا إلى غرفة الاعتقال في مكان شبه مظلم يعلوها شباك حديد صغير حيث قارب أعداد المعتقلين لاكثر من مئة شخص بينهم شخص بعمر 90 عاما».

وأضاف «لقد عشت وشاهدت التعذيب وعمري 14 عاما لقد كان التعذيب شديدا باستخدام الكهرباء والاسلاك المطاطية حيث كان الشخص يذهب سليما ويعود محمولا والدماء تسيل من أجزاء واسعة من جسمه فضلا عن طرق تعذيب فريدة داخل معتقلات المخابرات العراقية لمدة 70 يوما».

ووجه الحيدري اتهاما مباشرا الى اخ صدام غير الشقيق برزان ابراهيم التكريتي الذي كان رئيسا للمخابرات.

وتابع الشاهد بإدلاء أفادته فيما كان صدام يسجل بعض الملاحظات على ورقة كانت بيده تارة وإمساك لحيته تارة أخرى وسط إصغاء الجميع باستعراض «قسوة الوضع المأساوي الذي تعرض له المعتقلون والنقص الشديد في الاكل والماء».

وقال إن «العشرات من المعتقلين توفوا جراء التعذيب وقد شاهدت برزان وقد دخل إلى احد المعتقلات ووقف فوق رأسي واستفسر مني عن اسمي حيث كنت مريضا ورفسني رفسة قوية وطلب من مساعديه عدم تقديم المساعدة الطبية لي وبعدها نقلت إلى سجن أبو غريب في جناح خاص بجهاز المخابرات بصحبة جميع أفراد عائلتي المكونة من 43 شخصا وعوائل أخرى لمدة سبعة أشهر».

وأضاف «ثم تم نقلنا إلى بيوت داخل صحراء السماوة بحالة مزرية ووضع صحي صعب للغاية لمدة ثلاث سنوات».

وقال الشاهد الحيدري «بعد خمس سنوات خرجنا من المعتقلات وعدنا إلى مدينتنا ورأينا آثار الخراب وتجريف جميع البساتين بقيادة طه ياسين رمضان وتم ترحيلي لاداء الخدمة العسكرية في الجيش السابق».

وأضاف «أوجه التهمة إلى صدام بإعدام سبعة من أشقائي ولم نستلم جثثهم حتى الان ولم نحصل على شهادة الوفاة وإلى كل من برزان والاخرين».

وبعد انتهاء الشاهد من ادلاء إفادته وجه اعضاء الدفاع عن صدام حسين اسئلة الى الشاهد للتحقق من بعض المعلومات الواردة في شهادته وخاصة ما يتعلق بقصف المدينة والبساتين بالمدفعية والطائرات ومشاهدته عمليات قتل عدد من المعتقلين في المعتقلات.

وقال برزان بعد ان ادلى الشاهد علي الحيدري باقواله «سيادة القاضي لقد منحتم الشاهد اكثر من ساعتين ونصف يتكلم فيها عن تلك الامور الملفقة والخيالية والتي كلها كذب 100%».

واضاف «انا استغرب كيف يرتضي انسان مسلم على نفسه ان يتكلم كلاماً غير صحيح».

وبعد هذه الكلمة قطع التلفزيون الصوت لمدة نحو خمسة دقائق.

ثم عاود الصوت حين قال برزان «انا قلت لك في الجلسة الماضية انك قبلت على نفسك محاكمة التاريخ انت ومن معك».

وتابع «سيادة القاضي هؤلاء الاناس (الشهود) مجرمين واذا كنت محل عواد البندر عام 1982 لاتخذت نفس الاجراءات».

فرد عليه رئيس المحكمة رزكار محمد امين «رجاء لاتجرح مشاعر الاخرين»فرد عليه برزان ساخرا «الا تريدني ان اجرح مشاعرهم الوردية».

وقال برزان وهو يتهجم على الشاهد علي محمد حسن الحيدري «كرامتك ليست من كرامة العراق بل من دولة اخرى لانك شربت الحليب هناك».

ووصف برزان التكريتي الشاهد الحيدري بانه كاذب ومزور وغير عراقي.

وقال برزان: هذا الشاهد مثل اللي سبقوه طباعهم مثل طباع «الغربان»!

كل كلامه تزوير وكذب.. وانا وحكومتي وحزبي.. احنا صرنا «ذئاب كاسرة» .. بعد 30 سنة حكم لهذا البلد كل الاشياء.. بفرشة تنمحي!

العالم كله يسمع هذا الكلام المزور الحين!

وتحدى برزان اي شخص ان يثبت انه وقّع على اي ورقة تثبت قيامه بتعذيب او قتل اهل الدجيل!

ووجه حديثه للقاضي رزكار:

انتو لو تجون في نفس الوقت ويقصد «وقت وقوع حادثة الدجيل» لكنت اقدمت على نفس العمل الذي قمنا فيه.. هذا عمل وطني وهؤلاء خونة للوطن!!

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 23/كانون الاول/2005 -  20/ذي القعدة/1426