الانتخابات العراقية: سبعة الاف مرشح وتوقعات باقبال كبير على التصويت والامن له أولوية

يقول منظمو الانتخابات العراقية التي ستجري في الاسبوع القادم انهم يتوقعون اقبالا على التصويت أكبر من الانتخابات التاريخية التي جرت في يناير كانون الثاني الماضي أو الاستفتاء الذي جرى في اكتوبر تشرين الاول.

وهم يقولون ان الحملة الجيدة والتغطية الاعلامية الافضل والزيادة في عدد مراكز الاقتراع في بعض محافظات العراق سيضمن اقبال ثلثي العراقيين على الاقل للتصويت.

وقال حسين هنداوي رئيس لجنة الانتخابات في العراق للصحفيين هذا الاسبوع انه يعتقد ان الاقبال سيكون أعلى من الاستفتاء الذي اجري في اكتوبر تشرين الاول عندما بلغ 64 في المئة.

وقال هنداوي ان الناس في بغداد وفي محافظات الانبار ونينوى وديالا التي تحملت العبء الاكبر من عنف المسلحين ستجد التصويت أسهل بكثير يوم الخميس القادم.

وقاطع كثير من العرب السنة الانتخابات التي جرت في يناير كانون الثاني اما بدافع الخوف أو الاستياء لفقدانهم النفوذ في ظل الاحتلال مما حول البلدات والمدن مثل الفلوجة والرمادي الى مدن اشباح في يوم الاقتراع مما ادى الى انخفاض الاقبال. وتحسنت الامور بعض الشيء بحلول اكتوبر تشرين الاول عندما صوت العراقيون على دستور جديد.

وقال هنداوي انه في الانتخابات الاخيرة كان يوجد أقل من 20 مركزا انتخابيا في الانبار. واضاف انه في الاستفتاء كان يوجد 144 مركزا والان سيكون هناك أكثر من 160 مركزا.

وقال ان الاقبال في محافظة الانبار بلغ 31 في المئة في الاستفتاء وان الموقف الامني أفضل في الرمادي ولذلك فان المشاركة ستكون افضل بغض النظر عمن سيصوت له الناخبون.

وقال انه تجري حملة انتخابية اكبر في التلفزيون وملصقات انتخابية اكثر في الشوارع عن يناير كانون الثاني عندما اقبل 8.5 مليون عراقي يمثلون 58 في المئة من الناخبين على التصويت في اول انتخابات ديمقراطية في 50 عاما.

ثم صوت العراقيون لاختيار حكومة مؤقتة حيث سيختارون برلمانا يستمر فترة كاملة مدتها اربع سنوات مما يجعلها أكثر اهمية.

ويمكن للناخبين الاختيار بين 231 قائمة بعضها تحالفات وبعضها احزاب والبعض الاخر يتألف من مرشحين مستقلين.

وقال صاحب متجر عمره 38 عاما يدعي عبد الكريم "سوف اشارك. لكن هذا اصبح روتينا. ويوجد ايضا اعداد كبيرة من القوائم للاختيار من بينها. يمكن ان يضل ويرتبك المرء بسهولة بشأن أي القوائم يختار."

وقال نور كاميل وهو عامل عمره 25 عاما يعمل في شركة سياحية "لم اشارك في الانتخابات السابقة ولا في الاستفتاء ولن اشارك في الانتخابات القادمة لانني لا اريد ان اشعر بالاسف على شيء."

واعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق الخميس ان سبعة الاف مرشح يتنافسون على مقاعد مجلس النواب في الانتخابات التشريعية القادمة موضحا ان لجنة اجتثاث البعث ترفض 139 مرشحا.

وقال صفوت رشيد عضو المفوضية في مؤتمر صحافي ان "سبعة الاف مرشح سيشاركون في الانتخابات المقبلة" المقررة في الخامس عشر من الشهر الجاري.

واضاف ان "عدد المراكز الانتخابية بلغ 6300 في عموم العراق وكل مركز سيحتوي على ما بين اربع الى ست محطات (مكاتب) ما يعني وجود 31 الف محطة انتخابية".

واوضح رشيد ان "هيئة اجتثاث البعث ابلغتنا بوجود 180 اسما مشمولا بقرار الاجتثاث". وتابع "بعد مراجعة الاسماء تبين ان هناك 21 اسما متشابها لا يشملهم القرار فيما غيرت بعض الكيانات عشرين مشرحا.

واضاف "اما باقي الاسماء فبقيت على حالها ما حدا بالمفوضية الى توجيه رسائل الى الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء ابراهيم الجعفري ورئيس البرلمان حاجم الحسني لابداء ارائهم وتوجيهاتهم حول هذه المسالة الحساسة خلال يومين فقط".

يذكر ان القوات الاميركية حظرت حزب البعث العربي الاشتراكي الذي حكم العراق بين 1968 و2003 بعد احتلالها العراق في نيسان/ابريل 2003 فتحول الى حزب سري.

ويستبعد قرار اجتثاث البعث من المجتمع العراقي من الادارة الاعضاء السابقين في الفئات الاربع الاولى من الهرمية الحزبية اي اعضاء المكاتب والفروع والشعب والفرق الحزبية.

اما فيما يتعلق بالحملة الانتخابية فقد اوضح رشيد ان "هناك سبعة ملايين ملصق تم وضعها في الحملة بالاضافة الى الاعلانات التلفزيونية والصحافية" مشيرا الى ان "هناك شكاوى وردت للمفوضية حول قيام بعض الجهات بتمزيق الملصقات".

وطلب المسؤول في المفوضية من جميع الكيانات التي تتنافس في الانتخابات "بالارتقاء بالحملة الى المستوى الحضاري والابتعاد عن هذه الاساليب غير المقبولة والعنف والاساءة للاخرين".

ويخوض الانتخابات البرلمانية العراقية التي تجري يوم الخميس القادم 231 قائمة سياسية ومرشحون مستقلون ويروج العشرات لقضايا لكسب تأييد المواطنين الذين نفد صبرهم من العنف العشوائي وعمليات القتل التي تجري على اساس عرقي وطائفي.

على لافتة تظهر فيها صورة سياسي غير معروف يطل بوجهه على شارع مزدحم في العاصمة بغداد كتبت عبارة "سأسحق الارهاب". بينما وعدت ملصقات اخرى بوضع حد للطائفية والفساد.

وقال غسان العطية رئيس المؤسسة العراقية للتنمية والديمقراطية وهي مؤسسة بحثية "الاحزاب الصغرى تحاول جذب الناخبين بعيدا عن الاحزاب الكبرى المهيمنة تحاول القول انها قادرة على حل مشاكل اساسية على امل الفوز بمقعد او اثنين."

وبخلاف الوعود الشائعة عن الامن والاعمار تحاول احزاب كثيرة ومرشحون تفصيل برامجهم الانتخابية لتلقى هوى في المحافظات والدوائر التي يرشحون انفسهم فيها.

واذا لم يجد الناخبون شيئا يجذبهم الى برامج القوائم الرئيسية بوسعهم دوما ان يختاروا احزابا أصغر في الخريطة السياسية المتنوعة للعراق.

من مصعب الخير الله

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 11/كانون الاول/2005 -  8/ذي القعدة/1426