لا نشتت الأصوات ولا نختزلها في قائمة واحدة

المهندس صارم الفيلي

في هذا الوقت الدقيق على كل أنسان عراقي مسؤولية ان يدلو بدلوه، لنصل خلال الأيام القادمة القليلة الى رؤية مشتركة، تلقي ضوءا واضحا على الأشخاص والكيانات، بشكل يوازن السلبيات والايجابيات الموجودة عندها.

دعونا نتعقل , نستشعر مسؤوليتنا التاريخية يا أخوان ياعراقيين , فالعراق مسؤولية في أعناقنا.

والديمقراطية الحقيقية منقذة لنا لأنها فيها الخير لجميعنا , خير الأسلام والمسيحية, خير الشيعة والسنة. خير العرب والكرد والتركمان والصابئة. خير الأسلامي, والعلماني , واليبرالي والقومي. خير من ذكرتهم ومن لم أذكرهم.

لتنطلق كلمتنا الحرة دون أن تسجن بمحرمات , ودون أن تكون متسيبة خارج دائرة المسؤولية.

لنفكر بما هو أهم لذواتنا الصغيرة المتمثلة بالأنا , وما هو أهم بالذات الأكبر "نحن " وصولا الى النحن الكبيرة كبر عراقنا الغالي الجريح.

- الخطوة الأولى في منهح التفكير السليم هو عدم القياس على المشوه.

فصدام وحكمة خارج أطر القياسات المنطقية والعقلائية. وانما قياسنا قائم على ما هو أنساني.

- الخطوة الثانية هو عدم مقبولية الوصاية على العراقي بمعنى:

أن يعامله ككتلة قومية أو مذهبية منغلقة موضوعة في صندوق مختوم بختم الخلود الأبدي، في خدمة عناوين حزبية رنانة، أو أصنام سياسية في طور التشكيل على المستوى الشخصي والحزبي، كأنهم وحدهم من سينقذ العراق من حلقة الأرهاب والفساد المفرغة، بمعنى صعوبة العثور على المعالجات الضرورية، التي تتطلب منا ان نتسائل، من أين نبدأ،  تفاديا من الوقوع في مازق ان يكون الدواء هو مايعمق الداء،بتفاعل متسلسل يتجه اتجاها مستقبليا سلبيا، ويكاثره بطريقة أميبية متسارعة لتقضي على الزخم المقابل الحاصل بسبب جهود البعض من الأكفاء في الحكومة الحالية، والبرلمان الحالي.

- الأستفادة من تجارب مرحلة مابعد سقوط طاغية العصر:

وليكن قياسنا قائم على ما هو أنساني , بمعنى مقدار الجهد البشري الطبيعي المبذول باتجاه الخروج من نفق الفسادوتؤأمه الأرهاب. هنا لا يستطيع منصف يعيش داخل العراق أن يتجاهل ضعف الأداء الحكومي  في الكثير المفاصل الحكومية. والخوف من أن يصيب الشعب بحالة من اللامبالاة ناتجة عن عدم الرضى بالكثير  من المتصدين , وينعكس سلبيا على زخم ذهابه الى الأدلاء بصوته , وهنا كانت لدعوة المرجعية العليا بضرورة المشاركة الجماعية في الأنتخابات أثرها الأيجابي الذي سيظهر في الأنتخابات.

- اختيار الأصلح من القوائم متروك للناخب.

أما تشتيت الأصوات فهو مستبعد بالنسبة للأئتلافات الكبيرة التي تتجاوز أصابع اليدين, لأن لها أمتدادات في الكثير من المحافظات وستحصل على مقاعد حقيقية , ومقاعد  تكميلية. فلا خوف أذن من تشتيت الأصوات.

بل العكس صحيح هنا الحذر من القائمة غير المتجانسة التي ستنفجر , وقد ظهرت بوادر انفجارها ليضيع صوت العراقي المسكين.

العكس هو الصحيح أيضا كون تعدد القوائم أثراء لحالة التعددية , ومنع أستبداد قائمة واحدة أو قائمتين.

فائدة أضافية لتعدد الفوائم الكبيرة وهي , أظهار الحجوم الحقيقية للجميع وعزل أو اضعاف دور الوصوليين المستغلين لشعبية بقية أعضاء القائمة، ثم أعطاء الفرصة لكل المؤمنين تحت قبة البرلمان للائتلاف من جديد وفق شروط تبعد  من حاول تخريب ائتلاف الأغلبية المستضعفة في الانتخابات السابقة أن لم يحصل على ما حصل عليه.

وهنا نكون قد أضخنا دماء جديدة لتنبض في عروق المجتمع , ونبتعد عن التكرار الذي يقود بنا ربما الى الصنمية والاستبداد.

علينا أن نكون أحرارا في اختياراتنا للمسئول المناسب ذي الشخصية المتزنة , المقر بحاجته الى ناقدين في تأييدهم له , كما هو بحاجة الى مستقلين في انتمائهم , منصفين في معارضتهم. يرتفعوا به الى مستوى خدمة الشعب.

ويرتفعون معه في مشوارهم, لا أن يكونوا ظلا له في حركته , مطبلين , مزمرين , جاعلين

من الفشل نجاحا , ومن الإخفاق ضرورة.

مسئولون للخدمات يعيشون وعوائلهم معاناة الإنسان المقهور ليستجيبوا لها قلبا وعقلا وحركته.

أن أردت اخي القوائم الإسلامية الشيعية فهناك أكثر من قائمة.

وان أردت الليبرالية فهناك أكثر من قائمة.

والقومية كذلك.

ليجتمع الكل أعلاه في حكومة وحدة وطنية لا محاصصة مذهبية وقومية , فقد ثبت فشلها لأشهر , فكيف لسنوات أذا؟

sarimrs@hotmail.com

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 12/كانون الاول/2005 -  9/ذي القعدة/1426