محاولة لاغتيال احمدي نجاد الذي منع الموسيقى الغربية

 نفت ايران يوم الاثنين تقارير اعلامية عن أن المعركة التي دارت بالاسلحة النارية في المنطقة الحدودية الجنوبية الشرقية التي تشيع بها الفوضى كانت محاولة لاغتيال الرئيس محمود أحمدي نجاد.

وقال مسؤولون حكوميون ان أحمدي نجاد كان يلقي كلمة في زاهدان عاصمة اقليم سستان وبلوخستان يوم الاربعاء عندما هاجم مهربون سيارة تقل قوات أمنية في الطريق الى ميناء شهربهر على الخليج.

وقال غلام حسين الهام المتحدث باسم الحكومة في مؤتمر صحفي "خلال الهجوم قتل السائق وحارس ثوري. تدخلت الشرطة على الفور. قتل أحد المهربين واعتقل اخر."

وتحدثت بعض التقارير المحلية والاجنبية عن الهجوم بوصفه محاولة اغتيال ولكن المسؤولين قالوا ان السيارة التي تعرضت للرصاص لم تكن ضمن موكب أحمدي نجاد وان سفر الرئيس من هذا الطريق لم يكن واردا.

وأرسلت هذه السيارة في اطار اجراءات أمنية واسعة النطاق فرضت لزيارة الرئيس.

وقال الهام "يظهر الهجوم أن هذه المنطقة غير امنة تماما بالنسبة للجميع.. سنة وشيعة. البلوخ وغير البلوخ."

ويمثل السنة غالبية قبائل البلوخ في جنوب شرق ايران. اما الشيعة فهم غالبية في ايران.

ويقع اقليم سستان وبلوخستان الايراني في المسار الرئيسي لتهريب المخدرات التي تنقل من أفغانستان وباكستان الى اوروبا. ولقي أكثر من 3300 شرطي ايراني حتفهم خلال محاربة مهربي المخدرات المسلحين منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979.

وتنتشر نقاط الشرطة في المنطقة الامر الذي يفسر سرعة تدخل الشرطة في المعركة.

وفي الكلمة التي القاها أحمدي نجاد في زاهدان وصف المحارق النازية لليهود بأنها اسطورة مختلقة مما أثار انتقادات دولية شديدة.

وقالت صحيفة الحياة ان سيارة احمدي نجاد تعرضت لاطلاق نار مباشر في الساعة السادسة والنصف من مساء الخميس الماضي، في منطقة سراوان فيما كان متوجهاً الى منطقة تشاهبهار المطلة على بحر عمان، لحضور اضخم مناورات عسكرية برية - بحرية، بمشاركة القوات المسلحة و(الحرس الثوري) وميليشيا الـ (باسيج).

وكان الرئيس الايراني قادماً من مدينة زاهدان مركز اقليم سيستان وبلوشستان حيث اعاد التأكيد على مطالبته الدول الغربية بتحمل مسؤولية(المجازر) بحق اليهود و(نقل) اسرائيل الى أوروبا او أميركا.

واضافت المصادر ان الاشتباك ادى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى بين المهاجمين الذين افيد ان عددهم عشرة. وتعاملت السلطات مع الحادث بتكتم شديد ولم تشر اليه الا في معرض نفيه امس، بعد مرور خمسة ايام على وقوعه، على رغم انتشار الاشاعات وتساؤل بعض المسؤولين عن أبعاد المحاولة ومدى انعكاسها سلبا على الوضع الأمني الايراني.

واكتفت وكالات الانباء والصحف الايرانية بنشر تفسيرات صدرت عن رئاسة الجمهورية، اذ نقلت صحيفة(جمهوري اسلامي) المحافظة والناطقة باسم الحزب الجمهوري الاسلامي، عن بيان رئاسي ان فريق الاستطلاع في موكب الرئيس الايراني والذي كان يتولى مهمة استكشاف الطريق، اصطدم مع مجموعة من(المخربين والاشرار).

وقال الناطق باسم الحكومة غلام حسين الهام في مؤتمر صحافي امس، ان(قطاع طرق هاجموا عددا من اخواننا في الحرس الثوري الذين انهوا مهمتهم) المتمثلة في حماية تنقلات الرئيس داخل البلاد. وزاد: (انهم لصوص مسلحون يهددون امن المنطقة)، مؤكدا(استشهاد احد عناصر الحرس الثوري وسائق من منطقة بالوشستان) ومقتل اثنين من المهاجمين.

وبثت وكالة انباء الطلبة(ايسنا) نبأ تشييع جثمان حجت كرمابدري مرافق الرئيس، من مبنى رئاسة الجمهورية في طهران. ونقلت عن قائد الـ(باسيج) اللواء محمد حجازي قوله ان الحادث(جرس انذار يجب ان ينبهنا الى ان مسؤوليات ثقيلة ما تزال تقع على كاهلنا)، معتبراً ما حصل(درسا كبيرا للذين لا يزال تفكيرهم بسيطا ويعتقدون بأن روحية مرحلة الدفاع المقدس -الحرب العراقية الايرانية- تراجعت). وشدد حجازي على ان(كل القوى المسلحة من جيش وحرس وتعبئة، جاهزة للدفاع عن امن البلاد بأرواحها).

على صعيد مختلف ذكرت وسائل الاعلام الاثنين ان الرئيس الايراني المحافظ محمود احمدي نجاد دعا في مرسوم التلفزيون والاذاعة الرسميين الى التوقف عن بث الموسيقى الغربية والمنحطة والى تشجيع الموسيقى الوطنية وتلك التي تذكر بحقبة الثورة الاسلامية.

وقال احمدي نجاد الذي يرأس ايضا المجلس الاعلى للثورة الثقافية "اعتبارا من اليوم على التلفزيون والاذاعة تجنب الترويج للموسيقى الغربية والمنحطة والتركيز على الموسيقى الوطنية والتقليدية بالاضافة الى الموسيقى التي (تريح الاعصاب وتلك التي تذكر بحقبة الثورة الاسلامية). وينص القانون على تقيد الاذاعة والتلفزيون بقرارات المجلس.

وتبث وسائل الاعلام الرسمية عادة موسيقى تقليدية او مقطوعات لعازف البيانو ريتشارد كليدرمان التي تعتبر موسيقى "تريح الاعصاب". غير ان العديد من البرامج بدأت ترفق بموسيقى اكثر حداثة مثل ال"هيب هوب" و"التكنو".

واضاف الرئيس انه "يجب تفادي العنف والانحطاط في الانتاجات السينمائية". من جهته اعلن وزير الثقافة الايراني محمد حسين سفار هراندي فرض بعض القيود على السينما الايرانية.

ونقلت وكالة الانباء الطلابية عن الوزير قوله انه "يجب منع الافلام المهينة لدين الشعب وثقافته (...) والافلام المنحطة والسخيفة".

وكانت ولايتا الرئيس محمد خاتمي (1997-2005) شهدتا سياسية ليبرالية في المجال الثقافي.

وقد سمح آنذاك بعرض افلام غربية في صالات السينما كما استطاع التلفزيون الرسمي على الرغم من سيطرة المحافظين عليه بث افلام اجنبية وبرامج رياضية وثقافية وتربوية تتخللها موسيقى غربية.

ويشاهد العديد من الايرانيين برامج القنوات الفضائية على الرغم من حظرها في منتصف التسعينات. وانتخب محمود احمدي نجاد في حزيران/يونيو على قاعدة اعادة ارساء "قيم" الثورة الاسلامية.

وتقول المصادر ان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أصدر أمرا بحظر الموسيقى الغربية والموسيقى "غير المحترمة" من محطات الاذاعة والتلفزيون الحكومية.

ويأتي الحظر بعد صدور حكم من المجلس الثوري الاعلى للثقافة الذي يرأسه، بحظر الاغاني الغربية من موجات الاثير.

وقال بيان صادر عن المجلس "من المطلوب منع الموسيقى غير المهذبة والموسيقى الغربية من أن تبث في الجمهورية الاسلامية".

وقال لاعب الجيتار الايراني باباك رياهيبور، وهو موسيقار تعرض أغانيه في التلفزيون والاذاعة الحكومية، "هذا شيء مزعج، هذا القرار يكشف عن نقص في المعرفة والخبرة".

وكان أحمدي نجاد قد تولى الحكم في بلاده هذا العام بعد أن وعد بمراجعة سلسلة الاصلاحات التي شهدتها إيران وإعادتها إلى أجواء سيطرة المحافظين المتشددين التي سادت بعد الثورة عام 1979.

وقال المجلس في موقعه على شبكة الانترنت في إشارة إلى الحكم الصادر في أكتوبر/تشرين الاول، "تم التأكيد على الاشراف على المحتوى في الافلام، والمسلسلات التلفزيونية والدبلجة التي تحدث عليها من أجل دعم السينما الروحية والقضاء على الابتذال والعنف".

ويتضمن برنامج أحمدي نجاد الاستغناء عن المزيد من المعتدلين من مسؤولي الحكومة واستبدالهم بقادة سابقين في الجيش وآخرين من علماء الدين الذين لا يملكون خبرة سياسية.

وشن الرئيس الايراني خلال الاسابيع القليلة الماضية هجوما قويا ضد إسرائيل ودعا فيه إلى "محوها من على الخريطة"، كما وصف محارق اليهود على أيدي النازي بأنها "خرافة".

شبكة النبأ المعلوماتية -اربعاء 21/كانون الاول/2005 -  18/ذي القعدة/1426