احذرو القائمة 17/7/1968

حامد الحمراني

 العراقيون يكرهون كلمة الحملة لانها تذكرهم بالحملة الايمانية للرئيس المؤمن صدام الكافر وهم يكرهون كلمة المعركة لانها ايضا تصدمهم بمعارك التحرير لبطل الهروب القومي ابتداءا بمعركة المعارك نسبة الى اكلة عراقية اسمها (كبة الكبة) وانتهاءا بمعركة ام المهالك التي اعادت الينا الاراضي المغتصبة (الدورة وتل ابيب والجولان والمحمودية المحتلة) .. وعليه ساقول العملة الانتخابية على وشك الانتهاء تمهيدا لانتخابات مجلس البرلمان القادم 15/12/2005 

وتشهد هذه العملية ممارسات احتقانية وانفعالية وحاتمية نسبة الى ( حاتم الطائي) اهونها تمزيق البوسترات واعنفها ازهاق ارواح المواطنين واجملها تكريم المنتخب الوطني الذي فاز على المنتخب السوري قبل اغلاق الحدود واروعها امتصاص البطالة فالكل يعمل الخطاطون وبائعو القماش ومطابع البوسترات وعمال اللصق وعمال البصق  وعمال التمزيق وعمال التشويه ومعتمدي اعلانات الصحف المستقلة  –  فالتنافس المدني والتبادل السلمي للسطة – تجربة جديدة على مجتمع المقابر الجماعية والاقصاء الوطني ..واذا كنتَ مهما او نصف مهم – وتستطيع ان تعرف ذلك ديمقراطيا بان تجمع 50+ 1 وهي الاغلبية البسيطة واما  دكتاتوريا فان الاغلبية البسيطة فهي عبارة عن 99+ 1 فاذا كنت كذلك فستشملك الالطاف الانتخابية سيدعوك احدهم لوليمة انتخابية كبرى  ولا تتفاجأ اذا وجدت كل الطيف الغذائي موجودا في تلك المائدة تعبيرا عن التوجه الديمقراطي لهذه القائمة ففيها اللحوم البيضاء والحمراء والصفراء فلا فرق ولا تهميش ولا اقصاء  وستجد المشروبات الغازية وجميع اصناف الفواكه فالمائدة عامرة بالتنوع والتعدد  وقبول الاخر سواء من انتاج مزراعيي فلاحيي الداخل او بمساعدة تجار الخارج.. واذا كنت مهما جدا ولديك شخصية مؤثرة على عشيرتك او منطقتك او ممن يعنيهم امرك فقد تشملك العنايات الانتخابية السخية قد  يدس اليكَ احدهم مظروفا او طردا تجد فيه حقائب مدرسية وملابس وهدايا لك ولاطفالك المجاهدين وعشيرتك المناضلة ومدينتك الباسلة المضحية  مدعومة بقصاصات ورقية مكتوب فيها انتخبوا هذه القائمة فهي ملاذ المستضعفين والمحرومين والمقهورين والمتقاعدين.

 واخرى تقول اذا كنتَ من ذوي الشهداء فانتخب هذه القائمة واذا اردت تكثير الشهداء فانتخب القائمة تلك ولافته تقول  انتخبوا هذه القائمة فانها كفاءة ومتانة ونزاهة وخدمات ما بعد الانتخابات..

 وآخر يقول انتخبوني  يأتكم الله اجركم مرتين وان لم تنتخبوني فان عليكم اثم التفخيخ وارتفاع سعر البطيخ  واخر يقول انتخبوني فاني جئتكم من المقاومة بنبأ يقين وانا الذي يحكمهم  وابشركم في حالة انتخابي  سيلقون اسلحتهم وستنعمون بالامن والامان وستصحبون اطفالكم لمتنزه الزوراء بدون ....!!!! مما اضطر احد المواطنين ان يهمش على هذا البوستر كاتبا – اننا لا نريد من المقاومة ان تلقي اسلحتها بل نريدها ان ترفع اسلحتها ولكن بوجه الارهاب ..

ويشتد التنافس بين القوائم  ولكن اكثرها عنفا وخطورة هي القائمتين 9/4/2003 والقائمة 17/7/1968 واحدهما نقيض الاخر  واحدهما ضحية والاخر جلاد ، فاذا كانت القائمة الاولى تعلن برامجها في تعويض اسر الشهداء والسجناء والمهاجرين والمهجرين وتضع حدا لعدم عودة الدكتاتورية فان القائمة الثانية  تعد العدة لابادة الشعب العراقي وتلقينه درسا اخر في التعذيب والقتل الجماعي بحجج هتافية قومية شفافة ضد الانفصال..

  واذا كانت القائمة الاولى تؤمن في بناء الدولة الحديثة على اسس الديمقر اطية وحقوق الانسان  والنظام اللامركزي  فان القائمة الثانية تؤمن بالمركزية والحزب الواحد والقائد الواحد  ورئيس قائمتها عبد الواحد ولكنها تؤمن بتوزيع الموت بشكل فيدرالية واذا كانت القائمة الاولى تؤمن بالتاريخ  وتعد العدة لقراءته من جديد فان القائمة الثانية اوقفت عقارب الساعة  وخاصة (الساعات السويسرية وستزن) واذا كانت الاولى جاءت على دبابة امريكية فان الثانية هيأت واعطت الذريعة لدخول الدبابات ..انا شخصيا اتوقع ان تفوز القائمة الاولى وبشكل ساحق ولكن ليس في هذه الانتخابات وانما في انتخابات 2022 اي بعد خمس دورات انتخابية ..

hamedalhumraney@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية -اربعاء 14/كانون الاول/2005 -  11/ذي القعدة/1426