تسرب تلاميذ المدارس الابتدائية

في ناحية سيد دخيل بمحافظة ذي قار

 الباحــــث اسعد موحان شدود*

الخلاصــة

في خضم الانحدار الهائل الى ظلمات الامية ، ولما تسببه من حجر عثرة امام سبل التقدم والازدهار الذي حدث نتيجة لما كان سببا في تفشي هذا الوباء الخطير وساعد عليه من تصرفات بعيدة عن الانسانية والتربية من قبل النظام البائد .

 لم نقف مكتوفي الايدي بل لابد من الشعور بالمسؤولية تجاه هذا البلد الغالي الذي كان دافعا في اجراء هذا البحث الميداني للوقوف على الاسباب التي أدت الى استفحال هذا المرض ضمن هذه الرقعة الجغرافية الريفية التابعة لقضاء الناصرية ومن ثم طرح المعالجات وفق ما يتناسب مع بيئة هذه الناحية .

يتكون البحث من خمسة فصول ، وقد تناول الفصل الاول التعريف بالبحث وتضمن المقدمة التي تطرقت الى ((استنهاض الجميع لمساهمتهم بربط خيوط الشمس كي تضيء ظلام الليل بالتماسك والاخلاص حتى نبين لأعدائنا بأن طفلنا العراقي بار نجيب ، يقاسمنا النفس ويكمل انسنا ، حيث قلبنا منهله وبصرنا موطنه)) .

ثم مشكلة البحث التي تم فيها توضيح الابعاد المستقبلية للتسرب بسبب ابتعاد الاطفال عن مكان غرس المبادئ والقيم . بعدها أهمية البحث ، لما نمتلكه من كل مقومات البناء الصحيح لهذا الجيل .

 واهداف البحث التي بينت طموح الباحث في المساهمة الجادة لمساعدة مراجعه ومن يعنيه هذا الموضوع المهم للحد من هذه الظاهرة المؤلمة والتي تعتبر شديدة الاوجاع وبعيدة الشفاء وسيئة العاقبة .

أما الفصل الثاني فقد تطرق الى دراسة موجزة في هذا الصدد .

واما الفصل الثالث فهو منهج البحث واجراءاته الميدانية الذي تم فيه استخدام اسلوب البحث الميداني وكان اهم الاجراءات فيه توجيه سؤالا تحريريا الى (17) مديرا من مدراء المدارس الابتدائية في ناحية سيد دخيل من محافظة ذي قار للتعرف على اسباب ارتفاع نسب التسرب في المدارس الابتدائية لناحية سيد دخيل ، وبعد الاجابة عنها تم صياغة ( 13 ) فقرة في استبيان وزعت على ( 35 ) عينة تمثلت في:

( 6 )     من رؤساء مجالس الاباء والمعلمين .

( 7 )     من المثقفين

( 22 )   من أولياء أمور التلاميذ .

        أما الفصل الرابع فقد بين شرحا مبسطا لما حملته نتائج الفقرات من نسب مئوية وفق الاتي :

الفقرة الاولى (( شحة المياه )) حيث كانت أهم اسباب التسرب التي وصلت شحته الى صعوبة استحصال ماء الشرب في فصل الصيف وقد تم بيان معدل التسرب في هذه المدارس في جدول جاء فيه :

 

العام الدراسي

معدل نسب التسرب

1994 – 1995

4 %

1995 – 1996

6 %

1996 – 1997

9 %

1997 – 1998

11 %

1998 – 1999

27 %

1999 – 2000

32 %

2000 – 2001

35 %

2001 – 2002

39 %

 

       وعند ملاحظة الجدول يتضح لنا بأن نسبة التسرب قد ازدادت بشكل قفزة كبيرة في العام الدراسي 1998 - 1999 لأن في هذا العام بدأت شحة المياه بصورة مفاجئة الذي أدى الى فقدان سكنة هذه القرى مصدر معيشتهم الرئيسي المتمثل بالزراعة وتربيه الحيوانات مما حدى بهم الى الهجرة السلبية لمزارع محافظات كربلاء والنجف والبصرة , حتى وصلت نسبة العوائل المرتحلة في عام 2001 في بعض القرى الى 59% .

 ومن جانب اخر تبين انعدام نسبة التسرب في مدرسة الاصمعي التي تقع في قرية نائية بسبب وجود نهر يرفدهم بالماء دون نقص او انقطاع .

والفقرة التالية هي ( سوء الحالة المعيشية لاولياء امور التلاميذ )

وكانت بسبب نقص احد العوامل الرئيسية لعمليه الزراعة وهو الماء . ثم الفقرة الثالثة(التمسك بالتقاليد والاعراف السائدة)،

والتي لازال التشبث بها قائما وخصوصا المرأة التي اضطهد العرف حقها حيث بلغت نسبة البنات من المتسربين 69%.

والفقرة الرابعة ( قلة المساعدات من الجهات الساندة )

مما لاشك فيه لا يوجد شيء في العالم اغلى واثمن من الوحدة ولقد تجلى ذلك في مدرسة الامل الابتدائية في العام الدراسي 1999 - 2000 في انخفاض نسبة التسرب من 47 % في مطلع العام الدراسي الى 5 % في بداية الشهر الثاني من الدوام بسبب التعاون الكبير بين مدير الناحية وادارة المدرسة في انتشال الاطفال من هاوية الضياع والتخلف .

ثم جاء بعدها فقرة ( انعدام الهدف من وراء الدراسة لاسر الاطفال ) ومن بعدها        (العقوبات المشينة للتلاميذ من قبل المعلم ) ثم (ضعف متابعة الادارة ) و( ضعف النشاطات اللاصفية) وغيرها من الفقرات الاخرى التي حصلت على نسب متدنية لكن لا يمكن اهمالها.

اما الفصل الخامس فقد تضمن المقترحات والتوصيات:

فمن ضمن ما جاء بالمقترحات:

    1. اعادة النظر في قانون التعليم الالزامي رقم (118 ) لسنة 1976 وخاصة الفقرة اولا من المادة الثالثة عشرة التي تضمنت ( يعاقب بغرامة لا تزيد عن مائة دينار ولا تقل عن دينار واحد او بالحبس لمدة لا تزيد عن شهر ولا تقل عن اسبوع واحد او كليهما ، ولي العهد المتكفل فعلا بتربيته).

    2. ايلاء موضوع المشاريع الاروائية الاهتمام في متابعتها وتطويرها.

    3. فرض قيود وضوابط للحد من ارتحال عوائل القرى.

ولقد ورد في بعض التوصيات:

1- على الجهات المعنية بتنشئة الطفل القيام بواجب فعال ازاء الفتاة .

2- توطيد العلاقة بين المدرسة واولياء امور التلاميذ .

3- المعلم كعمود الخيمة، ان صلح،  صلح طلاب المدرسة، وغدت تلك المدرسة لبنة في بناء مجتمع متماسك، والا فقد افسد من حوله .

*مديـــر مدرســــة الأمــــــــل

المديريـــة العامـــة لتربيــــــة ذي قــــار

أمين مكتبة نقابة المعلمين / ذي قار

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 12/كانون الاول/2005 -  9/ذي القعدة/1426