السياج الصهيوني يعزل الفلسطينيين عن حقولهم وأعمالهم

 لم يعد بمستطاع عمر سماره المزارع من بلدة حارس بالضفة الغربية الوصول بسهولة ويسر الى بستان الزيتون الذي يملكه بسبب السياج العازل الذي تبنيه اسرائيل في عمق أراضي الضفة التي احتلتها في حرب عام 1967 .

وقال سماره لرويترز "السياج أبعد كرمنا وزيتوننا عنا. لقد أصبحنا مضطرين للمشي عشرة أضعاف المسافة كي نعتني بالكرم المغروس فيه 500 شجرة زيتون."

منذ عشرة أيام وتحت حراسة دوريات تابعة للجيش الاسرائيلي تواصل جرافات اسرائيلية عملها وتحفر في الطريق المسماة (عابر السامرة) فيما تقوم عربات صهاريج بتعبئة الحفر بخرسانة مسلحة لتصبح قواعد تُبنى عليها أعمدة السياج العازل بارتفاع مترين وثلاثة امتار ليمتد من بلدة حارس وحتى مفترق زعتره الحيوي الذي يستعمله الفلسطينيون من شمال الضفة الغربية للوصول الى مدينة رام الله ومدن أخرى تقع في جنوب الضفة الغربية.

واشتكى فلسطينيون اخرون من سكان قرى مجاورة لحارس من العراقيل والقيود التي أوجدها السياج العازل الاسرائيلي. على مقربة من حارس يمكن للمراقب مشاهدة مبنى صغير يقع داخل دائرة مسيجة بالكامل باسلاك شائكة. ومن المفارقات ان تدلت من شباكه يافطة صغيرة كتب عليها "مركز مردا للتنمية المستدامة."

وقال مدير المركز نصفت الخفش لمراسل رويترز "السياج أغلق مركزنا لم نعد قادرين على الدخول الى المركز لمزاولة عملنا. كنا نستخدم المركز لتنفيذ دورات وورش عمل تنموية تهدف الى تطوير قدرات المزارعين والنساء والطلاب الجامعيين من قرى المنطقة."

ويتبع المركز الواقع بمحاذاة طريق عابر السامرة لمؤسسة فلسطينية غير حكومية مقرها في رام الله.

ويعتبر طريق عابر السامرة من أكبر الطرق التي بنتها اسرائيل في الضفة ويربط بين تل ابيب داخل اسرائيل ومناطق الأغوار الفلسطينية ويؤمن شبكة طرق فرعية متصلة بعشرات المستوطنات اليهودية.

وقال الخفش "لقد حول السياج العازل القرية برمتها الى جزيرة معزولة تماما عن محيطها من البلدات والقرى الأخرى. لقد اصبحنا بين ليلة وضحاها وكأننا في سجن. المزارعون لا يستطيعون الوصول الى اراضيهم الزراعية للعناية بها او لحرثها والطلاب الجامعيون لا يستطيعون مغادرة القرية للوصول الى جامعاتهم الا بعد ان يمشوا مسافة للوصول الى مخرج القرية الوحيد الذي هو عبارة عن بوابة حديدية تخضع لمراقبة الجنود الاسرائيليين."

ويبرر الجيش الاسرائيلي بناء السياج العازل في الاراضي الفلسطينية بانه يمنع عمليات انتحارية فلسطينية داخل اسرائيل. وقبل أيام فجر شاب فلسطيني ينتمي الى حركة الجهاد الاسلامي نفسه عند مدخل مركز تسوق في بلدة نتانيا الاسرائيلية مما ادى الى مقتل خمسة اسرائيليين واصابة عشرات.

ومن جانبهم يقول الفلسطينيون ان بناء السياج هو عقاب جماعي وان الغرض منه هو مصادرة المزيد من الاراضي الفلسطينية في الضفة ومصادرة نتائج محادثات الوضع النهائي لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

وقال سماره الذي انتخب مؤخرا لتولي رئاسة المجلس القروي في بلدته التي يقطنها 3500 نسمة معظمهم مزارعون "تصريحات الجيش غير واقعية. الجرافات تعمل في اراضينا منذ اكثر من اسبوعين وعلى امتداد 15 كيلومترا."

وأضاف "السياج فصل 4000 دونم من الاراضي الزراعية عن اصحابها القرويين المقيمين في القرية. وتشكل محاصيل الاراضي من الزيت والزيتون والحبوب والتين مصدر الدخل الرئيسي لسكان بلدة حارس الذين ماعادوا يحصلون على دخل من العمل في اسرائيل."

ومن تخوم القريتين يمكن مشاهدة المباني الحديثة والفيلات المسقوفة بالقرميد الاحمر لمستوطنة أرئيل أكبر مستوطنة يهودية في الضفة الغربية. وتحيط بالقرى الفلسطينية الاربع سبع مستوطنات هي عمانوئيل ياكير وبركان ورفافا وتفوح ونيتافيم بالاضافة الى أرئيل.

وقال الخفش (43 عاما) ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي صادرت 4000 دونم من أراضي القرية عام 1978 لتوسيع مستوطنة أرئيل.

وتقوم القوات الاسرائيلية ببناء اجزاء من الجدار في عدة قرى وبلدات تقع شمالي مدينة القدس الشرقية العربية المحتلة منذ عام 1967 .

وفي مناطق من الضفة قال مزارعون ومسؤولون محليون فلسطينيون ان ضباطا من الجيش الاسرائيلي أبلغوهم وأخطروهم بمصادرة مساحات من اراضيهم لاستكمال بناء السياج ونقاط مراقبة عسكرية.

ويعلق سماره قائلا "توسيع المستوطنات يأتي على حسابنا. بدليل ان بناء السياج يحرمنا من اي بناء عمراني يلبي احتياجات النمو الطبيعي للسكان.

شبكة النبأ المعلوماتية -اربعاء 14/كانون الاول/2005 -  11/ذي القعدة/1426